عرضت دولة الإمارات تجربتها في مجالات بناء حكومة المستقبل، والمدن الذكية، ونموذج النقل، والابتكار الحكومي، خلال مشاركتها في جلسة رئيسة، ضمن أعمال الدورة الـ21 لمؤتمر المركز الأميركي اللاتيني للتنمية الإدارية «كلاد»، بحضور 21 وزيراً للتنمية والتطوير الإداري في الدول الأعضاء، بوفد رسمي، ترأسته معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة نائب رئيسة مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وضم الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام مكتب مدينة دبي الذكية، والمهندس خالد محمد هاشم المدير التنفيذي بالوكالة لقطاع النقل البري في دائرة الشؤون البلدية والنقل في أبوظبي، وشذى الهاشمي مديرة إدارة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي.

واستعرضت الرومي تجربة الإمارات في بناء حكومة المستقبل، وأكدت شغف قيادتها ومجتمعها الدائم بالمستقبل، الأمر الذي يدفع مسيرة تطوير العمل الحكومي بشكل متسارع ومستمر بالتركيز على عوامل أساسية لتحقيق التنمية هي: تمكين الشباب، واستشراف المستقبل، وسعادة المجتمع، موضحة أن الحكومة تركز بشكل كبير على الشباب باعتبارهم يمثلون المستقبل، ما تجلى في تعيين وزيرة دولة للشباب، واعتماد استراتيجية وطنية للشباب صاغها الشباب بأنفسهم، كما قدمت معاليها خلال حضورها جانباً من اجتماع مجلس إدارة المركز الأميركي اللاتيني للتنمية الإدارية «كلاد»، في مدينة سانتياغو عاصمة تشيلي، شرحاً عن مؤسسة القمة العالمية للحكومات وأهدافها، ودورها في دعم سعي الحكومات حول العالم لاستشراف وصناعة المستقبل، ورسم توجهات السياسات والاستراتيجيات الحكومية.

وأكدت الرومي أن القمة العالمية للحكومات أصبحت منصة دولية رائدة تجمع قادة العمل الحكومي والخبراء والمتخصصين من كل أنحاء العالم لبحث أفضل السبل لدعم الحكومات في صناعة المستقبل وابتكار الحلول الكفيلة بتحقيق الخير للإنسان، من خلال البحث العلمي وابتكار أفضل الآليات والأدوات لتطوير أداء القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الناس.

وشددت الرومي على أن القمة تبحث بشكل دائم تعزيز التواصل ومد جسور التعاون مع جميع الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية، لتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها، والوصول إلى منظومة عالمية للريادة في بناء الجيل الجديد من حكومات المستقبل.

وقد وقعت معالي عهود الرومي بصفتها نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات اتفاقية تعاون مع جورجيو مونتيرو أمين عام المركز الأميركي اللاتيني للتنمية الإدارية «كلاد»، بهدف تعزيز التواصل والتعاون الثنائي والشراكة، وتبادل المعارف والخبرات، ومشاركة التجارب مع الدول الأعضاء في المركز، والترويج للقمة العالمية للحكومات كونها مؤسسة دولية لاستشراف وصناعة المستقبل.

وأكدت معالي عهود الرومي أن الإمارات تتبنى الارتقاء بسعادة المجتمع، وترى فيها المهمة الأساسية والعمل اليومي للحكومات، التي يتمحور دورها حول خدمة الناس وتحقيق آمالهم وطموحاتهم.

وقالت، إن دولة الإمارات تدرك أهمية المستقبل، وتعي أنه يحمل العديد من الفرص التي ينبغي استغلالها، لأن الحكومات التي تغفل ذلك ستضيّع الكثير من السنوات والموارد للحاق بغيرها، كما أن المستقبل يفرض تحديات كبيرة في تطوير عمل الحكومات، ما يتطلب تعزيز مستوى الاستعداد ووضع الحلول الاستباقية الكفيلة بمواجهتها.

وأضافت الرومي أن دولة الإمارات تبنت رؤية طموحة ومؤشرات واضحة لأجندتها الوطنية، تعمل على تنفيذها، من خلال مبادرات مبتكرة على مستوى عالمي، مثل المسرعات الحكومية ونظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات، والجيل الرابع لمنظومة التميز الحكومي.

وأشارت إلى أن الإمارات مهتمة بالمستقبل والإعداد له من خلال اعتماد سياسات واستراتيجيات عدة أهمها استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل والاستراتيجية الوطنية للابتكار والسياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتشكيل مجلس للعلماء، والاستعداد لإطلاق أول مسبار إلى المريخ.

وأكدت الرومي أن الإمارات تلعب دوراً عالمياً مهماً في مجالات استشراف وصناعة المستقبل، من خلال تنظيم أكبر المنصات العالمية لاستشراف مستقبل العمل الحكومي ممثلة بالقمة العالمية للحكومات، إلى جانب الجوائز العالمية التي ترعاها في مجالات توظيف تكنولوجيا المستقبل لخدمة الإنسان، واستضافتها لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي تنظم بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لبحث تطبيقات وحوكمة الثورة الصناعية الرابعة.

وتناول المهندس خالد محمد هاشم نموذج النقل الاستراتيجي لإمارة أبوظبي، الذي يعد النموذج الرسمي لتقدير وتقييم بدائل النقل الاستراتيجي، والمستخدم في جميع المشاريع التطويرية وخطط وحلول النقل، الذي قامت دائرة الشؤون البلدية والنقل بتطويره ليساعد صناعة مستقبل قطاع النقل في الإمارة، واقتراح التغيير في شبكة أو سياسة النقل، من خلال البيانات، التي يوفرها النموذج مثل تقدير الطلب على النقل والازدحام وعدد الركاب في وسائل النقل.

وتطرقت شذى الهاشمي إلى جهود دولة الإمارات في تعزيز الابتكار، بما يحقق أهداف الأجندة الوطنية.

من جانبها استعرضت الدكتورة عائشة بن بشر منهجية عمل المدن الذكية، التي تحدّدها أولوية متمثلة بتوفير تجارب إيجابية، يستفيد منها الجميع لتكون دبي في المستقبل المدينة الأسعد على وجه الأرض، وأشارت إلى أن هدف مدينة دبي الذكية لا يقتصر على رفع مكانة دبي وحسب، بل مشاركة منهجية العمل مع مدن في مختلف دول العالم والارتقاء بمستقبلها.

البيان