الفجيرة اليوم
نظمت جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية ليلة يوم الأحد، محاضرة بعنوان “الإسراء والمعراج معجزة وتكريم لرسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”، بالتعاون مع مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية في الفجيرة، ألقاها فضيلة الشيخ فيصل صالح العزازي في مسجد سلمان الفارسي بمنطقة البدية، بحضور عبدالله ربيع أحمد أمين السر العام بالجمعية وحشد من الجمهور.
واستهل فضيلة الشيخ فيصل العزيزي محاضرته، بذكر الله ثم الصلاة على سيدنا رسول الله وقال: أيها المؤمنون .. إن سيرة الأنبياء وما فيها من دروس وعبر، توجب علينا أن نستلهم منها ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا، ونستفيد من عبراتها وعظاتها، حيث قال الله تعالى: “لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب”.
و استطرد حديثه قائلاً: في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، معجزة الإسراء والمعراج، فقد أسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وقال الله تعالى( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، ثم عرج به إلى السموات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى، وقال الله تبارك وتعالى: “ولقد رآه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربه الكبرى”.
وأضاف: يا عباد الله: جاءت رحلة الإسراء والمعراج تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وتتويجاً لجهده وصبره على الشدائد، وتثبيتاً لقلبه ومواساةً له في حزنه على وفاة عمه وزوجه، وجبراً لخاطره، ورفعاً لشأنه بعدما تعرض له صلى الله عليه وسلم في مكة والطائف، وعلينا ونحن نتذكر هذه المعجزة أن نفهم وقائعها وندرك مراميها، فبعد الصبر جاء الفرج، وبعد الضيق كان المخرج، وما خاب من إلى ربه آب ووصل قلبه بالواحد الوهاب.
وقال: أيها المسلمون .. إن من عبر الإسراء والمعراج الحرص على تصفية القلوب وسلامتها، وتطهيرها وملئها بالإيمان، ويبرز هذا في شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم، قبل رحلة الإسراء والمعراج، فقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً، فأفرغه في صدري، ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي»، فعلينا أن نسعى إلى صفاء القلوب ونقاء السرائر وسمو الروح وحسن الأخلاق، فإنه لا رفعة للإنسان ولا علو لشأنه إلا بالإيمان مع القلب السليم، والمنهج المستقيم.
واستكمل: أيها المؤمنون .. لقد تجلى في رحلة الإسراء والمعراج علو مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، وشرف منزلته بين الأنبياء، حيث صلى بهم إماماً في بيت المقدس، قال صلى الله عليه وسلم:« ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام فقدمني جبريل حتى أممتهم ثم صعد بي إلى السماء»، وهذا يدعو أتباع الأنبياء إلى التلاقي والتعايش والتسامح والمحبة والسلام، ذلك أن الأنبياء إخوة وأصحاب رسالة واحدة، قال صلى الله عليه وسلم:«الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد».
وتابع: يا عباد الله، رأى رسولنا صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج مشاهد تحثنا على المحافظة على الصلوات، والتسابق إلى الخيرات، وتحذرنا من التهاون في الطاعات، وتنهانا عن ارتكاب الكبائر والمحرمات، كما رأى صلى الله عليه وسلم مشاهد لأهل الإيمان ليكون لنا فيها بشرى وبيان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لما أسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم، جعل يمر بالنبى والنبيين ومعهم القوم، والنبى والنبيين ومعهم الرهط، والنبى والنبيين وليس معهم أحد، حتى مر بسواد عظيم فقلت: من هذا؟ قيل: موسى وقومه، ولكن ارفع رأسك فانظر. قال: فإذا سواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب، فقيل: هؤلاء أمتك وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فلنحمد الله تعالى أن جعلنا من الأمة المكرمة ببعثته صلى الله عليه وسلم ولنحرص على حسن التأسي به، وكمال الاقتداء بسنته صلى الله عليه وسلم ونسأل الله سبحانه أن يجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب، وأن يوفقنا جميعا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته، عملاً بقوله: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”.
وفي ختام المحاضرة، وجه السيد عبدالله ربيع أمين السر العام بجمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية، الشكر لفضيلة الشيخ فيصل صالح العزيزي ولمكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية بالفجيرة، كما وجه بالدعاء إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله” بدوام الصحة والعافية والعمر المديد.