فازت إمارة دبي باستضافة الدورة الـعاشرة من المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي 2014، وذلك في إنجاز جديد يعكس المكانة العالمية المتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات، ويؤكد دورها الاقتصادي الرائد في المنطقة.
وتم الإعلان عن فوز دبي باستضافة المنتدى الذي يعد أحد أبرز الملتقيات العالمية لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الاقتصاد الإسلامي، خلال افتتاح الدورة التاسعة من المنتدى المقامة حاليا في العاصمة البريطانية لندن، ويشارك فيها وفد من حكومة دبي برئاسة معالي محمد بن عبدالله القرقاوي رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رئيس اللجنة العليا لتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي، يرافقه عدد من أعضاء اللجنة ووفد من غرفة تجارة وصناعة دبي.
وقال معالي محمد القرقاوي “إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمبادرة “دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي” شكل منهاجا واضحا لجهودنا خلال الفترة القادمة، ووضع الخيوط العريضة لاستراتيجية طموحة بدأت تؤتي ثمارها”.
وأضاف أن فوز دبي بشرف استضافة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي 2014 يعكس التزامنا بتحقيق الريادة العالمية في كل القطاعات، خاصة قطاع الاقتصاد الإسلامي، وقدرتنا على تحقيق الإضافة إلى المنتدى وتنظيم دورة ناجحة بكل المقاييس تعكس إمكاناتها وحضورها على الساحة العالمية.
وأكد القرقاوي أن استضافة هذا الحدث العالمي الهام الذي يعتبر الأبرز في مجاله، تعد اعترافا عالميا بقدرات الدولة ومكانتها، خاصة بعد إطلاق الخطة الاستراتيجية لتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي في دبي، مضيفا نحن على ثقة بأننا، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والإشراف المباشر من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ماضون بثبات نحو مستقبل مشرق ومكانة عالمية متجددة في قطاع الاقتصاد الإسلامي.
وأثنى معاليه على جهود غرفة تجارة وصناعة دبي والتي كان لها كبير الأثر في اختيار دبي لاستضافة المنتدى.
من جانبه، أشار حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي رئيس وفد الغرفة المشارك في الدورة التاسعة للمنتدى في لندن، إلى أن فوز دبي باستضافة المنتدى هو تتويج للرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي نقلت دبي إلى آفاق واسعة من النمو والازدهار والتميز الاقتصادي، معتبرا أن دبي تثبت يوما بعد الآخر أنها وبلا منازع عاصمة المعارض والمؤتمرات والمنتديات العالمية.
وأضاف بوعميم أن دبي ومن خلال استضافة الدورة المقبلة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، تكون قد خطت خطوة متميزة إلى الأمام باستضافتها أهم منتدى للخدمات الإسلامية في العالم والذي يحضره كبار الشخصيات الحكومية وقادة الأعمال حول العالم، مشدداً على أن دبي ستضيف الكثير للمنتدى نظرا للمزايا التنافسية العديدة التي تتمتع بها وتجعلها الوجهة الأبرز لخدمات القطاع الإسلامي في العالم.
وقال بوعميم إن غرفة تجارة وصناعة دبي تعمل باستمرار ووفق استراتيجية متجددة لتعزيز تنافسية دبي وجاذبيتها للأعمال وجذب أبرز المعارض والملتقيات العالمية إلى دبي، لإيمانها بأن الإمارة قادرة على صياغة مستقبل مشرق لعالم المال والأعمال.
ويعتبر المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي أبرز تجمع دولي لتبادل الخبرات والمعرفة حول الاقتصاد الإسلامي منذ إطلاقه عام 2004، ويشهد سنويا مشاركة واسعة من رؤساء حكومات وصناع القرار وواضعي السياسات والخبراء الاقتصاديين والمعنيين وحوالي 2500 مشارك، ويشكل منصة عالمية مثالية لمناقشة كيفية الاستفادة من نمو الاقتصاد الإسلامي والطلب المتزايد على المنتجات الإسلامية.
ويشهد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي مشاركة شخصيات بارزة ومنها رؤساء حكومات ودول وخبراء وأكاديميون وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى شخصيات عالمية مؤثرة في مجال الاقتصاد الإسلامي.
ويرسخ فوز دبي باستضافة الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في عام 2014، دور الإمارة المتنامي في إعادة هندسة النظام الاقتصادي الإسلامي وتعزيز مكانة العالم الإسلامي كوجهة استثمارية وتجارية مجزية، وتحقيق الازدهار بينه وبين المجتمع الدولي، بحسب مسؤولين وخبراء ماليين.
