الفجيرة اليوم
يقترن هلال شهر شعبان، وهو القمر في لياليه الثلاث الأولى من العمر، مساء غد الأربعاء، بـ «الثريا»، وهي العنقود النجمي المكون من سبع نجوم، حيث يمكن أن مشاهدته بالعين المجردة، وهو ما يأذن بانحسار فصل الربيع، وقدوم فصل الصيف في منطقة الجزيرة العربية.وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، إن اقتران الهلال بالثريا عند العرب وأهل البادية مقترن منذ القدم بتحديد المواسم الفصلية، وقالوا في القدم «قران ثالث ربيع ذالف»، أي قران الهلال ليلة الثالث وقت نهاية الربيع أو ذهابه.وأضاف: الاقتران يستمر لنحو ساعتين فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، والثريا وهي أشهر نجوم العرب وهي عبارة عن عنقود نجمي تشاهد منه بالعين المجردة نحو من سبع نجوم متقاربة، وهي فترة مهمة لدى العرب في القدم لارتباطهم بمواسم نزول الأمطار في الشتاء، ثم الربيع الذي يعقبه لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الإبل والغنم ويتتبعون أوقات وجود الماء وأماكن تجمعه وكذلك الربيع ومواسم نمو العشب وأماكن ظهوره.
وأشار الجروان إلى أن «الثريا» التي توشك على الغياب لفترة تصل لنحو 40 إلى 50 يوماً سمتها العرب «كنة الثريا»، حيث تترافق مع وقت اضطرابات جوية سماها أهل المنطقة «يولات الثريا»، وتكون خلال النصف الثاني من أبريل وتتشكل فيها السحب الركامية الممطرة أو العواصف الغبارية أحياناً، لتظهر الثريا ثانية من الجهة الشرقية فجراً مع وقت القيظ في النصف الأول من يونيو المقبل. ونوه الباحث في علوم الفضاء والفلك إلى أن اقتران الهلال بالثريا، كان مشهوراً عند عرب الجزيرة العربية منذ القدم، فقد ذكره المؤرخون والشعراء، فقال أبو العلاء: «وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ».
يذكر أن«الثريا» من الناحية الفلكية، هي عنقود نجمي يقع في مجموعة الثور، وهي أحد ألمع العناقيد النجمية ويعرف وفقاً للتصنيف بالرقم 45، والعناقيد النجمية مجموعة من النجوم المتقاربة تدور فيما بينها ويفوق عددها 500، يمكن تمييز سبعة أنجم منها بالعين المجردة، هذه النجوم مجتمعة تعطي ضوءاً من القدر الأول للناظر إليها من الأرض.
الاتحاد