الفجيرة اليوم

تشهد الدولة صباح اليوم طلوع منزلة «الشرطان» من الجهة الشرقية وقبل شروق الشمس، وهي عبارة عن نجمين على رأس المنازل القمرية. ويقول العرب قديماً في هذا الشأن إنه «إذا طلع الشرطان إعتدل الزمان وحضرت الأوطان وتهادت الجيران وبات الفقير في كل مكان»، ومعنى قولهم حضرت الأوطان أي أنهم يرجعون من البوادي إلى أوطانهم ومياههم لأن الغدران بالبوادي حينئذ قد قلت وجفت .

ويقول إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفضاء والفلك، نائب مدير عام مركز الشارقة لعلوم الفضاء «الشرطان يسمى عند عامة أهل الحرث» (ثريا القيظ)، وسميت بذلك لكونها الشرط أو العلامة لأنها أول النجوم الطوالع، ورأس برج الحمل، فالشرطان هما قرينا الحمل والبطين وهو بطن الحمل، والثريا هي آلية الحمل وهي عنقود نجمي يشاهد كسحابة.

وتصنف الثريا حاليا على أنها جزء من مجموعة الثور النجمية، وتظهر المنزلة بعد حلول الشمس بها بنحو ثلاثة أسابيع أي في الأسبوع الثاني من مايو وتؤكد العرب ظهوره في 12 مايو.

 

ويتابع الجروان: الشرطان ويسمى أيضاً (النطح) و(الناطح)، وهما كوكبان نيّران يتبعان برج الحمل، أحدهما في الشمال وهو نجم الحمل وأهم نجوم هذا البرج وهو يشكل أحد قرني الحمل وهو من القدر الثاني، والآخر في الجنوب وهو من القدر الثالث ويقع أسفل منهما نجم صغير من القدر الرابع، ونجوم برج الحمل مجموعة صغيرة، غير لماعة، على شكل مثلث صغير.

 

ويمر مدار البروج أسفل نجوم بطن الحمل (منزلة البطين) بقليل، وألمع نجوم برج الحمل خمسة، ليس فيها ما يزيد قدره عن القدر الثاني وأهمها نجم (الحمل) ونجم (الشرطان) الذي يشكل أحد قرني الحمل «الشرطين»، وقد سمى البابليون نجوم هذا البرج باسم (الحمل) كذلك العبرانيون، والفرس، والعرب .

يضيف الجروان: «يتزامن مع موعد طلوع الشرطان ميل الطقس إلى درجات الحرارة المرتفعة وميل الجو إلى الجفاف، وتكثر فيه هبوب العواصف والرياح وتستمر فيه البوارح وهي الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار والأتربة والتي تمتاز بأنها رياح مستمرة غير مستقرة.

لذلك فإن فرص تقلب الجو وهبوب الرياح المثيرة للغبار متوقعة الحدوث، ويمتد موسم هبوب البوارح من أواخر شهر أبريل، حتى منتصف شهر يوليو .

ليس خافياً أن العرب لديهم خبرات في تتبع المواسم والأزمنة منذ قديم الزمن، وكان هذا التتبع بناء على حركة الأجرام السماوية خلال العام، حيث يقول الجروان «لاحظت العرب حركة الأجرام السماوية والنجوم الكواكب الثابتة منها والمتحركة.

وتم ربط وقت طلوع النجوم اللامعة بوقت حدوث تغيرات الفصل، وتمت دراسة الأنواء وخصائص الطقس وسلوك الحيوانات وأوقات تكاثرها ورحلاتها ومواسم الزراعة والحصاد، كما تمت دراسة علاقة الوقت على الأرض من ارتفاع منسوب الماء الجوفي والمد والجزر، وأثر ذلك على حياتهم في حلهم وترحالهم .

يرى إبراهيم الجروان، أن المنزلة القمرية التي تغيب ساعة غروب الشمس أو التي تظهر ساعة شروق الشمس، تختلف باختلاف الأيام والفصول.

والطالع من النجم الذي يظهر بالغداة (بين الفجر وشروق الشمس) من الجهة الشرقية، نراه يقطع القمر في كل ليلة بالمفهوم الفلكي الاصطلاحي، وقد ربط العرب هذا الاختلاف بأحوال الجو والرياح والأمطار وأطلقوا عليه لفظ الأنواء .

الإتحاد