سامي الريامي

دقائق قليلة جداً لا تتعدى العشر، استمعت فيها بإعجاب شديد إلى شرح حول دفع الفواتير عبر تطبيق الهواتف الذكية «me pay»، من الأخ العزيز أحمد بن حميدان، مدير حكومة دبي الإلكترونية، كانت بمثابة قفزة على 10 سنوات ماضية بلمحة بصر، صحيح أن الخدمات عبر الهواتف الذكية أصبحت من المسلَّمات في إمارة دبي، وهذا أمر واقع لا نقصد به التفاخر، لكن وبصراحة شديدة، ما تقوم به الدوائر والمسؤولون عنها، من أجل تسهيل حصول المتعاملين على الخدمات شيء مذهل!

التطبيق الجديد، تشترك فيه كل من «اتصالات» وهيئة الطرق والمواصلات العامة وهيئة كهرباء ومياه دبي وشرطة دبي، واشتراك هذه الجهات الأربع الضخمة، من حيث عدد المتعاملين في هذا التطبيق، يعني بكل بساطة، أن كل هذا العدد الضخم من المتعاملين يستطيع الآن دفع فواتيره الشهرية جميعها، عبر الضغط على أزرار هواتفه المتحركة الذكية في ثوانٍ معدودة لا تتجاوز العشر، دون مبالغة!

في هذه الدقائق القليلة التي قضيتها مع بن حميدان، استرجعت مشكلات الثمانينات والتسعينات، وحتى بدايات الـ2000، في معظم الدوائر الخدمية التي يضطر المراجعون لها إلى قضاء ساعات طويلة من أجل دفع فاتورة كهرباء، أو هاتف، أو تجديد سيارة، ودفع المخالفات المرورية، واسترجعت الصور المصاحبة التي كنا ننشرها في الصحيفة لطوابير المراجعين، وشكاوى الجمهور المستمرة لفتح منافذ دفع إضافية، أو تعيين موظفين إضافيين للتسهيل على الناس، واسترجعت أيضاً لقطات كثيرة من أفلام عادل إمام، عندما يراجع فيها الوزارات من أجل ختم أو إصدار شهادة بدل فاقد، وكيفية وقوف الناس فوق بعضهم من شدة التزاحم، كل تلك المشاهد أصبحت جزءاً من ماضٍ، لن يسمح له بأن يعود، بل أصبح الواقع أقرب للخيال الذي لم يكن أفضل المتفائلين يحلم به، فما يحدث الآن، وسيحدث قريباً، كنا نشاهده في أفلام الخيال العلمي فقط!

التطبيق الجديد يستطيع أي إنسان أن يحصل عليه بتنزيله في هاتفه الذكي، ويقوم بإدخال المعلومات الأولية ورقم بطاقة الائتمان لمرة واحدة فقط، ثم ما عليه إلا أن يضغط كل شهر على اسم هيئة الكهرباء والمياه، فتظهر له تلقائياً جميع الحسابات الخاصة به، ويضغط تالياً على زر الدفع، فينتهي الأمر، وهكذا هي الحال عند دفع فواتير الهاتف، والمخالفات المرورية، وحتى تعبئة رصيد «سالك»، والأكثر من ذلك هناك خيار الدفع التلقائي، الذي يتيح للتطبيق دفع الفواتير بشكل تلقائي عند نزولها، دون تدخل المشترك، هذا إذا أراد أن يوفر على نفسه عناء ضغط أزرار الهاتف مرتين لكل معاملة!

الجميل في هذا التطبيق الجديد – الذي هو أحد أفضل التطبيقات في متجر «أبل» وفقا لتصنيف الشركة الأميركية – هو ذلك التعاون الوثيق بين الدوائر الثلاث، إضافة إلى «اتصالات»، التي تعتبر مؤسسة شبه خاصة، هذا التعاون المثمر كان في مصلحة المستهلك والعميل، ويوفر عليه كثيراً من الوقت والجهد، إضافة إلى ذلك فهو يثبت التطور الهائل في البنية التحتية الإلكترونية في الدولة، ووصول درجات الأمان إلى مقاييس عالمية، والأهم من ذلك أن نجاح هذا التطبيق سيفتح مجالات واسعة لظهور تطبيقات مشابهة ستؤدي جميعها إلى تقديم خدمات خيالية للمراجعين والعملاء، تجعلنا نقتحم المستقبل بكل ثقة وإصرار على التفوق.

الامارات اليوم