الفجيرة اليوم
حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من ارتداء الزي الطبي خارج المنشآت الصحية والتعليمية للحد من انتشار الجراثيم المسببة للأمراض داخل المرافق الطبية وخارجها واتباعا للاحتياطات القياسية العالمية لمكافحة العدوى، وذلك استنادا للتحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المعنية بالأمراض المعدية.
وطلبت الوزارة في تعميم أصدرته بهذا الشأن من مديري المناطق الطبية ومديري المنشآت الطبية الحكومية والخاصة وعمداء الكليات الطبية إتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويق هذه الممارسة والحد منها نهائياً لوقاية المجتمع من الأمراض.
وقال الدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص، أن فرق التفتيش التابعة للوزارة رصدت تكرار ممارسات سلبية وهي قيام البعض من ممارسي المهن الصحية والدارسين في المجال الطبي بالخروج من أماكن العمل أو الجامعات بالزي الطبي، حيث أصبح ممارسة للتباهي في الأماكن العامة كالمساجد والأسواق والمؤسسات التربوية والبرامج واللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات والندوات خارج نطاق المنشآت الصحية والتعليمية، مشيرا إلى أن المعاطف البيضاء الطبية وبحسب بحث المجلة الدولية لعلم الجراثيم لديها تاريخ طويل من كونها رمزا للأمل والشفاء ومع ذلك هناك قلق متزايد من أن تلك المعاطف قد تلعب دورا كبيرا في نقل العدوى داخل وخارج المنشآت الصحية.
وأوضح أن ارتداء المعاطف البيضاء من قبل المهنيين الصحيين هو ممارسة مقبولة ولكن ارتداءه خارج المنشأة الصحية هو بكل الوسائل غير مقبول.
وأكد أنه بالرغم من صدور تعاميمنا السابقة رقم (299) لسنة 2012 وتعميم رقم (244) لسنة2014 والتعميم رقم (174) لسنة 2015 في شأن تحديد أماكن ارتداء الزي الطبي فقد لوحظ أن البعض من مزاولي المهن الصحية والدارسين في المجال الطبي لا يلتزم بما جاء في التعاميم المشار إليها مخالفين بذلك ما تضمنته من مقتضيات وكذلك مخالفة متطلبات حماية الصحة العامة.
وقال: ” أصبح من الشائع جدا رؤية المهنيين الطبيين يعلقون معاطفهم البيضاء في سياراتهم ومكاتبهم أو يحملونها في مناطق خارج المنشآت الصحية مما يزيد من فرص انتشار الميكروبات والفيروسات المسببة للأمراض “، مشيرا إلى أن كثيرا من هذه السلالات الجرثومية قد تكون سلالات مقاومة للمضادات الحيوية مثل المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (مرسا) التي قد تنتشر من المستشفى إلى المجتمع والعكس بالعكس، وسيكون من الصعب جدا علاجها، وقال: ” سيتم النظر في إصدار دليل توجيهي يضبط أي سلوك خاطئ يؤدي لانتشار الأمراض داخل المرافق الصحية وأماكن الدراسة وخارجها”.
وأشار الأميري إلى استراتيجية الوزارة نحو تقديم الرعاية الصحيـة الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض والقيام بالدور التنظيمي والرقابي في القطاع الصحي من خلال منظومة تشريعية صحية متطورة ومتكاملة.
وأوضح أن من مسؤولية الوزارة توجيه المنشآت والمرافق الصحية الحكومية والخاصة والمنشآت التعليمية تحريا للسلامة العامة ووقاية المجتمع من الأمراض، مؤكدا ضرورة التقيد بضوابط ارتداء الزي الطبي وعدم استخدامه مطلقاً خارج نطاق أماكن العمل أو الدراسة لتفادي انتقال العدوى والحفاظ على الصحة العامة في المجتمع.
وقال الدكتور الأميري أن العديد من الدراسات العالمية بينت أن الزي الطبي قد يكون وسيلة لنقل الجراثيم حيث ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية عن مكافحة مرض الدرن لسنة 2013، أن العدوى المنقولة عبر الهواء يمكن أن تنتقل عن طريق الزي الطبي (الكوت الأبيض) وغيرها من معدات الوقاية الشخصية إذا لم يتم اتخاذ الحذر الكامل، وهذا سيشكل خطراً كبيراً على صحة المجتمع.
وكشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2016 بين 100 طبيب أن 44 من المعاطف الطبية كانت ملوثة بالميكروبات خاصة في الأكمام والجيوب وعلاوة على ذلك كشف تحليل للكائنات الحية أن المكورات العنقودية الذهبية حلت في المرتبة الأولى لتلوث المعاطف تليها بسيودوموناس أوروجينوسا، وفي التقرير العالمي لصحة السكان لعام 2015 أظهر التحليل الميكروبيولوجي لمسحات مأخوذة من أكمام وجيوب المعاطف البيضاء الخاصة بالأطباء في مستشفيات الرعاية الحادة أن 39.1 من المعاطف كانت ملوثة، وعلى وجه التحديد تم عزل بكتيريا ديفثيرويدز، والمكورات العنقودية الذهبية وعصيات سلبية الغرام، وعلى وجه الخصوص، كانت الأكمام محملة أكثر من الجيوب وكانت البكتيرية المقاومة للعديد من المضادات الحيوية موجودة بشكل كبير.
وتشير النتائج إلى أن الاستخدام السليم للمعاطف البيضاء من قبل الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية يمكن أن يقلل من التلوث المتبادل والحفاظ على سلامة المرضى بصفة خاصة وعلى سلامة المجتمع بصفة عامة مما أدى إلى قيام العديد من الدول بحظر خروج ممارسي المهن الطبية والدارسين في المجال الطبي بلباس الزي الطبي خارج أماكن العمل والدراسة وذلك للحد من انتشار الأمراض داخل المرافق الطبية وخارجها اتباعاً للاحتياطات القياسية العالمية لمكافحة العدوى.
البيان