الفجيرة اليوم- شهد الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي رئيس اتحاد الامارات لبناء الأجسام واللياقة البدنية الجلسة الثالثة من ملتقى الفجيرة الثقافي الثاني والتي تناولت محوراً للنقاش حمل عنوان “الأسطورة والموروث الشعبي في المسرح العربي”.
الجلسة التي أدارها الدكتور محمد عبد الله سعيد، تحدث فيها كل من الناقد والشاعر والمسرحي العراقي عبدالحميد الصائح، والأستاذ الجامعي والمؤلف المسرحي المصري والحائز علي العديد من الجوائز في التأليف الدكتور سامح مهران، و الروائي والكاتب الدرامي العماني الدكتور سعيد بن محمد السيابي.
واستهل الدكتور محمد عبدالله سعيد حديثه في الجلسة بتقديم الشكر والامتنان الى سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على ما تقدمه الهيئة من أنشطة متنوعة ومميزة تثري الساحة الثقافية بالإبداع والتألق .
وأشار د.محمد الى أن “الأسطورة والموروث الشعبي في المسرح العربي” تمثل جزءاً من ذاكرة الكتاب والأدباء وهي بمثابة مخزون ثقافي وفكري لديهم، لافتاً الى أن المسرح يعد أكثر التصاقاً بالأسطورة والموروث الشعبي مقارنة بالفنون الأخرى.

أول المتحدثين كان الناقد والشاعر والمسرحي العراقي عبدالحميد الصائح الذي شرح كيفية توظيف الأسطورة والملحمة والموروث الشعبي في الاعمال المسرحية العربية، عبر استخدام الأعمال العالمية في المسرح العربي وأيضا توظيف الموروث العربي في المسرح.
وتناول الصائح أنواع وأسباب وآفاق توظيف الأسطورة والموروث الشعبي، والجهود التي بذلت في هذا الاتجاه كاستفادة المسرح العربي في تقديم تجربة خاصة به باستثمار الموروث العالمي.
ونفى عبد الحميد الصائح أن يكون الموروث الشعبي رهن الأجيال الماضية مؤكدا أنه منهل تنهل منه التجارب العربية المسرحية، وأوضح” مازالت الشخصيات الأسطورية تستخدم، حينما نقول توظيفا لايعني ذلك نسخاً وإنما استخدامها في مواضيع وأهداف جديدة “.

بدوره أكد الدكتور سامح مهران في ورقته أن الأسطورة يمكن استخدامها كأيديولوجيا وقناعاً لتمرير الأفكار السياسية وغيرها، مقرا بوجود الخروفات والحكايات الشعبية منذ أمد بعيد.
ورأى الدكتور مهران أن العرب لم يتعاملوا مع الأسطورة في المسرح العربي لكنهم أخذوا فكرة الزمن الدائري منها .
واستعرض الدكتور مهران عدة تجارب مسرحية، لافتاً إلى أنه في عمله الأخير “الطوق والإسورة” قام بعمل دراماتورج لرواية يحيي الطاهر عبدالله التي حملت الاسم ذاته استخدم أسلوب المعارضة الموروث الشعبي الذي استندت إليه الحكاية المسرحية.

بدوره تناول الدكتور سعيد السيابي موضوع الأسطورة والموروث الشعبي في المسرح الخليجي تحديداً، مستعرضا نماذج لمسرحيات خليجية تناولت مواضيع أسطورية وخروفات، مثل “أبو السلاسل البحرية” من التراث الشعبي، وأسطورة ثلاثية الوردة أو ثلاثية عذاري التي استخدم فيها الشاعر البحريني علي الشرقاوي نشأة الوردة كأسطورة في جزء من الحوار ولم يستخدم الأسطورة بشكل عام في النص الإبداعي .
وتناول السيابي بالشرح المفصل أسطورة بابا دريا عفريت البحر العملاق الذي اعتاد التسلل على قوارب النواخذة، ويخرج من وسط البحر ويسيطر على جميع السفن.

اختتمت الجلسة بمداخلات للحضور بدأها الدكتور يوسف حمدان من الكويت الذي أكد أهمية التجديد في الموروث الشعبي وكيفية تطويره وتوظيفه حتى يتماشى مع الأجيال المقبلة، وتساءل: “لماذا لا يصبح الموروث أسطورة والاسطورة حقيقة ، فنحن لا نطمئن للموروث على عكس ما حدث، وضد هذا التواصل غير الخلاق ، وعلينا التصدي لأي فكرة تحد من الابداع والابتكار “.
ورأى الدكتور محمد الشحات من مصر أن الأسطورة هي نتاج مجتمعات ريفية وزراعية ورعوية، وأن المسرح هو ابن المدينة يتناول قضايا تتضمن العدل والديمقراطية والتسامح مشيرا الى أن الأسطورة موغلة في الريف وبالتالي تشكل اختلافاً وصراعاً فنياً.
بدورها طرحت الروائية والقاصة فتحية النمر من الإمارات سؤالا “لماذا لم نخلق أساطير خاصة بنا ونفك ارتباطنا بالأساطير القديمة مشيرة الى أنها عاشت جيلين ومن الممكن تقبل فكرة الاساطير القديمة وتطبيقها في الواقع لافتة الى أن الأجيال الحديثة والمقبلة لابد من مساعدتهم لخلق أساطيرهم المعاصرة.