تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، يقام رالي أبوظبي الصحراوي 2012، الحدث الرياضي العالمي المزمع إقامته في إمارة أبوظبي من 30 مارس الجاري وحتى 6 أبريل المقبل. وفي خطوة تؤكد التزام اللجنة العليا المنظمة للرالي بتطبيق أعلى معايير السلامة البيئية في إطار رؤية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والتوجيهات الحكيمة لقيادتها الرشيدة، وعملاً بأحكام قانون حماية البيئة والتنمية (القانون الاتحادي لدولة الإمارات رقم 24 لسنة 1999)، أعلن نادي الإمارات للسيارات والسياحة الجهة المنظمة لرالي أبوظبي الصحرواي 2012 عن توقيع اتفاقية استراتيجية تعد الأولى من نوعها في المنطقة مع شركة أدفانس جلوبال تريدنج (أي جي تي) -أحد أكبر وسطاء الإعتماد الكربوني لمحايدة الكربون- من أجل إلغاء الأضرار البيئية الناجمة عن المشاركة الواسعة في الرالي.
وتشهد النسخة الثانية والعشرين من أحد اقوى الراليات الصحراوية في العالم مشاركة أكثر من 360 سيارة ودراجة نارية لمجموعة من المنافسين وفرق الدعم ومنظمين ومسؤولين سيتواجدون في أنحاء منطقة صحراء ليوا الخلابة. وتمكن نادي الإمارات للسيارات والسياحة باستمرار من أن يعمل بالقوانين البيئية الصارمة للحد من الآثار الضارة النانجة عن المسابقات الرياضية التي يشرف على تنظيمها سنوياً. وفاقت كل التقارير الواردة من لجان البيئية للإتحاد الدولي للسيارات والإتحاد الدولي للدراجات النارية جميع التوقعات، ولكن ونظراً للحاجة الماسة لتخفيض قدر كبير من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حجم المشاركة الكبيرة في نسحة هذا العام من رالي أبوظبي الصحرواي فقد تم توقيع الاتفاقية مع شركة “أي جي تي” ليكون الرالي الأخضر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط الذي يطبق أعلى معايير السلامة البيئية من خلال محايدة الكربون.
وقال محمد بن سليم، رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة ورئيس اللجنة المنظمة لرالي أبوظبي الصحراوي: “إن السلامة البيبة تعد أولوية قصوى للجنة العليا المنظمة لرالي أبوظبي الصحراوي 2012، حيث أن هذا الحدث يتم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، ونظراً لأن سموه يولي أولوية قصوى للقضايا البيئية وضرورة الحفاظ على سلامة البيئة الطبيعية الخلابة لصحراء ليوا التي تعد أحدى أجمل المناطق الصحراوية في العالم”.
وأضاف بن سليم: “بالنسبة لي فإن هذه الاتفاقية تعد خطوة عزيزة على قلبي ومهمة جدا خاصةً نظراً لكونها تؤكد على أن سياسة النادي الصديقة للبيئة تتماشى مع توجهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التوعية البيئية والتحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة والالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري على المستوى العالمي، الأمر الذي كان محركاً دائماً لنا لاتخاذ كافة التدابير الوقائية لضمان عدم تضرر البيئة بسبب عشقنا لرياضية الراليات”.
وبدوره قال عمر الجدوع، مدير المشاريع الخاصة لشركة أي جي تي عن هذا المشروع والذي يأتي تزامناً مع موعد افتتاح مكتب الشركة في أبوظبي “يتم إدارة رالي أبوظبي الصحراوي بشكل جيد للغاية، ولكن بغض النظر عن التدابير الواسعة التي تتخذ للحد من الأثر البيئي، سيظل هناك قدرا من الأضرار الناتجة عن الإنبعاث الكربوني بسبب مشاركة مئات من السيارات القوية عبر أراض وعرة. من هنا ستقوم الشركة بإحتساب الانبعاثات الكربونية من جميع المركبات المشاركة في الحدث، بما في ذلك المنافسة وفرق الدعم الفنّي الخاصة بها، بالإضافة إلى مركبات المنظمين والمسؤولين وفرق الإنقاذ وأربعة مروحيات إجلاء ومولدات كهربائية لمخيم الحدث. ومن ثم شراء العدد الصحيح من إعتمادات الكربون التي تساوي مجموع التلوث البيئي الناتج عن إنبعاثات الرالي. وسيتم إستثمار هذه الإعتمادات في مشاريع للطاقة المتجددة، مثل مزارع الرياح أو المبادرات التي تساعد على إمتصاص الكربون من البيئة.
وتعد أي جي تي إحدى كبرى الشركات عالمياً في تحديد مصادر وتداول إعتمادات الكربون لمساعدة الشركات والأفراد لتعويض الإنبعاثات الكربونية والتخفيف من الآثار الضارة المتسببة بتغيّر المناخ، وهي تضم أكثر من 140 وسيط للتداول في الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، سويسرا، الولايات المتحدة الأمريكية، جنوب أفريقيا وإسبانيا.
وتعتبر المنطقة الغربية إحدى أهم مناطق الحياة البريّة في المنطقة، لذلك قامت هيئات دولة الإمارات العربية المتحدة البيئية منذ البداية بتخطيط مسار الرالي. وقبل إنطلاق الحدث، سيقوم نادي الإمارات للسيارات والسياحة بتقديم إرشادات لجميع المنافسين عن الآثار السلبية المحتملة على المنطقة إذا لم يتحملوا مسؤوليتهم البيئية اتجاه ما يمكن ان يحدث اثناء الرالي من تسرب للوقود او إتمام عمليات الصيانة خلال السباق. وقام النادي بوضع عقوبات صارمة تتضمن خصم للنقاط من المنافسين إذا ما قاموا بخرق المبادئ التوجيهية للنادي.
بشار إلى أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تعد رائدة في المنطقة فيما يتعلق بقضايا وتشريعات السلامة البيئية والطاقة المتجددة، برصدها لمشاريع تبلغ تكلفتها 2.74 ترليون دولار أمريكي بحلول العام 2020. كما أن العاصمة أبوظبي تستضيف على أرضها المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إضافة إلى استضافتها لقمة عين على الأرض أبوظبي 2011، والقمة العالمية لطاقة المستقبل.
جدير بالذكر أن منافسات رالي أبوظبي الصحراوي 2012 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيّان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة، إضافةً لدعم عدد من الشركاء الرسمين كهيئة أبوظبي للسياحة، نيسان، أدنوك، أبوظبي للثقافة والتراث، وطيران أبوظبي.
ويمثل هذا الرالي الجولة الإفتتاحية لبطولة العالم لإختراق الضاحية من الإتحاد الدولي للدراجات النارية، والجولة الثانية من كأس العالم للراليات من الإتحاد الدولي للسيارات. لا يوجد رالي آخر في العالم يتمتع بمثل هذه التضاريس والكثبان الرملية الرائعة وسيتمكن المشاهدين وعشاق هذا التحدي من الوصول الى مقربة من الحدث من خلال مناطق مخصصة في صحراء المنطقة الغربية والتي ستشهد احدى اقوى مراحل الرالي (مرحلة السوبر الخاصة).