وأكد هؤلاء الدور البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ دعائم الاقتصاد الإسلامي، والتي توجت بالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لجعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي.
وأوضح هؤلاء أن استضافة المنتدى ستشكل خطوة هامة في تأصيل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي، خاصة أنه يعتبر منصة رئيسية يمكن من خلالها التعريف بالنموذج الذي تبلوره دبي في هذا القطاع، لافتين إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأن تصبح الإمارة محورا للاقتصاد الإسلامي، ستسهم في إعادة هندسة النظام الاقتصادي الإسلامي العالمي وتتناغم مع جهود المنتدى في تسليط الضوء على الفرص الاقتصادية التي يمكن للعالم الإسلامي أن يقدمها.
وكان موسى هيتام، رئيس المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي ونائب رئيس وزراء ماليزيا سابقاً، قد أكد لـ «الاتحاد» أن مشاركة الإمارات في المنتدى الاقتصادي المقام في لندن تحظى باهتمام واسع وذلك للتعرف عن كثب على رؤية دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، مشيرا إلى أن الدور الذي تلعبه دبي والعديد من الاقتصادات الإسلامية الأخرى من شأنه أن يرسخ الثقة في المنتجات المالية الإسلامية ويزيد من جاذبيتها، ليس فقط للأفراد والمؤسسات داخل العالم الإسلامي فقط، بل يمتد إلى خارج حدود البلدان الإسلامية.
ويعتبر المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي أبرز تجمع دولي لتبادل الخبرات والمعرفة حول الاقتصاد الإسلامي منذ إطلاقه عام 2004، ويشهد سنوياً مشاركةً واسعةً من رؤساء حكومات وصنّاع القرار وواضعي السياسات والخبراء الاقتصاديين والمعنيين وأكثر من 2500 مشارك، ويشكل منصةً عالمية مثالية لمناقشة كيفية الاستفادة من نمو الاقتصاد الإسلامي، والطلب المتزايد على المنتجات الإسلامية. من جهته، قال الرئيس العالمي لأسواق رأس المال الإسلامية في تومسون رويترز، سيد فاروق، إن “دبي تمتلك المقومات اللازمة لقيادة الاقتصاد الإسلامي العالمي ونقله إلى أعلى المستويات بتحويل دبي إلى عاصمة ومركز للاقتصاد الإسلامي العالمي”. وأضاف أن دبي ثالث أكبر سوق للتمويل الإسلامي في العالم، وباتت واحدة من أهم أسواق الصكوك، لافتاً إلى أن “الإمارات باتت أحد أكبر الأسواق من حيث حجم الأصول الإسلامية، بينما لم تصل نسبة الأصول الإسلامية في العالم إلى 1% من مجمل الأصول المالية العالمية، وذلك لاتساع حجم البنوك التقليدية”.
وأكد فاروق أن “فوز دبي باستضافة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي خطوة هامة تؤكد مكانة الإمارة على خارطة مراكز المالية العالمية، وخطوة هامة في استراتيجية التحول التي انتهجتها لتكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي، خصوصاً بعد تنامي أهمية الاقتصاد الإسلامي في أعقاب الأزمة المالية العالمية”. يذكر أن مؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي مقرها في كوالالمبور، وكانت انبثقت عن مؤتمر الأعمال لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي تجمع رؤساء الحكومات ورواد الصناعة وعلماء وأكاديميين وخبراء إقليميين لمناقشة فرصة الشراكات بمجال الأعمال في العالم الإسلامي وخارجه. كما أكد مدير الاستثمار في قسم الدخل الثابت والصكوك لدى شركة “فرانكلين تيمبلتون” محيي الدين قرنفل أن تركيز العالم ينصب على الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية في الوقت الحالي، خصوصاً على إثر تداعيات الأزمة العالمية، ودبي تتحول لتكون أبرز العواصم العالمية في الاقتصاد الإسلامي.
وبين أن “استضافة دبي للمنتدى تأتي كخطوة داعمة حقيقية لهذا التحول، إذ تتضح أهمية المنتدى في حضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، ونخبة من رواد الاقتصاد الإسلامي في العالم، والتي توفر فرصا هائلة لدبي لعرض تجربتها وفتح المجال أمام المستثمرين العالميين”.
