ميساء راشد غدير
بدأ الصيف وبدأت مشكلاته التي تتكرر كل عام في بعض الإمارات، وتحديدا بعض المناطق، ولعل أهم المشكلات التي بدأت بالفعل منذ أسبوعين هي مسألة انقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء والمدن وفي أوقات متأخرة من المساء يتعذر فيها إصلاح تلك الأعطال، رغم صعوبة احتمال تلك الساعات دون كهرباء وتكييف، مع الخسائر المادية التي يتسبب فيها انقطاع الكهرباء لساعات، ما يضطر الأهالي لتفريغ ثلاجاتهم من المواد الغذائية التي لا تصلح للاستخدام بعد ذلك.
وتكاد المشكلة تكون أزلية بالنسبة لبعض المناطق مع كل صيف، رغم الوعود التي يقدمها المسؤولون في الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء أو الدوائر المحلية كل عام، وتقديم أسباب ومبررات يفترض أن الإمارات قد تجاوزتها منذ سنوات، بما لديها من إمكانات مادية وبشرية، وبما توافر لديها من حلول لمشكلات أكبر استطاعت التغلب عليها.
عدد السكان في دولة الإمارات ليس كبيرا مقارنة بالمساحة الجغرافية التي يشغلونها وتوزعهم سكانيا في مختلف المناطق، وهو ما يفترض معالجة كل القضايا التي ما زالت ملفاتها مفتوحة عند حديثنا عن البنية التحتية، لا سيما توفير الكهرباء.
إذا كنا الـيوم في شهر مايو ودرجة الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية، فلنا أن نتخيل درجات الحرارة في الشهور المقبلة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك – بلغنا الله وإياكم – وكيف يمكن احتمال انقطاع الكهرباء بالنسبة لأفراد تتفاوت أعمارهم وأوضاعهم الصحية، وتتعدد حاجتهم للكهرباء التي لا غنى لأحد عنها اليوم، ولنا أن نتخيل وضع الموظفين الذين يعانون في ساعات الليل المتأخرة من انقطاع الكهرباء، ويكملون المعاناة عندما تنقطع الكهرباء في مناطق تقع فيها مقار أعمالهم.
لا يعقل أن نتحدث بعد أربعين عاما من الاتحاد، وبعد كل ما حققته الإمارات من إنجازات في كل المجالات، عن عجز بعض الجهات عن معالجة انقطاع الكهرباء وملوحة المياه، فتلك مشكلات تتناقض مع إنجازات الدولة في مشاريع الطاقة، وتتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص في الخدمات الذي يحرص صناع القرار على تحقيقه، وبالتساوي لكل مواطني الدولة بلا استثناء. لكن تخاذل بعض المسؤولين وعدم قيامهم بواجباتهم، جعل هذه المشكلات ملازمة لمناطق دون أخرى رغم أنها الأقل في كثافتها السكانية، دون أن نجد أسبابا أخرى تبرر استمرار هذا النوع من المشاكل.
الصيف قرع أجراسه للدوائر والهيئات الحكومية المسؤولة عن الكهرباء والماء، وينبغي أن يبدأ العمل في صيانة ما يستوجب الصيانة وإصلاح ما عطب وتوفير النواقص، قبل أن يبدأ المسؤولون المعنيون إجازاتهم الصيفية تاركين غيرهم يكتوون بين معاناة حر الصيف وغياب الخدمات
– عن البيان