الفجيرة نيوز- اختتمت فعاليات قمة أبوظبي للإعلام 2013، والتي أقيمت تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم twofour54، الذراع التجارية لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي.
وكانت قمة أبوظبي للإعلام 2013 قد أقيمت تحت شعار “الاستفادة من العصر الرقمي” من 22 إلى 24 أكتوبر في فندق ياس فايسروي أبوظبي، واجتمع فيها أكثر من 400 ضيف من أبرز القادة والمتخصصين في صناعة الإعلام من مختلف أنحاء العالم، حيث شهدت فعاليات وأنشطة القمة تسليط الضوء على أحدث الممارسات والتحديات والتحولات السريعة في قطاع الإعلام وبحثت في كيفية الاستفادة من الفرص التي ظهرت في العصر الرقمي.
وفي افتتاح القمة تحدث السير تيم بيرنرز – لي، مخترع الشبكة المعلوماتية العالمية، ورئيس رابطة الشبكة المعلوماتية العالمية، في جلسة نقاشية افتتاحية عبر الأقمار الصناعية عن الضرورة البالغة لانفتاح الشبكة، ودافع عن المبلغين عن المخالفين، كما تحدث عن أهمية توفر الإنترنت وانتشاره في الدول النامية.
بعد ذلك تحدث أندي بيرد، رئيس مجلس إدارة والت ديزني إنترناشيونال، في حلقة النقاش التي تناولت سرد قصص جذابة في الأسواق الناشئة التي تشهد توسعاً هائلاً، والعادات الجديدة للمشاهدين في العصر الرقمي، وتحدث أندي بشكل خاص عن تغيير سياسة شركة والت ديزني من تصدير البرامج الأمريكية إلى توفير محتوى يناسب ثقافات الأسواق المحلية، وذلك لضمان تقديم المحتوى الذي يناسب المستهلك ويتوافق مع طبيعة حياته، بالإضافة إلى تعزيز هوية العلامة التجارية على المستوى المحلي.
وفي اليوم الثاني من القمة، كان التركيز على مواضيع رئيسة شملت العولمة والإبداع والأساليب المبتكرة للشركات الناشئة. وتضمنت الحوارات جلسة جمعت مارك هولينغر الرئيس التنفيذي لشبكة ديسكفري العالمية، ومان جيت سينغ الرئيس التنفيذي لشركة سوني الهند. وشهدت الجلسة نقاشاً حول الشبكات التلفزيونية الكبيرة، والخبرات المحلية، والتحديات والفرص التي ظهرت مع انتشار الجيل الرابع لشبكات الهواتف المحمولة، وتوفير المحتوى للشبكات اللاسلكية، والأهمية المتصاعدة للبرامج التلفزيونية المخصصة لفئة الإناث من المشاهدين.
وأفاد مان جيت سينغ بقوله إن المشهد الإعلامي في الهند يشهد تغيراً متسارعاً. وبفضل المزايا التي توفرت مع ظهور الجيل الرابع لشبكات الهواتف والعصر الرقمي، مشيرا الى أن النمو سيتجه نحو الشبكات اللاسلكية متجاوزاً مرحلة الاعتماد على الشبكات السلكية بشكل كلي: “ويمكن مشاهدة المحتوى الإعلامي على الهواتف الذكية والمحمولة، كما أن نوعية هذا المحتوى ستتغير مع التطور الهائل في الشبكات اللاسلكية. وفي الهند، أضحى الاستماع للموسيقى هو الاستخدام الأبرز للهواتف الذكية التي تحولت إلى أجهزة الراديو التي يستخدمها الجميع”.
كما أجرى كبار التنفيذيين من شركات غوغل وتويتر وبازفيد وأدوبي جلسة نقاشية حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا والإعلام الجديد من أجل تمكين العلامات التجارية من خلال تقديم سرد متماسك وقوي, يتضمن توفير قصص هامة للعلامات التجارية العالمية ودور الحوارات في الشبكات الاجتماعية في تغيير قواعد اللعبة للمعلنين، وأهمية التوزيع بأسعار معقولة على الإنترنت.