وقال قرنفل إن “البيئة التشريعية والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الإمارة، فضلاً عن كونها واحدة من أهم مراكز المال العالمي، تدعم هذا التحول بشكل كبيراً، خصوصاً في ظل الاهتمام الحكومي لتحويل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي”.
وقال عضو اللجنة الاستشارية الدولية للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي ونائب رئيس شركة الغرير للاستثمار في الإمارات عيسى الغرير، إن استضافة دبي لهذا المنتدى تأتي في وقت تتزايد فيه أهمية الاقتصاد الإسلامي في دبي والمنطقة، خصوصاً بعد إطلاق مبادرة “دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي» ودورها في تعزيز مكانة دبي مركزاً مالياً إسلامياً”.
وانطلق المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي منذ عام 2004، ويعتبر من أبرز المنصات التي تروج لأنشطة التمويل الإسلامي في المجتمعات الإسلامية والدولية عموماً، ويتزامن ذلك مع تحول دبي تدريجياً لتصبح عاملاً مؤثراً على التجارة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي المتنامي.
ويأتي فوز دبي باستضافة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، وسط توقعات بتضاعف أصول صناعة التمويل الإسلامي من 1,2 تريليون دولار حالياً إلى 2,6 تريليون دولار خلال خمسة أعوام، بحسب أشرف جمال مدير التمويل الإسلامي العالمي في شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» بدبي، الذي أكد تمتع الإمارة بموقع استراتيجي يتيح لها الاستفادة جيداً من فرص النمو الهائلة التي يوفرها هذا القطاع، فضلا عن ترسيخ مكانتها ليس فقط في قطاع التمويل الإسلامي، وإنما أيضاً في قطاعات أخرى مثل السياحة والمنتجات الحلال.
وتوقعت شركة برايس ووتر هاوس كوبرز العالمية المتخصصة في الخدمات الاستشارية نمو حجم التمويل الإسلامي في السوق الإماراتية بنسبة 10% خلال العام الحالي، مشيرة إلى أن حصة الإمارات من إجمالي سوق التمويل الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وماليزيا تصل إلى 6% أي نحو 72 مليار دولار.
ولفت مدير التمويل الإسلامي العالمي في الشركة إلى أن «سوق التمويل الإسلامي يمثل نحو 1,2% فقط من إجمالي حجم السوق العالمي، ما يشير إلى فرص واعدة وكبيرة للنمو والتوسع في المنتجات الإسلامية».
وأوضح تقرير للشركة أن «الصيرفة الإسلامية استحوذت على 83% من إجمالي قيمة الأصول الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، تلتها الصكوك بنحو 12% والصناديق الإسلامية بنحو 4% فيما بلغت حصة شركات التأمين الإسلامية 1%فقط.
فوز دبي باستضافة المنتدى خطوة تدعم استراتيجية الإمارة
أكد نائب رئيس مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي، معالي عبدالعزيز الغرير أن “فوز دبي باستضافة المنتدى خطوة تدعم استراتيجية الإمارة للتحول إلى عاصمة الاقتصاد الإسلامي، إذ تؤكد على قدرتها وعلى البيئة التشريعية والمالية القوية”.
وأضاف أن “الاقتصاد الإسلامي يقدم لدبي ميزات تنافسية، فيما تمثل الأدوات المالية التي تستخدمها إضافة حقيقية تمنح الاقتصاد الإسلامي قيمة إضافية وتوسع أفق النمو في المستقبل، وتزيد من قوة وصلابة القطاع المالي”.
وبين أن تحول الإمارة إلى عاصمة الاقتصاد الإسلامي يمنحها فرصا كبيرة وحقيقية، إذ يعاني الاقتصاد الإسلامي من فجوة في الخدمات المالية مثل الصكوك وخدمات التكافل وإعادة التكافل والمنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أن البنية التشريعية كذلك تمتلك الفرض والآفاق، في الوقت الذي تميزت فيه دبي عن غيرها ببيئة تشريعية قوية تراعي المعايير الدولية. يشار إلى أنه جرت استضافة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي سنوياً منذ عام 2005 في مدن، من بينها جاكرتا وإسلام آباد والكويت، وأحد أهداف المنتدى تشجيع الحوار وتعزيز التعاون بين رجال الأعمال الدوليين إيماناً بأن الشراكات في قطاع الأعمال يمكن أن تتحول إلى جسور حقيقية ممتدة تجاه السلام والازدهار بين العالمين الإسلامي وغير الإسلامي.

الاتحاد