خيّم الحزن على الشارع الأردني بعد رحيل “عطية”، لينعاه وزير الثقافة الأردني الدكتور محمد أبو رمان، مشيرا إلى مساهمته في تأسيس الحركة المسرحية في المملكة بداية السبعينيات، وتقديمه العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، إضافة إلى حضوره الدائم والمبهج في معظم المناسبات الثقافية لمتابعة أنشطة زملائه الفنانين.

الفنان الأردني سعد الدين عطية الذي تجاوز الـ62 عاما، غيّبه الموت، صباح السبت، إثر أزمة صحية طارئة لينهي مسيرة أحد كبار رواد الحركة المسرحية الأردنية، ورمزا من رموز الدراما العربية.

أثرت أعماله الفنية الساحة المسرحية الأردنية ومكتبة الدراما العربية، لسنوات طوال حفر من خلالها اسمه في ذهن المشاهد الأردني والعربي، ببساطته المعتادة، وتلقائيته التي أسكنته قلوب محبيه ومتابعيه.

إلتقط سعد الدين عطية التفاصيل البسيطة من حياة رجل الشارع العادي، ليجسد من خلالها صورة فنية عكست أفراح وأتراح الشارع العربي، كما استطاع أن يحقق التنوع الفني بين القالب الكوميدي والتراجيدي، لينجح في تشخيص الوجهين بكفاءة واقتدار، ويثبت أنه فنان من طراز فريد.

على الصعيد المسرحي، يعتبره الأردنيون مؤسسا للحركة المسرحية في بلادهم، فقد أسهم بأعماله التي برزت منذ عام 1974 في تأسيس الحركة المسرحية الأردنية التي قدم على خشبات مسارحها طيلة 45 عاما عشرات المسرحيات التي لن ينساها جمهوره، من بينها “لكل مجتهد نصيب”، و”نور من السماء”، و”زواد ولد عواد”، و”على أبواب يثرب”، و”يا هملالي”، و”الورطة”، وغالبية مسرحيات “زعل وخضره” و”مدرسة المصالح”.

أما على الصعيد الدرامي، فارتبط حضوره في الشاشات العربية بخفة ظله المعتادة، حيث قدم الفنان الراحل الكثير من المسلسلات المتميزة منها “نمر بن عدوان” و”سمرقند”، و”ضوء أسود”، و”يوميات غافل”، و”حكايانا”، و”فورجيم”.

رصيده الإنساني الذي تركه “عطية” في نفوس أصدقائه في الوسط الفني لم يكن أقل من الرصيد الفني، فعرف بقربه الشديد من غالبية الفنانين الأردنيين على المستوى الشخصي، ما جعلهم يلقبونه بـ”أمين سر ذاكرة الفنانين”؛ لجهوده الجبارة في تغطية جميع إنجازات زملائه، عبر صفحته النشطة على “فيسبوك”.

العين الأخبارية