رفضت فصائل المعارضة السورية في حلب، المهلة والإنذار الروسي، والذي يطلب بمغادرتها الأحياء الشرقية، فيما أعلنت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن المنظمة ضد إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعاً.

فقد اعتبرت أطراف من المعارضة، أن الهدنة التي تتحدث عنها روسيا «شكلية ومن طرف واحد»، وهي فقط «لكسب الوقت وحرب نفسية جديدة على المدنيين والمقاتلين». وأكدت مصادر ميدانية، أن مقاتلي المعارضة والمدنيين لن يخرجوا من مدينة حلب ولن يستسلموا، معبّرين عن عدم ثقتهم بروسيا ولا بنظام الأسد.

ونفت مصادر محلية في مدينة حلب وجود «ممرات تضمن خروجاً آمناً»، خاصة مع استمرار القصف المدفعي للنظام على مناطق المدنيين.
وبعد تقدم متواصل في الأيام الأولى من معارك فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية المحاصرة، ثبتت قوات المعارضة سيطرتها على المناطق التي تقدمت إليها، لاسيما في ضاحية الأسد ومنيان والمناشر غرب حلب، بعدما تمكنت فصائل غرفة «عمليات جيش الفتح» وغرفة عمليات «فتح حلب» من إحباط 3 محاولات لاستعادة السيطرة على تلك النقاط.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عسكريين روسيين أصيبا بجروح في عملية قصف من قبل المعارضة، استهدفت معبر «الكاستيلو» شمال مدينة حلب. وقالت الوزارة، إن العسكريين المصابين التابعين لمركز التنسيق الروسي في مطار حميميم العسكري، وتم نقلهما إلى منطقة آمنة في المدينة، حيث تلقيا الخدمات الطبية الضرورية، وألا تهديد على حياتهما.

واستهدف مقاتلو الجيش الحر، مجموعة من ميليشيا «حزب الله» الإرهابي، في حي الراموسة جنوبي غربي حلب، بصاروخ «تاو» موجه عن بعد، وفق ما أظهر تسجيل مصور بثه ناشطون أمس. وأصاب الصاروخ موقعاً كان يتمركز به عناصر الحزب الإرهابي في الراموسة.

كما استهدف مقاتلو المعارضة تجمعات قوات النظام في الأكاديمية العسكرية بصواريخ الكاتيوشا.إلى ذلك، استهدفت مقاتلات حربية سورية بالصواريخ الفراغية والمظلية بلدتي بكفرناها والأتارب بريف حلب سقط خلالها عشرات الجرحى. وفي ريف حماة، تصدت قوات المعارضة لمحاولة تقدم جديدة لقوات النظام، بعد سيطرتها على تل بزام في الريف الشمالي.

وفي سياق منفصل، قالت وكالة «إنترفاكس» الروسية، إن طائرة أميركية مضادة للغواصات اقتربت أمس الأول، من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. ونقلت عن مواقع متخصصة في متابعة تحركات الطيران الحربي، أن الطائرة من طراز «بي 8 آي بوسيديوم»، انطلقت من قاعدة في صقلية وحلقت قرب طرطوس، بعدما كانت حلقت قبل ذلك شرق جزيرة كريت، مكان التواجد المفترض للطراد الروسي الحامل للطائرات الأميرال كوزنيتسوف والسفن المرافقة له.على صعيد آخر، قالت جيسي شاهين المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، إن المنظمة ضد إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعاً.
وأضافت، «موقفنا يبقى الدعوة إلى وقف كامل للقتال في عموم البلاد، لكن بالطبع نحن نرحب بكل ما يساهم في إنقاذ الأرواح».

وقالت «لا يوجد أي حل عسكري للأزمة السورية، يجب إحياء وقف الأعمال القتالية على مستوى البلاد، يجب أن توافق القوات الجوية السورية على وقف طلعاتها فوق حلب».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاريكه، أمس، إن المنظمة الدولية ليس بوسعها أن تستغل الهدنة لإرسال مساعدات إلى المناطق الشرقية المحاصرة بالمدينة، إذ إنه ليس لديها الضمانات الأمنية الضرورية.

وأضاف «العمليات الإنسانية لا يمكن أن تكون مشروطة بمبادرات سياسية أو عسكرية، ما نحتاجه حقا في حلب هو دخول المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح وتوصيلها داخل أحياء حلب الشرقية، وعلى كل الأطراف مسؤولية اتخاذ الإجراءات الضرورية، بما في ذلك إتاحة الظروف الأمنية التي تمكن من تحقيق هذا».

الاتحاد