في عام 2014، تلقى بائع المزاد الفرنسي، مارك لاباربي، مكالمة هاتفية من صديق يقول فيها إنه اكتشف لوحة مغطاة بالغبار وملطخة بالماء في علية منزله في مدينة تولوز الفرنسية.
ألقى لاباربي نظرة على اللوحة ومن ثم أرسلها إلى المثمن الفني، إيريك توركوين في باريس وانتظر الجواب، ولكن، بعد 5 سنوات جلس المثمن الفني أمام اللوحة في معرض كولناغي بلندن.
وقام توركوين بتصنيف العمل الفني على أنه اللوحة المفقودة للفنان الإيطالي الشهير، كارفاغيو، كما أعلن مؤتمر صحفي الخميس الماضي، عن أن لاباربي سيعرض لوحة “Judith and Holofernes” للبيع في مزاد علني بتاريخ 27 يونيو/ حزيران 2019.
ومن المتوقع، أن تباع اللوحة التي قال توركوين إنها “أعظم لوحة” وجدها بقيمة 171 مليون دولار، إذ رأى المثمن الفني، أن اللوحة تحمل طابعاً “عنيفاً” مما يجعلها “لا تُطاق”، منوهاً في الآن ذاته إلى أنها لفنان “يمثل النص ويجعله على قيد الحياة”.
ومن الممكن للوحة أن تكون تجسيداً للنص الموجود في إصدارات الروم الكاثوليك والأرثودوكسية الشرقية في العهد القديم، إذ تدور القصة حول أرملة تدعى جوديث، حاولت إنقاذ مدينتها من قبضة جيش الآشوريين بإغراء جنرالهم وقطع رأسه في خيمته.
وأشار توركوين إلى أن اللوحة تحمل تاريخاً معقداً، إذ رسمها كارافاغيو بعد أن هرب من روما بسبب اتهامه بجريمة قتل. وكان هذا التحول الجذري في حياة الفنان واضحاً من خلال فنه، الذي تغير ليصبح “أغمق وأكثر حزناً كلما اقترب من نهاية حياته”، على حد تعبير توركوين.
ولم يكن للوحة في الأساس أي أثر سوى لوحة أخرى مقلدة للفنان لويس فينسون تثبت وجود اللوحة الأصلية، ولكن اللوحة المقلدة زادت التساؤلات والشكوك حول ما إن كان العمل الذي وجده تولوز حقيقية أم مجرد تقليد آخر للعمل الفني. ولكن، وجود عنصرين أساسيين قد أكدا لتركوين أصالة اللوحة.
وشرح المثمن الفني أن “حيوية” اللوحة ووجود آثار للتعديلات تحت الطلاء، تُثبتان أصالة العمل، إذ تابع قائلاً أن النسخة عادة ما تكون “جافة وخالية من النشاط”، كما أن “مقلد اللوحات عادة ما يقلد الصورة التي أمامه، إلا أن الرسام الحقيقي قد يغير رأيه أثناء الرسم”.
وأكد توركوين ولاباردي على رغبتهما في رؤية اللوحة في عرض للعامة، إذ قال المثمن الفني إنه “يفضل أن تذهب اللوحة إلى متحف” حتى يراها الجميع.
CNN