الفجيرة اليوم
أكدت دولة الإمارات حاجة المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى للعمل ضد كل من يدعم ويمول الجماعات الإرهابية، ورحبت بإنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وأكدت استعدادها للتعاون معه، في وقت أكملت مملكة البحرين استعدادها لاستضافة اجتماع لجنة التشاور الرباعية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب اليوم والذي يأتي استكمالاً لاجتماع القاهرة.
ويأتي الاجتماع الذي سيضم وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم في مدينة القاهرة في الخامس من شهر يوليو الجاري، ضمن التشاور المستمر والتنسيق المشترك حول الجهود الجارية لوقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب، والكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتغيير سياساتها التي تدعم الإرهاب وزعزعة الأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين.
إلى ذلك قال القائم بأعمال بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، أحمد المحمود، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت البند المتصل بـ «التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم التدابير الدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي والتطرف، بما في ذلك التزامها بمواصلة تبادل الخبرات وأفضل الممارسات المعنية مع الدول وتقديم المساعدة لها لبناء القدرات على مكافحة التطرف واجتثاث الإرهاب من جذوره.
وأعرب المحمود، عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة على جهوده الدؤوبة في تطوير نهج الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وهنأ فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف الذي تم تعيينه أخيراً وكيلاً للأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
تنفيذ الاستراتيجية
وشدد على حاجة المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى للعمل ضد كل من يدعم ويمول الجماعات الإرهابية. ونوه بأن دولة الإمارات التي تؤمن بقدرات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في تعزيز التعاون بين الدول ومختلف كيانات الأمم المتحدة، تحث هذا المكتب على تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب والتركيز على نهج الوقاية إلى جانب العمل نحو تعزيز التعاون مع المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وقال أنه من الضروري الحرص على تبادل أفضل الخبرات والممارسات والمساعدة في بناء القدرات، وإرساء الاستقرار والإعمار، مشيراً إلى بعض مساهمات الدولة مثل دعمها لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل مساعدة الدول على تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.
وأكد عدم قدرة أي دولة على العمل بمعزل عن بعضها في مواجهة الإرهاب والتطرف، مذكراً بهذا الشأن بمخرجات قمة الرياض التاريخية التي عقدت في مايو الماضي بمشاركة أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية إلى جانب الولايات المتحدة من أجل توثيق التعاون وتحسين التنسيق لمحاربة قوى التطرف، وتحقيق الأمن والاستقرار العالميين.
وشدد المحمود على أهمية تطوير المجتمع الدولي لأساليبه لمكافحة الطرق الجديدة التي يستخدمها المتطرفون للتجنيد، مشيراً إلى دور مركز «صواب» في نشر الوعي ومكافحة الرسائل المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أهمية توفير الفرص للشباب مشيراً إلى أن نحو 50 في المئة من المجتمعات العربية أعمارهم تحت سن 25 عاماً. وقال: «بات من الضروري التركيز على مشاركة هؤلاء الشباب في بناء مجتمعاتنا وتوفير الفرص لهم كي لا يكونوا عرضة للجماعات المتطرفة».
ونوّه بأن الإمارات حرصت على تعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح لتتولى تعزيز التسامح والتعايش والسلام واحترام الأديان والثقافات التي تشكل عالمنا الواحد ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب لتتولى تسهيل مشاركة الشباب في عمليات صنع القرار.
واعتبر المحمود جهود تمكين المرأة أحد التدابير الرئيسية لمواجهة المتطرفين والجماعات الإرهابية وألقى الضوء على الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعزيز مشاركة المرأة وتعميم المنظور الإنساني في جهود مكافحة الإرهاب.
و تطرق المحمود في البيان إلى العديد من الجهود الأخرى التي تبذلها دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي، مشيراً في هذا الصدد إلى حرصها على العمل مع مجموعة من الشركاء الإقليميين والدوليين لمكافحة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وجدد المعلمي إدانة المملكة لكافة الأعمال الإرهابية أياً كان مبررها أو ضحاياها، إلى جانب إدانة كل الدول والجماعات والأفراد التي تمارس الإرهاب أو تتغاضى عنه أو تساعد على تمويله، منبهاً إلى جهود بلاده في مكافحة الإرهاب.
البيان