الفجيرة اليوم

بدأ ملايين السكان في ولاية فلوريدا الأميركية إخلاء مدنهم وبلداتهم الواقعة في طريق إعصار إيرما الذي ضرب جزر الكاريبي يومي الخميس والجمعة، موقعاً قتلى وجرحى وخسائر مادية هائلة ودماراً كارثياً. وفي طريقه إلى فلوريدا مر الإعصار أمس في كوبا التي أجلت نحو مليون شخص من منازلهم. وتوقع خبراء أن يوجه «إيرما» ضربة قاصمة إلى قطاع التأمين في فلوريدا، متحدثين عن إمكانية أن تجد بعض الشركات نفسها عاجزة عن التعويض على المتضررين، في الوقت الذي قدّرت مجموعة «إنكي ريسرتش» قيمة الخسائر المتوقّعة بمئة مليار دولار.

وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، أن إيرما يحمل رياحاً سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة. وتأرجحت قوته بين الفئة الرابعة والفئة الخامسة، وهي أعلى تصنيف للأعاصير لدى المركز الذي استدرك قائلاً إن هناك توقعات بأن تزيد قوة الإعصار من جديد مع ابتعاده عن كوبا في اتجاه فلوريدا.

ومن المتوقع أن يصل إيرما، أحد أقوى عواصف المحيط الأطلسي خلال مئة عام، إلى فلوريدا صباح اليوم الأحد ليتسبب في دمار نتيجة الرياح والسيول في رابع أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان.

ومع اقتراب العاصفة من الولايات المتحدة، أمر المسؤولون بعملية إجلاء تاريخية في ولاية فلوريدا، وبات الأمر أكثر صعوبة بسبب إغلاق الطرق السريعة ونقص البنزين والتحدي المتمثل في نقل كبار السن. وقال ريك سكوت حاكم فلوريدا «الوقت ينفد. إن كنتم في مناطق الإخلاء، فينبغي عليكم الابتعاد الآن. هذه عاصفة كارثية لم تشهد ولايتنا مثلها من قبل».

وقالت إدارة الطوارئ في فلوريدا أن 5.6 مليون شخص أو 25 في المئة من سكان الولاية صدرت لهم أوامر إجلاء.

وقالت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ أن الولايات المتحدة تعرضت لثلاث عواصف فقط من الفئة الخامسة منذ العام 1851 والإعصار إيرما أقوى بكثير من الإعصار أندرو الذي ضرب البلاد العام 1992.

وبدت السيارات مثل قافلة شبه متلاصقة ببعضها أثناء مغادرتها الولاية متجهة شمالاً، على أسقفها فرش النوم وعبوات الغاز وألواح التزلج على الماء، بعد أن استجاب السكان للتحذيرات المتكررة بضرورة الإخلاء.

 وقال مدير مركز الأعاصير بالإنابة ايد رابابورت «لا نعرف بعد ما إذا كان الوضع لا يمثل خطراً على الحياة للناس الذين لا يزالون في كيز».

ويضرب إيرما الولايات المتحدة بعد أسبوعين من الإعصار هارفي الذي ضرب تكساس ولويزيانا وأودى بحياة نحو 60 شخصاً، وسبب أضراراً في الممتلكات تقدر بما يصل إلى 180 مليار دولار.

وقال مدير الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ أن المسؤولين يستعدون لاستجابة ضخمة للأمر. فيما سيعاني نحو تسعة ملايين شخص من انقطاع الكهرباء، وبعضهم ربما لأسابيع.

ووسط عمليات نزوح كثيفة، كان نحو ثلث محطات البنزين في المناطق الحضرية في فلوريدا من دون بنزين. فيما أغلقت معظم محال البقالة والأجهزة والمتاجر الكبرى ولا تخطط للعودة للعمل حتى أوائل الأسبوع المقبل.

ونفذت القوات عملية إخلاء إجبارية أمس على سواحل جورجيا المطلة على المحيط الأطلسي وبعض جزر ساوث كارولاينا. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في ولايتي فرجينيا وألاباما. وطلب حاكما ولايتي نورث وساوث كارولاينا من السكان استمرار توخي الحذر حتى مع اتخاذ العاصفة مساراً نحو الغرب، وقالا إن الولايتين قد تشهدان أحوال طقس شديدة السوء، بما يشمل هطول أمطار غزيرة وسيول في مطلع الأسبوع.

وفي الوقت الذي يتصدون للدمار الهائل، يواجه سكان الجزر التي ضربها إيرما تهديد إعصار كبير آخر وهو الإعصار هوزيه. وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن هوزيه وصل إلى شمال شرقي الكاريبي أمس كإعصار شديد الخطورة من الفئة الرابعة، ويقترب من الخامسة وهو مصحوب برياح سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة.

 

 

الاتحاد