حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، الدول الغربية على دعم انقرة في تصديها لحزب العمال الكردستاني، متهما الأوروبيين بالسماح للمتمردين الأكراد بالتحرك بحرية على أراضيهم، في وقت أوقفت السلطات التركية رئيسي بلديتين في محافظة ماردين في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية بتهمة إقامة صلة بالإرهاب، فيما منعت نواباً أوروبيين من لقاء صلاح الدين دميرتاش، زعيم أكبر حزب موال للأكراد.
وأوضح أردوغان الذي كان يتحدث في اجتماع للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في إسطنبول، انه ينتظر دعما من دول الحلف ضد كل المنظمات الإرهابية بدءاً بتنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني.
وقال: «من لديهم موقف متردد سيتلقون ضربات بدورهم عاجلا أم آجلا»، متهما الاتحاد الأوروبي الذي يصنف على غرار أنقرة حزب العمال الكردستاني «منظمة ارهابية»، بالتساهل حيال الانفصاليين الأكراد.
وأضاف الرئيس التركي «لا نستطيع أن نستوعب أن أعضاء حزب العمال الكردستاني. يتمتعون بحرية تحرك كبيرة في بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي ويعلقون صوراً لزعيمهم في أروقة البرلمان الأوروبي».
وتأتي هذه التصريحات في غمرة توتر شديد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وخصوصا بعد محاولة الانقلاب على أردوغان منتصف يوليو. وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة مع إعلان أردوغان انه سيدعو إلى استفتاء حول استمرار مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، منعت السلطات التركية أمس نواباً أوروبيين من لقاء صلاح الدين دميرتاش الموقوف في إطار تحقيق حول الإرهاب. وانتظر النواب العشرة المنتمون إلى الحزب الاشتراكي الأوروبي برئاسة رئيسهم البلغاري سيرغي ستانيشيف طويلا عند مدخل سجن أدرنة في شمال غرب البلاد قرب إسطنبول حيث يعتقل دميرتاش منذ مطلع الشهر الحالي.
وقال ستانيشيف في مؤتمر صحافي أمام السجن «إنه ليس وحيدا، إن أسرتنا السياسية متضامنة معه»، واصفا اعتقال دميرتاش بانه أمر «مشين» ويشكل إشارة سياسية سيئة من جانب السلطات التركية. وتأتي هذه الزيارة بعد اكثر من أسبوعين من اعتقال رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش وفيغين يوكسيكداغ بتهمة ممارسة أنشطة إرهابية على صلة بحزب العمال الكردستاني.
وأثار اعتقالهما انتقادا اوروبيا شديدا وساهم في تصاعد التوتر بين أنقرة وبروكسل. ولم يستبعد ستانيشيف تجميد المفاوضات كإشارة سياسية في اتجاه تركيا، معتبرا انه لا يمكن حصول تسويات بالنسبة إلى معايير الانضمام.
واتهم النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي هسيار اوزوي الذي كان موجودا ضمن الوفد، السلطات التركية بعزل المسؤولين المعتقلين الموالين للأكراد.
في الأثناء، أوقفت السلطات التركية رئيسي بلديتين في محافظة ماردين في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية بتهمة إقامة صلة بالإرهاب في سلسلة من التوقيفات التي استهدفت رؤساء بلديات ومسؤولين منتخبين مناصرين للأكراد.
ووضع احمد تورك الرئيس المشارك لبلدية ماردين، وامين ارناك الرئيس المشارك لبلدية ارتوكلو، قيد التوقيف الاحترازي وفق الوكالة. والأسبوع الماضي أوقف رؤساء بلديات فان وسعرت وتونجلي في جنوب شرق تركيا.
وكثفت السلطات التركية الوقف عن الخدمة والاعتقالات بحق مسؤولين منتخبين بتهمة الاتصال مع حزب العمال الكردستاني المحظور. وينتمي جميع رؤساء البلديات المعتقلين أو الموقوفين عن الخدمة إلى حزب السلام والديمقراطية المناصر لقضايا الأكراد والمرتبط بحزب الشعوب الديمقراطي.
البيان