أكد خبراء مشاركون في معرض دبي للقوارب 2019 أن الإمارات تتصدر منطقة الشرق الأوسط في صناعة اليخوت والقوارب، وتستحوذ على نحو 50% من مجمل عدد المراسي في المنطقة، متوقعين أن يرتفع إسهام صناعة القوارب الوطنية في مجمل حجم الصناعة عالمياً خلال السنوات المقبلة في ظل تطور البنية التحتية وزيادة عدد المشاريع البحرية التي تعد داعماً أساسياً لهذه الصناعة.
وقال الخبراء إن اهتمام الصناعة الإماراتية بالتكنولوجيا والابتكار والتصميم أسهم في تعزيز تنافسيتها العالمية، مشيرين إلى أن الصناعات الوطنية أدخلت مفاهيم جديدة على الصناعة لم تكن موجودة من قبل، لا سيما فيما يتعلق بالقوارب العائلية
شبكة عالمية
ومن جهته قال سعيد حارب، أمين عام مجلس دبي الرياضي، المستشار الأول لمعرض دبي العالمي للقوارب، إن معرض دبي تمكن من تعزيز مكانته على الساحتين الإقليمية والعالمية، وأصبح محل ترقب المصنعين العالميين الذين باتوا يفضلونه مكاناً مثالياً لإطلاق إصداراتهم الجديدة في السوق العالمي، مشيراً إلى أن قوة شبكة المواصلات البرية والبحرية والجوية التي تربط دبي بالعالم أسهمت في تعزيز أهمية المعرض على الساحتين الإقليمية والعالمية.
وأضاف أن المعرض خلال النسخة الحالية يضم 71 شركة متخصصة في الصناعات والمنتجات البحرية سوف تشارك لأول مرة في المعرض، مشيراً إلى أن الشركات الإماراتية تشكل نحو 45% من مجمل عدد الشركات المشاركة في المعرض، وهو ما يؤكد قوة الصناعة البحرية الإماراتية.
وأوضح حارب أن الكثير من الشركات العالمية أصبحت تحرص على مراعاة متطلبات السوق الخليجي في التصنيع، بحيث باتت تحاول الدمج بين المتطلبات العالمية والمتطلبات الخليجية التي تفرضها في بعض الأحيان ظروف المناخ وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، كما باتت الشركات تحرص على تلبية متطلبات الخليجيين فيما يتعلق بالمساحة والتصميم، لذلك يشكل المعرض فرصة مهمة لهذه الشركات للاطلاع على متطلبات المستهلكين في مختلف الأسواق.
وقال حارب إن الصناعة المحلية وصلت إلى مستويات عالية من التطور، وأصبحت قادرة على منافسة الشركات الأوروبية والأمريكية العريقة في هذه الصناعة، مشيراً إلى أن طبيعة الحياة البحرية الإماراتية تدعم نمو الصناعة وتدعم السوق.
وبالنسبة للسوق الإماراتي قال حارب إنه كلما زاد عدد المراسي في السوق زاد عدد المستهلكين، لأن المراسي كانت تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لصناعة القوارب في الإمارات، إضافة إلى أن هناك مشاريع قادمة إلى السوق ستشكل إضافة نوعية بالنسبة لأعداد المراسي مثل مشروع ميراس دبي هاربور ومشاريع نخيل وغيرها من المشاريع البحرية التي باتت تشكل وجهات للسياحة البحرية والرياضات البحرية. وقال إن دولة الإمارات تستحوذ على 50% من أعداد المراسي في منطقة الخليج، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مع افتتاح المشاريع الجديدة.
وأوضح أن دولة الإمارات تتصدر منطقة الشرق الأوسط في تصنيع اليخوت، مشيراً إلى أن شركة جلف كرافت الوطنية تعد الشركة الأولى على مستوى المنطقة في صناعة اليخوت.
خدمات ومنتجات
وقال سعيد غانم السويدي الرئيس التنفيذي لشركة «إس.إس البحرية» إحدى أبرز الشركات المزودة للخدمات والمنتجات والألعاب البحرية في الشرق الأوسط، إن محفظة الشركة من العلامات التجارية التي تمثلها تصل إلى 10 شركات، مشيراً إلى أن منتجات الشركة تتركز على قوارب الصيد والقوارب النفاثة، والقوارب الترفيهية والدراجات المائية وملابس الغوص البحرية والمجاديف، إضافة إلى أدوات خاصة بالغوص والرياضات البحرية المتنوعة.
وأضاف السويدي أن الشركة تمكنت خلال الفترة الماضية ونتيجة لمشاركتها في معرض القوارب من الفوز بمشروع في المالديف عبارة عن بناء حديقة ألعاب مائية.
وهناك عدد من المشاريع داخل الإمارات سيتم العمل عليها خلال المرحلة المقبلة عبارة عن حدائق مائية داخل البحر.
وأوضح السويدي أن أداء الصناعات البحرية بدا بالتحسن التدريجي، مشيراً إلى أن شركة «إس.إس البحرية» حققت نمواً في المبيعات بنسبة تصل إلى 20% خلال العام الماضي، ونتوقع مزيداً من النمو خلال العام الجاري والعام المقبل بدعم من استضافة إكسبو دبي 2020 الذي يعد من أكبر الأحداث العالمية جذباً للزوار.
داعم أساسي
وقال محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة شركة «جلف كرافت»، إن البنية التحتية القائمة في دولة الإمارات تعد متقدمة ومتطورة مقارنة بمثيلتها في المنطقة، وهي تعد داعماً أساسياً لتطور صناعة القوارب واليخوت في الإمارات، فضلاً عن السياسات الحكومية الداعمة والمشجعة للاستثمار، والعلاقات الدولية المتميزة التي تتمتع بها الإمارات مع دول العالم.
وأضاف الشعالي أن «جلف كرافت» تصنع نحو 30 – 40 يختاً سنوياً، إضافة إلى نحو 300 قارب في مصانعها الثلاثة، مشيراً إلى أن الشركة دخلت أسواقاً مهمة في صناعة اليخوت، وهي الأسواق الأوروبية والأسترالية، وتمكنت من تعزيز تنافسيتها فيها بفضل جودة المنتجات والابتكار في التصاميم التي تقدمها للعملاء.
وأوضح الشعالي أن الانفتاح الإماراتي على العالم والعلاقات الاقتصادية والتجارية الإماراتية مع مختلف الدول من العوامل المهمة التي أسهمت في نمو صناعة القوارب في الإمارات.
البيان