فاز منتخبنا الوطني على منتخب ترينيداد وتوباجو، بركلات الجزاء الترجيحة 7 – 6، في افتتاح البطولة الدولية الودية لكرة القدم التي ينظمها الاتحاد السعودي بالعاصمة الرياض، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 3 – 3، في مباراة متوسطة المستوى، شهدت تقدم الأبيض بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 70، قبل أن يعود منتخب ترينيداد لأجواء المباراة وينجح في إدراك التعادل، نتيجة للعب الاستعراضي لبعض اللاعبين، فضلاً عن غياب التمركز الجديد من المدافعين، خاصة في الدقائق الأخيرة.

سجل أهداف الأبيض حبيب الفردان في الدقيقة 8، وعلي مبخوت في الدقيقة 39، وأحمد خليل في الدقيقة 53، بينما سجل منتخب ترينيداد أهدافه في الدقائق 54 و86 و90، فيما سجل ركلات الترجيح لمنتخبنا حبيب الفردان، عمر عبدالرحمن، مهند العنزي، محمد الشحي، سعد سرور، خميس إسماعيل، وإسماعيل أحمد، بينما أضاع ماجد حسن وسعيد الكثيري ركلتين.

لعب المنتخب بتشكيلة ضمت علي خصيف لحراسة المرمى، ومهند العنزي، إسماعيل أحمد، محمد أحمد، عبدالعزيز هيكل، وعامر عبدالرحمن، خميس إسماعيل، حبيب الفردان، عمر عبدالرحمن، وأحمد خليل وعلي مبخوت، فيما دفع مدرب ترينيداد باللاعبين ستيفن هارت بتشكيل مكون من جان مايكل وأوبري ديفيد، جيستين هويت، رادانفا أبوبكر، أتولا جويرا، وكاليم هايلاند، كينوين جونز، روبرت بريموس، أندريه بوكاودي، وماركوس جوزيف، ليستر بيلتاير.

وسيطر منتخبنا على مجريات اللعب منذ الثواني الأولى، وتناقل اللاعبون الكرة بـ «أريحية»، بالتزامن مع تحرك لاعبي الوسط الهجوم في الأماكن الخالية، للحصول على مواقع إيجابية داخل الملعب، وكانت الهجمة الأولى لمنتخبنا هي أكثر خطورة، عندما وصلت الكرة إلى عمر عبدالرحمن، هيأها لحبيب الفردان ومنه إلى خميس إسماعيل، سددها بقوة أعلى العارضة.

وحاول منتخب ترينيداد الرد بهجمة منظمة من وسط الملعب بتمريرة، انطلق بها أتولا جويرا، وحولها إلى كاليم هايلاند، تنتهي بتسديدة من على حدود أمام منطقة الجزاء، أطلقها ليستر بيلتاير أنقذها الحارس المتألق علي خصيف ببراعة.

وفي الدقيقة الثامنة، حصل علي مبخوت على ضربة حرة مباشرة من 25 ياردة، تصدى لها أحمد خليل، وسدد بقوة في «الحائط البشري»، لترتد إلى مهند العنزي المتقدم إلى الأمام للمساندة الهجومية، ولكن دفاع ترينيداد أبعد الكرة إلى ضربة ركنية، أحرز منها حبيب الفردان الهدف الأول لـ «الأبيض» عندما تلقى الكرة العالية بالرأس، وأسكنها الشباك، والهدف ترجمة عملية لسيطرة منتخبنا على مجريات اللعب منذ «ضربة بداية» المباراة.

وعاب منتخب ترينيداد البطء في التحرك، واعتماده على الكرات الطولية، في المقابل لعب منتخبنا بـ «خفة ورشاقة» فنية، حيث تناقل لاعبونا الكرة من قدم إلى أخرى، وسط تقارب وتناغم الخطوط الثلاثة، وقام عمر عبدالرحمن والفردان وعامر عبدالرحمن بدور كبير في تشكيل الضغط على المنتخب المنافس، والسيطرة تماماً على منطقة «المناورات» وتمويل المهاجمين بالكرات المتقنة.

وحصل ترينيداد على ضربة حرة من أقصى الزاوية اليسرى لمنطقة الجزاء سددها الخطير أتولا جويرا بقوة ، لكن خصيف نجح في إنقاذها ببراعة إلى ركنية لم تسفر عن شيء، وتلقى أحمد خليل تمريرة «سحرية» داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 23 من مهندي العنزي المتقدم إلى الأمام لتشكيل الضغط على دفاع ترينيداد، أضاعها خليل بسبب إصراره على مراوغة المدافع.

ومع مرور الوقت سيطر الإرهاق على معظم لاعبي الفريقين نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تواضع مستوى الفريق المنافس، فيما تبادل عامر وعمر والفردان دور صانع اللعب الهجومي، مقابل تراجع أحمد خليل، وعلي مبخوت للهروب من الرقابة اللصيقة، والأسلوب الدفاعي الذي فرضه ترينيداد، الذي اعتمد على أسلوب الكرات الطويلة خلف دفاع «الأبيض» والانطلاقات السريعة من الطرفين، ولكنها لم تشكل أي خطورة تذكر على مرمى منتخبنا.