وفي حوار حول أهمية بناء بيئات محليّة محفزّة للأعمال من أجل تحقيق نجاحات عالميّة ملموسة، تحدث كل من أسامة فياض الرئيس التنفيذي لشركة أويسيس500، وإيريك غيرتلر نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري في مركز نيويورك للتحوّل الاقتصادي NYCEDC، حول أهمية توفير التمويل اللازم للشركات الناشئة ودوره في تطور المنطقة. وأكد فياض أنه رغم توفر قدر هائل من رؤوس الأموال في منطقة الشرق الأوسط، فلم يتم توظيفها بشكل جيد على مر السنوات، الأمر الذي تسبب بمشكلة كبيرة للمنطقة.
كما أجرى ممثلو شركات فياكوم إنترناشيونال ميديا نتورك، ويونايتد تالينت إيجنسي، وبوز أند كومباني، حواراً حول أساليب تفاعل الجيل القادم وكيفية التواصل فيما بينهم ونوعية المحتوى الذي سيتوفر لهم، وكيف أنه سيتوجب على وسائل الإعلام الاجتماعية التقليدية والرقمية أن تتبنى أساليب جديدة تعكس التطور التقنني.
وقد أشار إيريك كوهن، رئيس العمليات الرقمية والشبكات الاجتماعية في يونايتد تالنيت إيجنسي إلى الجيل القادم باعتباره: “الجيل الشاب الذي يحب مشاهدة المحتوى، ويحب أن يتواصل أيضاً”. فيما حدد كريستوفر فولمر، الشريك والمدير العالمي في قسم الإعلام والترفيه ضمن شركة بوز أند كومباني، القواعد الجديدة لتطور أساليب السرد وتقديم المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي: “يتغير سلوك المستخدمين مع حضور متابعين أصغر سناً، وبالتالي فإن على أساليب السرد أن تتغير أيضاً، وأن تحظى بمزيد من المسؤولية والتعاون والمشاركة”.
وفي جلسة حوارية تحت عنوان التعليم الالكتروني للمتعلمين، جرى نقاش حول الثورة في مجال التعليم من استخدام الصفوف والمحاضرات في القاعات والاعتماد على الكتب إلى أساليب التعليم التفاعلية باستخدام الفيديو والوسائل الرقمية.
وقد أجاب بدر ورد، الرئيس التنفيذي في شركة لمسة لبرمجيات التعليم على سؤال طرحه مدير الجلسة حول ضرورة تغيير سياسات المعاهد التعليمة نحو الأساليب الجديدة، بقوله إن طريقة التعليم الأفضل تجمع ما بين التعليم والترفيه: “وإن تفاعل المتعلمين ومشاركتهم هو الحل. إن التعليم ووسائل الإعلام متكاملان والمعلمون يركزون على بناء المناهج القائمة على التعليم، ونحن كمبتكرين في المجال الرقمي نساهم في إتمام العملية التعليمية”.
وكان التركيز في اليوم الثالث والأخير من قمة أبوظبي للإعلام 2013 على ريادة الأعمال واستثمارات الشركات الناشئة، حيث روى المتحدثون قصصاً عن مغامرات لإنشاء شركات كان النجاح نصيب بعضها، فيما تعرض بعضها الآخر للفشل.
وفي جلسة حوارية ملهمة حول النساء وثورة ريادة الأعمال في الشرق الأوسط، تحدثت زينب سالبي، المؤلفة والناشطة، ومؤسسة شبكة نداء، عن دور النساء في العالم العربي في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط. وصرحت بقولها: “علينا بكل تأكيد أن نركز اهتمامنا حول النساء في العالم العربي، لأننا لن نكون قادرين على تحقيق أي تطور في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون مشاركة كاملة من النساء”.
كما تحدث عدد من أبرز المستثمرين الناجحين في المنطقة عن الأدوات اللازمة للنجاح في ريادة الأعمال وبناء شركات جديدة. والفرص المتوفرة لبناء شركة رقمية ناجحة في منطقة الشرق الأوسط “كبيرة وهائلة” في حال تمكنت الشركات من التغلب على مسألتي التمويل واستقطاب الموهوبين، وذلك وفقاً لما صرح به عدد من أبرز المستثمرين في المنطقة.
وفي ختام فعاليات قمة أبوظبي للإعلام 2013، جرت مسابقة شاركت فيها عدة شركات ناشئة، حيث حصلت واحدة منها تعمل في مجال توفير الرصيد في حالات الطوارئ لشبكات الهواتف على جائزة المسابقة.