منيت حملة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون بضربة قوية أمس، عندما أعاد مكتب التحقيقات الاتحادي «إف.بي.آي» فتح تحقيق في استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص وقت شغلها لمنصب وزيرة الخارجية ما يهدد الدفعة السياسية القوية التي اكتسبتها مؤخراً. وقبل 11 يوماً فقط من الانتخابات المقرر إجراؤها في 8 نوفمبر المقبل، قال جيمس كومي مدير «إف.بي.آي» في خطاب وجهه لعدد من رؤساء اللجان في الكونجرس إن المكتب سيحقق في مزيد من الرسائل المتعلقة بالتحقيق، مضيفاً أن من غير الواضح مدى خطورة الرسائل الجديدة حتى الآن كما لم يحدد إطاراً زمنياً للانتهاء من التحقيق. وسارع المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمس للترحيب بإعلان مكتب التحقيقات، قائلاً خلال مؤتمر انتخابي لحملته في مانشستر بولاية نيو هامبشير «أكن احتراماً كبيراً لحقيقة أن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يعتزمان التحلي بالشجاعة لتصحيح الخطأ الفظيع الذي ارتكباه».

وفي وقت سابق، حضت السيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما الناخبين على التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع، في خطاب انتخابي ألقته أمس الأول في مهرجان ظهرت فيه إلى جانب المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون. فيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بـ «الهستيريا» اتهامات واشنطن لموسكو بالعمل على التأثير في الانتخابات الأميركية لمصلحة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

ومن جهة أخرى، شهد السباق الرئاسي حادثة أثارت الخوف عندما انزلقت طائرة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس على المدرج لكن لم تحدث أي إصابات.
واستعانت كلينتون بميشيل السيدة الأميركية الأولى التي تتمتع بشعبية كبيرة جدا، في مواجهة ترامب، والدعوة لمنح الديموقراطية ولاية ثالثة على التوالي في البيت الأبيض. وعلت الأصوات المؤيدة لميشيل أوباما من حشد ضم 11 ألف شخص عندما اعتلت المنصة مع كلينتون في وينستون-سالم بولاية كارولاينا الشمالية، إحدى الولايات غير المحسومة في الانتخابات، حيث اتهمتا ترامب بالسعي للحد من مشاركة الناخبين. وأثبتت أوباما أنها قوة لا يستهان بها في الحملة، إذ أدلت بتصريحات قوية ضد ترامب داعمة مساعي كلينتون لان تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.

وقالت ميشيل عن كلينتون «إنها جاهزة لتولي قيادة القوات المسلحة في اليوم الأول، ونعم، إنها امرأة»، مشيرة إليها بكلمة «فتاتي».

وأثارت زوجة أوباما البالغة من العمر 52 عاما حماسة الديموقراطيين بانتقادها ترامب على خطابه الحاد ووصفها سلوكه تجاه النساء بـ «المخيف». وقالت إن استراتيجية ترامب هي «جعل الانتخابات قذرة وبشعة لدرجة لا نعود نريد المشاركة فيها إطلاقا».

وأضافت «عندما تسمعون أشخاصاً يتحدثون عن مؤامرة عالمية ويقولون إن هذه الانتخابات مزورة فافهموا أنهم يسعون لإبقائكم في منازلكم». وتظهر الاستطلاعات تقدما كبيراً لكلينتون قبل 12 يوماً فقط على الانتخابات.

وصوتت كارولاينا الشمالية لمصلحة أوباما في 2008، ثم للمرشح الجمهوري ميت رومني في 2012.
غير أن كلينتون وسعت الفارق بينها وبين ترامب إلى 2,4 نقطة في الولاية الجنوبية الشرقية حيث يخشى الجمهوريون أن يؤدي تراجع مرشحهم البطيء إلى تراجع حظوظهم في سباقات الكونجرس.

وتبنت كلينتون الخميس نبرة إيجابية وقالت «هذا الانتخابات تتعلق بأولادنا، وفي حالتي بأحفادي» مضيفة «لنعمل سويا ونكون متفائلين ومتحدين ومفعمين بالأمل».

وأظهر آخر متوسط لاستطلاعات الرأي أصدره موقع «ريل كلير بوليتيكس» تقدم كلينتون التي بلغت 69 عاماً الأربعاء، على المستوى الوطني بـ5,4 نقطة عن ترامب، ما يشير على الأرجح إلى فوز الديموقراطيين في الانتخابات.

وفي توليدو بولاية اوهايو، قال ترامب ساخرا أمام مؤيديه «أعتقد أنه يجدر بنا إلغاء الانتخابات ببساطة ومنحها لترامب».

وتعرضت حملة ترامب لانتكاسة وخصوصا لدى النساء منذ الكشف في وقت سابق هذا الشهر عن فيديو يعود لعام 2005 يفاخر فيه بسلوك مهين للنساء يصل إلى حد التحرش بهن أو التعدي عليهن جنسياً.

ووردت تسريبات جديدة من ويكيليكس هددت حملتها، خصوصا رسالة إلكترونية من مساعدها دوجلاس باند يشرح فيها جهوده من أجل جمع الأموال نيابة عن كل من بيل كلينتون شخصيا ومؤسسة كلينتون. وكتب باند أنه ساعد الرئيس السابق على «تأمين نشاطات من أجل الربح والمشاركة فيها، بما في ذلك خطابات وكتب وتعاقدات لخدمات استشارية».

وسارع ترامب إلى تناول هذه الوثائق واصفا النشاطات الواردة فيها بـ «الفساد المطلق». وقال «إذا كان آل كلينتون على استعداد للتمادي مع مؤسستهما في وقت لم يكونا في البيت الأبيض، تصوروا فقط ما قد يفعلانه إذا ما أُعطيا الفرصة للسيطرة مجدداً على المكتب البيضاوي». من جانبه وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بـ «الهستيريا» الاتهامات المساقة ضد روسيا بالعمل على التأثير في الانتخابات الأميركية لمصلحة ترامب من خلال قرصنة مواقع مؤسسات سياسية أميركية.

الاتحاد