اتخذت شركات عاملة بمجال الخدمات البترولية في الدولة، عدة إجراءات لإعادة هيكلة وتنظيم أعمالها، حتى تتخطى مرحلة تراجع أسعار النفط، والتي أثرت على حجم النشاط بالقطاع.
وقال مسؤولون بهذه الشركات لـ«الاتحاد» إنه رغم التفاؤل بتحسن النشاط في القطاع خلال الفترة الأخيرة، إلا أن تراجع أسعار البترول دفع الشركات لاتخاذ خطوات في سبيل خفض التكاليف، لاسيما عبر التركيز على اجتذاب التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والتي تسهم في خفض كلفة المشاريع. ويذكر أن أسعار النفط تراجعت قبل نحو عامين من 120 دولاراً لأقل من 50 دولاراً حالياً.
وكشفت شركات عن خطط للتوسع بالأسواق الخارجية بهدف زيادة أعمالها في مجالات جديدة، فضلا عن التوجه للحصول على وكالات لشركات أجنبية جديدة، بهدف التوسع في أنشطة جديدة.
وأشار مسؤولون إلى أن توافد كثير من الشركات العالمية إلى السوق المحلي للبحث عن فرص جديدة للعمل في ظل تراجع النشاط بالسوق العالمي، يؤثر على حجم أعمال الشركات المحلية.
بيد أنهم أكدوا أهمية ملتقى شركات الأعمال الذي نظّمته شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الأربعاء الماضي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والذي يهدف إلى تعزيز الشراكات مع المزودين وقطاعات الأعمال المحلية، موضحين أن الملتقى وفّر منصة لعرض استراتيجية أدنوك للنمو وسياساتها وإجراءاتها الهادفة إلى تحديث سياسة العقود المشتريات، والتي تهدف إلى إرساء وتعزيز شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص والمساهمة في دعم نمو الاقتصاد المحلي.
وقال عاطف عريقات المدير التنفيذي لشركة «الغيث» للتوريدات وخدمات حقول النفط المحدودة، إن تباطؤ النشاط بسوق البترول دفع الشركة لاتخاذ خطوات جديدة لخفض التكاليف، دون اللجوء لتقليص القوة العاملة، مشيراً إلى الاهتمام بتحديث المعدات وإضافة التكنولوجيا الحديثة لأنشطة الشركة، وزيادة التقنيات الجديدة المستخدمة بمصانع الشركة.
وأشار إلى تركيز الشركة كذلك على دراسة فرص التوسع بالخارج، بهدف البحث عن فرص بالأسواق الجديدة، لافتاً إلى اهتمام الشركة بالتوسع في أسواق الجزائر والكويت، لتنتشر أعمال «الغيث» في نحو 8 أسواق خلال الفترة المقبلة.
وذكر الغيث أن أعمال الشركة تراجعت بنحو 30 إلى 40% خلال الفترة الأخيرة، لاسيما مع زيادة توافد كثير من الشركات الأجنبية للعمل بالسوق المحلي في ظل حالة الركود التي تشهدها الأسواق العالمية.
وأضاف أن «الغيث»، التي تتولى تمثيل نحو 70 شركة عالمية متخصصة في القطاع، تعرضت لخسائر نتيجة توجه هذه الشركات الأجنبية لحرق الأسعار في المناقصات بهدف اقتناص أي فرص عمل بالسوق المحلي، معرباً عن أملة في تصحيح أوضاع السوق خلال الفترة المقبلة.
من جهته، قال أحمد رحمة المسعود رئيس شركة المسعود للتوريدات والخدمات البترولية إن انخفاض أسعار البترول، دفع الشركة لاتخاذ خطوات جادة للتعامل مع الأزمات، عبر إعادة الهيكلة، والاهتمام بالتقنيات الحديثة والأجهزة والمعدات التكنولوجية لخفض التكاليف، علاوة على التركيز بالاستثمار في الكوادر البشرية.
وأكد أن الظروف الحالية تتطلب من الشركات الاهتمام بتقديم أفضل المنتجات والخدمات بتكلفة محدودة، مشيراً إلى تعاون «المسعود» مع الشركات الوطنية كافة العاملة بالدولة.
وأكد المسعود أهمية ملتقى شركات الأعمال الذي نظّمته شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الأربعاء الماضي بالتعاون مع غرفة أبوظبي، والذي يهدف إلى تعزيز الشراكات مع المزودين وقطاعات الأعمال المحلية، موضحاً أن الملتقى وفّر منصة لعرض استراتيجية أدنوك للنمو وسياساتها وإجراءاتها الهادفة إلى تحديث سياسة العقود المشتريات، والتي تهدف إلى إرساء وتعزيز شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص والمساهمة في دعم نمو الاقتصاد المحلي.
يذكر أن شركة المسعود تعمل بسوق أبوظبي منذ عام 1971، ويشمل نشاطها التوريد والخدمات النفطية بالحقول، إضافة إلى التركيب والتشغيل والصيانة، حيث تمثل (المسعود) نحو 60 شركة عالمية في الإمارات.
ولفت المسعود إلى توسع الشركة خلال الفترة المقبلة بدول جديدة مثل الجزائر، فضلاً عن السعودية والكويت وقطر وقبرص، وذلك في إطار استراتيجية الشركة للتوسع داخل وخارج الدولة، والاهتمام باستكشاف الأسواق الجديدة المتميزة في مجال النفط والغاز بالعالم.
إلى ذلك، قال فواز علي العمودي مدير التسويق في شركة المنصوري للخدمات البترولية، إن الشركات العاملة بخدمات البترول لجأت مؤخراً إلى التركيز على إجراءات خفض التكاليف، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة. وأشار إلى اهتمام الشركة بإعادة التنظيم الداخلي للعمالة مع الاحتفاظ بالكفاءات البشرية المتميزة، موضحاً أن الشركة يعمل بها أكثر من 2500 موظف في أكثر من 20 دولة.
وأوضح العمودي أن مجموعة المنصوري تمثل ما يقارب 50 شركة عالمية في الإمارات، فيما تضم المجموعة عدة شركات فرعية تعمل في مختلف الخدمات البترولية.
وأضاف أن هناك زيادة في عدد الشركات التي تقوم «المنصوري» بتمثيلها في الإمارات، مؤكداً أن ذلك يعكس اهتمام الشركات العالمية بالتواجد في سوق الإمارات والخليج بوجه عام، وفي ذات الوقت اهتمام «المنصوري» باستقطاب الشركات التي تقدم تقنيات جديدة للسوق المحلي. وتشمل نشاطات شركة المنصوري مجالات عدة تتعلق بالأعمال المساندة لعمليات إنتاج النفط، من صيانة للمعدات، والفحص، والسلامة، والدعم التقني والتكنولوجي، والصناعات البترولية.
الاتحاد