الفجيرة اليوم
بعد نجاح الإمارات الأسبوع الماضي في اختبار تقنية الجيل الخامس للاتصالات، الذي تم بالتعاون بين «اتصالات» وشركة «إريكسون»، في عدد من البيئات المختلفة، يقول خبراء إن الإمارات باتت أولى الدول في المنطقة استعداداً لتوظيف تقنيات الجيل الخامس خصوصاً مع الحاجة للسرعات الكبيرة في نقل ومعالجة البيانات التي تتيحها هذه التقنية في ظل الانتشار المتسارع لتطبيقات الخدمات الجديدة التي يقودها مشروع المدينة الذكية والتحول الرقمي وإنترنت الأشياء (IoT) في الإمارات وتوقع ازدياد عدد الأجهزة المتصلة بالشبكات في الدولة بمئات الأضعاف.
وقدر تقرير حديث صادر عن إريكسون، حجم فرص الأعمال التجارية للشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي قد تتاح في الإمارات بفضل في توسع استخدام تقنية الجيل الخامس في القطاعات الرقمية بأكثر من 6.5 مليارات دولار بحلول العام 2026.
وكانت شركة «كوالكوم» الأميركية كشفت أكتوبر الماضي عن أول مودم داعم لاتصال الجيل الخامس وهو «سناب دراغون X50» القادر على توصيل البيانات بسرعة 5 جيجابت / ثا أي أسرع بـ100 مرة من تقنية 4G و10 مرات بالمقارنة مع ألياف الفايبر من «جوجل». ومن المتوقع أن يجد هذا المعالج طريقه إلى الهواتف الذكية والراوترات المنزلية خلال النصف الأول من العام المقبل، وأن يشكل داعماً رئيسياً للتحول الرقمي وإنترنت الأشياء.
تطبيقات
ومع القدرة العالية للشبكات وبلوغها سرعاتٍ فائقة، سيصبح الأطباء مثلاً قادرين على إجراء عمليات جراحية للمرضى عن بعد. وقد يحتاج تحميل أفلام كاملة إلى ثوانٍ بدلاً من دقائق. بل إن تطبيقاتٍ لم يسبق لأحدٍ تصورها ستصبح متاحةً عند تحوّل الشبكات اللاسلكية نحو الجيل الخامس.
ويقول جوزف حبيب، رئيس مقدمي الخدمات في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «كومسكوب» الأميركية المتخصصة في توفير وإدارة حلول البنى التحتية لشبكات الاتصال أنه بدأ الموجة التالية من تقنية الجيلَ الخامس بالتبلور، وتزايد طلب المشتركين على عرض نطاقٍ تردديٍ أكبر يتيح لهم إرسال تسجيلات الفيديو الحيّة واستقبالها، واللعب عن طريق الاتصال المباشر بين لاعبين وتطبيقات الواقع المعزز، أصبح المشغلون عرضةً لضغوطٍ أكبر ليقدّموا تجربةً أفضل، مشيراً إلى أنه حين تصبح التقانة معقدة، يغدو التعاون شرطاً أساسياً لتحقيق النجاح.
ويضيف: «نوسّع في كومسكوب شبكة تعاوننا الخاصة بتطوير تقنية الجيل الخامس، ويشمل ذلك منصات الأبحاث اللاسلكية المتقدمة في الولايات المتحدة الأميركية ومخبر 5Tonic للبحث والابتكار في إسبانيا ومنتدى ترويج الجيل الخامس للاتصالات المتنقلة 5GMF في اليابان».
وحول المتطلبات الرئيسية لتنفيذ الجيل الخامس ومدى احتمالات تطبيقها قبل نهاية 2020، يقول حبيب: «يعكف المنظّمون على تعريف الترددات اللاسلكية اللازمة لدعم أولى الشبكات المطبقة من الجيل الخامس. ويتطلب كل معيارٍ جديدٍ تردداً لاسلكياً إضافياً. فإذا رغب المشغّلون بسعةٍ إضافية، فسيحتاجون إلى ترددات لاسلكية إضافية لتحقيق ذلك. وتبعاً لمحللين صناعيين، فلم يتبقّ ببساطة ترددات لاسلكية كافية».
مقومات النجاح
من جانبه قال إيهاب كناري، رئيس قطاع الأعمال في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى كومسكوب إن نجاح الجيل الخامس سيعتمد في شقّه الأعظم على مدى قدر الدولة على تحسين استخدام الترددات اللاسلكية. وقد يكون أحد حلول ذلك النظر إلى مجموعاتٍ أعلى للترددات اللاسلكية كالتردد 6GHz و 28GHz و3GHz.
ومن شأن هذه النطاقات العالية أن تتيح نقل البيانات عند عرض نطاقٍ تردديٍ أكبر، بيد أن الإشارة لا تبلغ ما تبلغه المجموعات الأقل للترددات اللاسلكية.
وأضاف:«تتعاون كومسكوب مع العملاء من مزوّدي الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن الكيفية التي ستُنشر بها التقنيات الجديدة من قبيل شبكات الجيل الخامس بحيث تكون جاهزةً لتلبية احتياجات عرض النطاق الترددي والاحتياجات الخدمية لعملائها.
وعلاوةً على ذلك، ومع استمرار التكثيف المتوقع للشبكات اللاسلكية الخاصة بالجيل الخامس، وسّعنا في كومسكوب حلول محطات الإرسال الداخلية الصغيرة وخلايا المترو الخارجية، مع تطوير حلول أنظمة الهوائيات الموزعة (DAS) لدينا. وفي نهاية الأمر، ما نحن إلا جزءٌ من مجموعاتٍ صناعيةٍ كثيرةٍ تطور حلولاً شبكيةً للجيل الخامس وتختبرها، ما يؤكد بصورةٍ إضافيةٍ خبرتنا والتزامنا بالابتكار».
البيان