وانحصر اللعب في النصف الثاني من الشوط الأول في وسط الملعب، رغم المحاولات الهجومية التي قام بها لاعبو الوسط ، وعزز علي مبخوت التقدم الإماراتي بهدف ثانٍ في الدقيقة 39، عندما تلقى تمريرة عرضية من عمر عبدالرحمن من 25 ياردة دون رقابة دفاعية، فسددها بقوة أرضية زاحفة باغت بها الحارس في أقصى الزاوية اليمنى لمرمى ترينيداد لتسكن الشباك، ورد كين جونس بهجمة أمامية انتهت بتمريرة طولية أمام ماركوس جوناس، ولكنه سدد بعيداً عن المرمى.

وشهدت الدقائق الأخيرة صحوة لاعبي ترينيداد، أسفرت عن 3 ضربات ركنية، أخطرها الكرة التي أرسلها جونز لتسقط أمام إسماعيل أحمد الذي حاول إخراجها، ولكنها كادت أن تدخل مرمانا لولا يقظة خصيف الذي أخرجها إلى ركنية، لينتهي الشوط الأول بـ «ثنائية» مستحقة لـ «الأبيض» الأفضل فنياً وبدنياً من ترينيداد.

بدأ الشوط الثاني بهجمة خطرة على مرمى منتخبنا، قادها هجوم ترينيداد، وحاول إسماعيل أحمد إنقاذ الموقف داخل منطقة الجزاء، ولكنها انتهت أمام جونز الذي سدد بقوة على مرمى «الأبيض» أنقذها علي خصيف ببسالة.

وعادت السيطرة لمنتخبنا سريعاً من هجمة قادها عمر عبد الرحمن، وصلت إلى داخل منطقة الجزاء أمام علي مبخوت، ولكن غابة السيقان من مدافعي ترينيداد، حالت دون ترجمتها لهدف محقق، وفي الدقيقة 53 أعلن أحمد خليل عن عودته رسمياً للتهديف، عندما تلقى تمريرة طولية من عمر عبد الرحمن انطلق بها منفرداً بالمرمى من وسط مدافعي المنافس، ليودعها الشباك بمهارة فردية خالصة، مسجلاً الهدف الثالث.

وبعدها بدقيقة، تمكن المنتخب التريندادي من تسجيل هدفه الأول من هجمة عشوائية، انتهت عند ليستر الذي حولها عالية إلى ويليس بلازر داخل منطقة الجزاء حولها رأسية في مرمى خصيف وسط غفلة من مدافعي «الأبيض» في الدقيقة 54، بعد الاطمئنان على سهولة المباراة وتوقع استسلام المنافس.

ولجأ مهدي علي مدرب المنتخب لدكة البدلاء، ودفع بسعيد الكثيري ومحمد الشحي بدلاً من أحمد خليل وعلي مبخوت، وغابت الخطورة الهجومية بعض الشيء عن أداء منتخبنا مقابل محاولات عشوائية للمنتخب المنافس، ودفع مهدي علي بسعد سرور بدلاً من محمد أحمد لتنشيط الدفاع بعد تغيير طريقة المنتخب المنافس لطريقة اللعب، والاعتماد على الاختراقات من العمق واللعب على الأطراف.

وتلقى خميس إسماعيل تمريرة من إسماعيل أحمد، انطلق بها للأمام وحولها للكثيري ولكنها لم تسفر عن شيء، ورد منتخب ترينيداد بهجمة خاطفة إلى ويليس بلازر سددها قوية تجاه مرمانا، ولكن خصيف أنقذ الموقف.

وتسارعت وتيرة اللعبة بعد الاندفاع الهجومي لمنتخب ترينيداد الذي شن لاعبوه هجمتين خطرتين، منها تسديدة قوية كادت تسكن الشباك في الدقيقة 78 لولا يقظة خصيف الذي حول الكرة لضربة ركنية، بعدها نال عبد العزيز هيكل إنذاراً لاعتراضه على حكم المباراة، وكاد المنتخب الترينيدادي يسجل هدف من رأسية كين وايتجونز أخرجها خصيف.

ودفع مهدي بماجد حسن بدلاً من عامر عبد الرحمن، وقاد ويليس بلازر هجمة انفرد بها بمرمى منتخبنا، وتعرض للعرقلة من خصيف، ليحتسب الحكم ضربة جزاء في الدقيقة 86، سجل منها المنتخب الترينيدادي هدفه الثاني.

وأدرك المنتخب الترينيدادي التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، إثر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء حولها مولينو بالرأس، محرزاً هدف التعادل وسط غياب التمركز الجيد من جانب لاعبي منتخبنا، وكاد الكثيري أن يسجل هدفاً من تمريرة عمر عبدالرحمن عالجها بتسديدة قوية، لكن القائم الأيسر تصدى لها بغرابة لتضييع حسم المباراة في الثواني الأخيرة من المباراة، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح وفق قوانين البطولة التي تفرض ضرورة فوز فريق واحد في كل مباراة.

– الاتحاد