دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، اليوم، مشروع “قناة دبي المائية” التي ستربط منطقة الخليج التجاري بمياه الخليج العربي مروراً بقلب دبي بمسافة ثلاثة كيلومترات وتكلفة إجمالية قدرها نحو ملياري درهم.
شهد تدشين المشروع في حديقة الصفا بدبي، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي ومعالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي.
كما حضر تدشين مشروع “قناة دبي المائية”، معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي ومعالي الفريق مصبح راشد الفتان، مدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى جانب عدد من الشيوخ وأعيان البلاد والفعاليات الاقتصادية والإعلامية في الدولة ورؤساء ومديري الدوائر والمؤسسات الحكومية.
وكان في استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدى وصول سموه ومرافقيه إلى مقر حفل التدشين، سعادة مطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات وسعادة سعيد حميد الطاير، رئيس مجلس إدارة ميدان وسعادة عبد الله أحمد الحباي، الرئيس التنفيذي لشركة مراس القابضة.
وقد استمع سموه إلى شرح مفصل حول مكونات المشروع الحضاري السياحي التجاري الفريد من نوعه الذي يقدم أسلوباً جديداً للحياة في قلب مدينة دبي وعلى ضفتي القناة، حيث اطلع سموه على مكونات المشروع والذي تشكل القناة محوره الرئيس مع امتدادها بعرض يتراوح بين 80 إلى 120 متراً من منطقة الخليج التجاري لتعبر شارع الشيخ زايد (بين تقاطع الصفا والتقاطع الأول) مروراً بحديقة الصفا وشارع الوصل ومنطقة جميرا الثانية وشارع جميرا وصولاً إلى الخليج العربي، في حين من المنتظر الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية للبنية التحتية للقناة والمتمثلة في حفر المجرى المائي وتشييد الجسور اللازمة لتسيير الحركة المرورية أعلاه في العام 2017.
وستضيف القناة مسافة ستة كيلومترات إلى الواجهة البحرية لإمارة دبي، في حين سيوفر المشروع مساحة تزيد على 80 ألف متر مربع مخصصة للأماكن العامة ومرافق حيوية سيتم تزويدها بالعديد من وسائل الراحة المتميزة التي تلاقي تطلعات الزائرين وتلبي متطلبات كافة فئات المجتمع.
ويشمل المشروع مركزاً للتسوق ومحال تجارية ومرافق ترفيهيه جديدة يصل بينها جسر ذي تصميم هندسي جمالي متميز، علاوة على أكثر من 450 مطعماً جديداً سيتم إضافتها في محيط المشروع الذي سيحتوي أيضاً على مجموعة من المرافئ لليخوت والقوارب وأربعة فنادق عالمية المستوى. كما يتضمن مخطط المشروع في مدخله من جهة شارع الشيخ زايد إقامة مركز تجاري متميز وفريد من نوعه يتألف من أربعة طوابق منها طابق واحد تحت الأرض وثلاثة طوابق علوية، تربط منطقة الخليج التجاري بمنطقة المشروع بمساحة إجمالية تزيد على 50 ألف متر مربع.
ومع تطوير هذه الواجهة البحرية الجديدة، سيضم المشروع المتكامل مجموعة من المنازل الفخمة والممرات المخصصة للمشاة والدراجات الهوائية، إلى جانب أسواق تجارية متميزة وفنادق ومطاعم فاخرة، الأمر الذي يعزز مكانة منطقة جميرا كوجهة سياحية متميزة تتمتع بمقومات جذب قوية، حيث يُتوقع أن تستقطب المنطقة الجديدة ما بين 20 إلى 22 مليون زائر سنوياً.
ويصل عمق القناة المائية إلى ستة أمتار مع حركة المد المرتفع، فيما ترتفع الجسور على القناة إلى أكثر من ثمانية أمتار، بما يضمن سهولة وسلامة الملاحة فيها خاصة لليخوت الكبيرة التي يبلغ طولها 200 قدم.
وستساهم القناة المائية في تجديد المياه في قناة الخليج التجاري بكامل امتدادها بشكل تلقائي دون الحاجة إلى أي مضخات هيدروليكية، حيث سيعزز المجرى المائي قدرة خور دبي على تجديد مياهه بحوالي 250 مليون متر مكعب سنوياً عند اكتمال ربط القناة بمنطقة الخليج التجاري، في حين يُقدّر إجمالي حركة المياه المتدفقة عبر القناة المائية خلال عمليتي المد والجزر بحوالي 800 مليون متر مكعب سنوياً.
وعلاوة على النتائج الإيجابية للمشروع على المستوى الحضاري والاقتصادي، من المتوقع أيضاً أن يكون للقناة الجديدة أثر في تلطيف درجات الحرارة، أسوة بمشروع القناة المائية الاصطناعية (تشيونغ جاى تشون) في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، والذي ساهم في تسجيل انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة بلغ مقداره 3.6 درجات مئوية.
وفي معرض شرحه لمكونات المشروع، قال سعادة مطر الطاير: تم تقسيم الأعمال في المشروع إلى ثلاثة عقود، يتضمن العقدين الأول والثاني إنشاء جسور أعلى القناة المائية على محاور الطرق الرئيسة المتقاطعة مع القناة، وهي شارع الشيخ زايد بسعة ثمانية مسارات في كل اتجاه، وثلاثة مسارات في كل اتجاه على جسري شارع الوصل وشارع جميرا، فيما سيبلغ ارتفاع الجسور ثمانية أمتار ونصف المتر(8.5 م) ليسمح بحرية الحركة الملاحية البحرية في القناة على مدار الساعة”.
وأضاف: “يتضمن العقد الثالث للمشروع أعمال حفر القناة والزارعة التجميلية وبناء أربعة جسور للمشاة، علاوة على بناء أربع محطات للنقل البحري لتسهيل حركة الجمهور وتشجيع النقل الجماعي والسياحي، حيث يتوقع أن تنقل وسائل النقل البحري أكثر من ستة ملايين راكب سنويا وفقا لخطة النقل البحري في دبي.
وأوضح رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات أن الهيئة ستقوم بإجراء العديد من التحسينات على شبكة الطرق الرئيسية المتقاطعة مع هذه القناة إضافة إلى بعض التحسينات على المناطق المجاورة مثل جميرا والصفا بما في ذلك إنشاء طرق على جانبي القناة لخدمة التنقل بين تلك المناطق، أما بالنسبة للمشاة فسيتم توفير حركة حرة وآمنه من خلال إنشاء أربعة جسور للمشاة فوق القناة المائية منها جسر واحد يشتمل على محلات للتسوق، إضافة إلى توفير مسارات خاصة لممارسة الرياضات الخفيفة مثل الجري وقيادة الدراجات الهوائية على امتداد ضفتي القناة، وكذلك تنفيذ أعمال الزراعة التجميلية على جانبي القناة من مسطحات خضراء وأماكن للجلوس واستراحات عامة، ومرافق ومشاريع سياحية مختلفة.
-البيان