ثبتت الهيئة الناخبة الأميركية، انتخاب دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، مبددة آمال أشد معارضيه بحدوث عصيان خلال عمليات التصويت، في حين تعهد الرئيس المنتخب محو «الإرهابيين عن وجه الأرض»، عقب الهجومين في برلين وسويسرا وقتل السفير الروسي في تركيا.

وعقب إعلان تصويت المجمع الانتخابي مساء أمس الأول، وعد الرئيس المنتخب ترامب، أن يكون «رئيسا لكل الأميركيين»، وأن يعمل على «توحيد البلاد».

وقال ترامب، إن الفضل في «الفوز الانتخابي التاريخي الساحق» الذي حققته يعود إلى «ملايين الرجال والنساء في سائر أنحاء البلاد»، مضيفاً: «سأعمل بجد لتوحيد بلدنا وكي أكون رئيساً لكل الأميركيين».
وسارع نائب الرئيس المنتخب مايك بنس إلى القول في تغريدة على تويتر: «مبروك لدونالد ترامب على انتخابه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة من قبل الهيئة الناخبة».

وبذلك أنهى المجمع الانتخابي الجدل الكبير الذي ساد الأجواء الأميركية منذ انتهاء الانتخابات، وإعلان فوز ترامب على منافسته هيلاري كلينتون. وجرت تظاهرات مناوئه محدودة ضمت عشرات الأشخاص في عواصم عدة ولايات.

وفي دنفر في كولورادو (غرب) تحدت مجموعة صغيرة من الأشخاص البرد ونزلت إلى الشارع، وحمل المشاركون لافتات تطالب كبار الناخبين «برفض ترامب» و«الانضمام إلى صفوف كبار الناخبين الشجعان» الذي غيروا تصويتهم على مر التاريخ.

وكان دونالد ترامب قد حصل، حسب نتائج الاقتراع الشعبي على 306 مندوبين في المجمّع الانتخابي، فيما حصلت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون على 232 صوتاً، لكن عدداً من مؤيدي المرشحة كلينتون لم يقبل الهزيمة خصوصاً أنها كسبت التصويت الشعبي بثلاثة ملايين صوت.

وشنّت منظمة change.org حملة تحث فيها الأميركيين على توقيع عريضة تدعو أعضاء المجمّع الانتخابي إلى تغيير تصويتهم والاقتراع لهيلاري كلينتون، وحازت الحملة قرابة 5 ملايين توقيع.
وتمنع بعض الولايات الأميركية أعضاء المجمع الانتخابي من التصويت بعكس ما يريده الناخبون، كما تمنع تصويت عضو المجمّع الانتخابي ضد حزبه، وتستطيع إلغاء صوته، وتعيين عضو يصوّت وفقاً لنتائج الانتخابات، وقد عبّر 4 أعضاء من المجمّع الانتخابي عن رغبتهم في تغيير أصواتهم، إلا أن ذلك ما كان ليغيّر النتيجة.

وفي سياق آخر، تعهد ترامب محو «الإرهابيين عن وجه الأرض»، مندداً بـ «الهجمات المتواصلة للإرهابيين على المسيحيين»، وذلك في معرض تعليقه على الهجمات في ألمانيا وتركيا وسويسرا.

وقال ترامب في بيان مديناً بشدة اعتداء برلين، إن «مدنيين أبرياء قتلوا في الشوارع بينما كانوا يستعدون لعيد الميلاد، إن داعش وإرهابيين آخرين يهاجمون باستمرار المسيحيين في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم، وذلك في إطار جهادهم العالمي».

وأضاف، إن «هؤلاء الإرهابيين، وكذلك شبكاتهم الإقليمية والدولية يجب محوهم عن وجه الكرة الأرضية، وهذه المهمة سننجزها مع كل شركائنا المحبين للحرية».

وأكد ترامب أن ما حصل في العاصمة الألمانية هو «اعتداء إرهابي مروع».

وفي ذات السياق، دان ترامب اغتيال السفير الروسي في تركيا بالرصاص، واصفاً منفذ الهجوم بـ «الإرهابي».

وقال ترامب في بيان إنه يقدم «تعازيه لعائلة وأقارب سفير روسيا لدى تركيا أندريه كارلوف الذي اغتاله إرهابي متشدد».

وأضاف، إن «اغتيال سفير يشكل انتهاكاً لكل قواعد العالم المتحضر ويجب أن يكون هناك إجماع على إدانته».

إلى ذلك، شن الرئيس الأميركي المنتخب هجوما على الرئيس السابق بيل كلينتون، في تغريدة عبر موقع تويتر، بعدما شكك الرئيس الأسبق في ذكائه.

وردا على سؤال عما إذا كان يرى ترامب ذكيا، قال كلينتون خلال نقاش داخل متجر كتب في ولاية نيويورك في بداية الشهر الحالي «إنه لا يعرف الكثير، يعرف شيئا واحدا هو كيف يجعل من الرجال البيض الغاضبين يصوتون له».

وأدلى كلينتون بتلك التصريحات في العاشر من ديسمبر، ونشرها رئيس تحرير صحيفة محلية، قبل أن تنشرها «بوليتيكو» أمس الأول.

وقال كلينتون أيضا، إن ترامب اتصل به بعد الانتخابات وبدا ودودا بشكل غريب بعد حملة مريرة.

لكن ترامب رد الثلاثاء قائلا إن «بيل كلينتون ذكر أنني اتصلت به بعد الانتخابات، خطأ، هو من اتصل بي، وهنأني بأسلوب لطيف جدا، إنه لا يعرف الكثير…». وأضاف ترامب «خصوصا في كيفية اجتذاب الناس، حتى مع وجود ميزانية مفتوحة، للإدلاء بأصواتهم في الولايات الحاسمة وأكثر، لقد ركز كلينتون وزوجته المرشحة السابقة هيلاري على الولايات الخطأ».

الاتحاد