وكانت وزارة الصحة التونسية أعلنت، السبت، وفاة 11 رضيعا كانوا يرقدون في مستشفى “الرابطة” في العاصمة تونس يومي 7و8 مارس، وسط ظروف غامضة، فيما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن “تعفنات سارية في الدم”، ومن المقرر أن تعلن الاثنين نتائج التحاليل التي أجرتها لجنة شكلتها وزارة الصحة بشأن الوفيات.

وبعيد الإعلان عن الوفيات، قدم وزير الصحة، عبد الرؤوف الشريف، استقالته إلى رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الذي تعهد بمحاسبة كل من يثبت ضلوعه في الإهمال والتقصير الذي قاد إلى هذه الوفيات.

وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع، قالت وزارة الصحة إنها اتخذت تدابير وقائية لتجنب وقوع ضحايا آخرين في قسم الأطفال، إلا أن تصريحا لمسؤول في الوزارة دافع عن إجراء تسليم الأطفال بورق مقوى “كرتون” أجج الغضب في البلاد.

مذبحة الرضع تونس

وتداول المغردون في تونس وسما بعنوان “مذبحة_الرضع_ تونس”، وصبوا فيه جام غضبهم على ما قالوا إنه تقصير وفساد أديا إلى وقوع المأساة.

وكتبت مغردة على تويتر تقول:” العدد المعلن 11 لكنه قابل للزيادة. الجريمة لم تقع مرة واحدة منذ يوم الخميس و حالات الوفاة تسجل، ولا يعلن عن الكارثة الا في عطلة نهاية الأسبوع”.

ومن جانبه، قال مغرد آخر:” #مذبحة_الرضع_تونس.نطالب الوزير وإن تطلب الامر رئيس الحكومة بالاستقالة. هذا مطلب كل الشارع التونسي اليوم”.

وفي تغريدة أخرى جاء “النتيجة الطبيعية لانتشار الفساد على كل المستويات. الله المستعان. استقالةالوزير أقل إجراء يمكن أخذه وتمرير كل مسؤول عن هذه الجريمة للتحقيق”.

والأحد، شارك عشرات التونسيين في وقفة أمام المسرح البلدي في تونس العاصمة احتجاجا على الحادثة.

وسياسيا، طالبت حركة “نداء تونس” باستقالة الحكومة، وحمّلت في بيان حكومة الشاهد “مسؤولية تردي الأوضاع على كافة المستويات والخوف من مغبة حصول مزيد من الكوارث نتيجة تفرغها لتأسيس حزب سياسي بدل خدمة المواطن”، في إشارة إلى تأسيس حزب جديد قبل الانتخابات.

قصص مأساوية

وشيئا فشيئا، بدأت القصص المأسوية خلف الأرقام تتكشف، إذ قال والد أحد الضحايا إنه علم بوفاة رضيعه عن طريقة الصدفة فقط، مؤكدا أنه كان ينتظر طفلته التي فارقت الحياة منذ 30 عاما.

وقال أحمد المروكي إن والدة الطفلة ذهبت لزيارتها فاعلموها أنها توفيت دون ذكر الأسباب ودون الاتصال بهم لإعلامهم بحالتها”، وفق ما أوردت وسائل إعلام تونسية.

وأكد أنهم تسلموا جثة طفلتهم في علبة كرتونية، مضيفا”لم أكن أتصور أن إهانة البشر ستصل إلى هذا المستوى”.

أما نزيهة الرحيلي والدة أحد الرضع فقالت “قتلولي بنتي… تزوّجت في سن متأخرة… والآن أبلغ من العمر 40 سنة… هل مازال بإمكاني الإنجاب” ..أنا مؤمنة بالله لكن موت بنتي موش قضاء وقدر… هوما (هم) قتلوها”.

وأوردت وسائل إعلام تونسية شكاوى الأهالي من المعاملة “السيئة” التي لاقاها ذوو الرضع الضحايا من المستشفى.

رد الحكومة

وفي مقابل ذلك، قالت المديرة العامة للصحة، نبيهة بورصالي، إن تسليم الرضيع الميت في كرتونة إلى أهله أمر معمول به في جميع المستشفيات التونسية، وليس مستشفى الرابطة، حيث وقعت الوفيات.

وقالت بورصالي في تصريح للتلفزيون التونسي إن “البلدية توفر صناديق بالنسبة لجثامين الأشخاص البالغين، أما الرضع فلا توجد سوى العلب الكرتونية لوضعهم فيها وتسليمهم لأهاليهم، وهي موجودة في جميع المستشفيات”.

Skynewsarabia