تفكر المرشحة الرئاسية الديموقراطية هيلاري كلينتون في الاستفادة من نائب الرئيس «جو بايدن» بتعيينه في منصب وزير الخارجية حال انتخابها رئيسة للولايات المتحدة في شهر نوفمبر المقبل، وذكرت مصادر قريبة من حملة كلينتون لصحيفة «بوليتيكو»: «أنه سيكون عظيماً، وأنهم يمضون الكثير من الوقت في تحديد أفضل طريقة لإقناعه بقبول المنصب إذا ما فازت بالرئاسة».

وفي وقت لاحق، أكدت شبكة «إن بي سي نيوز» أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون كانت تفكر في اختيار بايدن لتولي هذا المنصب. ولم ترد حملة كلينتون بعد على هذه المزاعم، ولكنه إذا تم تعيينه، فإن عمله كرئيس للدبلوماسية الأميركية سيكون بمثابة إضافة أخرى لسيرته الذاتية السياسية المثيرة للإعجاب بالفعل.

وقد كتبت «ليندا فيلدمان»، المحررة بصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، العام الماضي ما يلي: «عندما ترشح بايدن لتولي الرئاسة في عامي 1988 و2008، أصاب نجاحاً طفيفاً. وبعد قضاء 36 عاماً في مجلس الشيوخ، يبدو أنه أصبح مقدراً له أن يظل في المجلس طوال حياته».. ومضت قائلة: «ولكن عندما اختاره باراك أوباما في عام 2008، تقدم بايدن خطوة واحدة من المكتب البيضاوي، ونال مودة واسعة النطاق في البيت الأبيض الذي كان البعض فيه يناديه بـ&rsquoالعم جو&lsquo. ويحظى بايدن، المشهور بأسلوبه المندفع وزلاته في بعض الأحيان، بالثناء على موثوقيته».

ووفقاً لزوجة نائب الرئيس، فإن جو بايدن قد سبق أن كان محل تفكير لتولي منصب وزير الخارجية، وذكرت «جيل بايدن» هذا الخبر في عام 2009 أثناء برنامج «أوبرا وينفري»، عندما قالت إن أوباما قد عرض على بايدن الاختيار ما بين تولي منصب نائب الرئيس أو وزير الخارجية، واختار بايدن منصب نائب الرئيس حتى يكون قريباً من أسرته، ولكن سرعان ما فندت حملة أوباما- بايدن هذه المزاعم.

وفي عام 2016، فكر بايدن مرة أخرى في الترشح لتولي الرئاسة، ولكن بعد عدة أسابيع من التفكير، أدلى نائب الرئيس ببيان في حديقة الورود بالبيت الأبيض، وذلك في شهر أكتوبر الماضي بينما كان أوباما يقف إلى جواره، وقال بايدن في ذلك البيان إنه بسبب وفاة ابنه «بو» في الآونة الأخيرة، فإنه ليس في وضع يسمح له بالاضطلاع بمهام القائد العام للقوات المسلحة.

وبعد هذا البيان، كتب «بيتر جرير» في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أنه من خلال عدم الترشح لتولي منصب الرئيس، فإن بايدن كان يعمل على توحيد صفوف الحزب الديموقراطي. وكتب أيضاً: «من خلال عدم الترشح، فقد ضمن أن الديموقراطيين سيكون بوسعهم تقديم جبهة موحدة في وقت مبكر من الحملة الرئاسية، ويوضح بيانه بعدم الترشح الصفات التي من الممكن أن تجعل منه مؤيداً كبيراً لكلينتون: الحماس والتعاطف وأصالة واضحة لا يمكن أن تجد كلينتون مثيلاً لها». وحتى الوقت الحالي من السباق الرئاسي، خدم بايدن كداعم مخلص، وباعتباره مؤيداً قوياً لهيلاري كلينتون، فهو يتردد على الحملة الانتخابية للتحدث نيابة عنها. وقد خدم بايدن حملة كلينتون بالفعل بصفته الدولية، حيث سافر إلى لاتفيا في شهر أغسطس لطمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» على شراكة الولايات المتحدة على رغم تصريحات حملة ترامب الازدرائية.

«مع بايدن، فإن كلينتون ستستفيد من شخص ذي خبرة في مجال السياسة الخارجية، وسياسي محبوب لديه علاقات عميقة في جميع أنحاء العالم» بحسب ما أشارت صحيفة «بوليتيكو»، وقد تم طرح أسماء أخرى لتولي هذا المنصب، «ولكن أيّاً من هذه الخيارات لا تحظى بالمواصفات التي يحملها بايدن لتولي منصب وزير الخارجية».

الاتحاد