أكد علماء من الولايات المتحدة أن سبب التصرفات “الغريبة” نوعا ما عند كبار السن مرتبطة بتغيرات في حجم المادة الرمادية في الدماغ.
فمع التقدم في السن يظهر على الإنسان الكثير من الأعراض التي يراها كثيرون غريبة نوعا ما أو غير مبررة لدى البعض، أعراض قد تسبب إحراجا للشخص المسن نفسه أو تتسبب بضيق لدى الأشخاص المحيطين به أحيانا.
بالنظر إلى تلك الأعراض قرر العلماء إجراء تجارب واختبارات شملت ملايين الكبار في السن من مختلف أنحاء العالم. وخلال التجارب تبين للعلماء أن التقدم في العمر يؤدي إلى حدوث تغيرات ملحوظة في بنية الدماغ والجهاز العصبي، وهذه التغيرات تتسبب في تغير التصرفات والسلوكيات اليومية عند الأشخاص، فيظهر لديهم العديد من السلوكيات غير المألوفة بالنسبة للأشخاص المحيطين بهم كالنسيان والحذر الشديد المبالغ فيه أحيانا.
ولدراسة ارتباط تلك التغيرات السلوكية ببنية الدماغ عند المسنين قررت مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة إجراء اختبارات شملت أعدادا كبيرة من الشباب وكبار السن.
وخلال الاختبارات قام العلماء بعرض مبالغ مالية على الأشخاص وطلبوا منهم تحديد آلية صرف تلك الأموال إما على الألعاب وإما لاستثمارها بمشاريع ومجالات معينة. وبعد التجارب تبين أن فئة الشباب كانت أكثر جرأة في استثمار تلك الأموال أو إنفاقها، بينما كبار السن كانوا شديدي الحذر لدرجة مبالغ فيها أحيانا حيال استثمار تلك الأموال.
كما أظهرت التجارب السريرية وصور الدماغ لدى المشتركين أن الأشخاص الذين كانوا أكثر “حذرا” والذين كان أغلبهم من كبار السن، كانوا مصابين بما يسمى جفاف المادة الرمادية في الدماغ، وأن زيادة نسبة الجفاف في تلك المنطقة من الدماغ مرتبط بها بشكل كبير اتخاذ القرارات وظهور عدد من السلوكيات اليومية الغريبة عند هؤلاء الأشخاص.
موقع RT