أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على حساب سموه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بالمحاضرة الملهمة والتجربة التي تفيض بالحافزية والأمل والطموح، والتي قدمتها لوريتا كلايبورن، نائبة رئيس مجلس إدارة الأولمبياد الخاص الدولي، بعنوان «نحو نقلة نوعية في إدماج أصحاب الهمم»، في قصر الإمارات، بمشاركة أصحاب الهمم، ضمن سلسلة محاضرات مجلس محمد بن زايد.

وشهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وحضر إلى جانب سموه، تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص الدولي، وعدد من الشيوخ والسفراء وكبار الشخصيات، إضافة إلى عدد من رؤساء وأفراد الوفود المشاركة في الأولمبياد الخاص – أبوظبي 2019.

وأكدت لوريتا أن استضافة دولة الإمارات الأولمبياد الخاص تشكّل نقلة ملهمة للملايين من أصحاب الهمم في المنطقة والعالم، باعتبارها النسخة الأولى للحدث الرياضي التي تُنظَّم في المنطقة، مشيرةً إلى أن الحدث سيسهم في رفع مستوى الاهتمام والدعم المقدم لأصحاب الهمم في المنطقة. ودعت لوريتا إلى استثمار الحدث في دعم وتشجيع وإبراز الأبطال المشاركين فيه، وأبدت المحاضرة إعجابها الشديد باعتماد الإمارات اسم «أصحاب الهمم» بدلاً من «المعاقين»، مؤكدةً أن ذلك يُعدّ أمراً ملهماً واستثنائياً ينبغي تعميمه في مختلف دول العالم.

وأكدت أن تنظيم أبوظبي للأولمبياد الخاص سيكون ملهماً للعديد من النساء من أصحاب الهمم، بالنظر إلى مستوى الاهتمام العالمي والتغطية الإعلامية التي تحظى بها البطولة، وقالت: «آن الأوان لأن يتوافد العالم إلى الشرق الأوسط وبالتحديد إلى الإمارات.. أنا على يقين بأننا سنرى نسخة رائعة من الأولمبياد الخاص».

وقالت: «هي فرصة لكي ندعم ونشجع الأبطال الذين سيتوافدون من مختلف دول العالم، وأن يُظهر العالم احترامه لإنجازاتهم»، مشددة على أهمية تعاون الجميع لإيصال رسالة الأولمبياد الخاص المتمثلة في مساعدة أصحاب الهمم على تجاوز المصاعب والتحديات التي يواجهونها، مشيرةً إلى أن المناسبة تُعدّ فرصة لتأكيد أهمية أن تحظى تلك الشريحة بكامل حقوقها بشكل متساوٍ مع الأصحاء، ضمن خطط الاندماج الكامل.

وتوجهت لوريتا، كبيرة مسؤولي الإلهام ونائبة رئيس مجلس إدارة الأولمبياد الخاص الدولي، بالشكر لدولة الإمارات على الجهود التي تبذلها تجاه أصحاب الهمم، مؤكدةً أن الإمارات حققت سبقاً عالمياً باحتضان دورة ستكون الأكثر شمولية وتنافسية على مستوى أصحاب الهمم. واستعرضت لوريتا – خلال المحاضرة التي أدارتها البطلة الأولمبية الإماراتية زهرة فاضل لاري – قصتها الملهمة مع الأولمبياد الخاص، مؤكدةً أن أصعب تحدٍّ يمكن أن يواجه أصحاب الهمم هو فقدان الثقة تحت تأثير الرسائل السلبية من البيئة المحيطة بهم.

وأكدت تأثير الأولمبياد الخاص في حياتها، مشيرةً إلى تحولها من إنسانة تعاني أكثر من إعاقة إلى بطلة قهرت الظروف كافة، قائلة: «حينما ولدت في ولاية بنسلفانيا عام 1953، كنت أعاني عمى جزئياً، كما لم أتمكن من المشي أو الكلام حتى سن الرابعة».

واستضافت المحاضرة 4 من المشاركات في الأولمبياد الخاص، هن: شيخة القاسمي من الإمارات، ومريم أحمد من الكويت، وسامية صديق من المملكة العربية السعودية، ومريم عادل من جمهورية مصر العربية.

واستعرضت المشاركات تجربتهن على المستوى الرياضي والشخصي، فقالت شيخة القاسمي: «إن دمج أصحاب الهمم من الرياضيين مع نظرائهم في المسابقات الأولمبية يعتبر حقاً من حقوقهم»، لافتةً إلى اهتمام الدولة بأصحاب الهمم في شتى المجالات الرياضية والتعليمية والصحية.

وأفادت مريم الأحمد، من دولة الكويت، التي تُعدّ سفيرة دولية لأصحاب الهمم، بأن الدمج الرياضي الموحّد سيفيد ذوي الهمم ويجعل طموحهم أكبر في تحقيق النتائج الرياضية، لافتةً إلى أنها تجيد رياضتي السباحة وكرة السلة.

أما سمية صديق، من المملكة العربية السعودية، فأشارت إلى الطموح الذي يدفعها إلى حصد الجوائز الرياضية في ظل المنافسة العالمية، بينما قالت مريم عادل، من جمهورية مصر العربية، إن أصحاب الهمم قادرون على تحقيق مستقبلهم الذي يرسمونه، ضاربةً المثال بنجاحها في المشاركة في ثلاث ألعاب رياضية، هي: الفروسية والسباحة وتنس الطاولة، إضافة إلى أنها تدير مشروعاً تجارياً خاصاً.

على جانب آخر، يجتمع العالم اليوم في أبوظبي عاصمة الإنسانية والتسامح، وستكون مدينة زايد الرياضية بمنزلة الشمس التي تنطلق منها فعاليات الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في السابعة مساءً، إنها نسخة استثنائية، حيث إنها تُنظَّم للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليعزز الدور الرائد للإمارات في النهوض بأصحاب الهمم، وقد سجلت أرقاماً قياسية بمشاركة 200 دولة، وأكثر من 7500 رياضي، وهي المرة الأولى في تاريخ الألعاب العالمية منذ نشأتها عام 1968.

هذا الحدث المتفرد جرى الإعداد له العملي والفعلي في أبوظبي منذ انطلاق الألعاب الإقليمية أبوظبي 2018 التي كانت بمنزلة تجربة وتحديد ما تتطلبه الألعاب العالمية، وفي حقيقة الأمر إنها طلبت الكثير وتحتاج إلى عمل رهيب، وقد كانت العاصمة أبوظبي لها، وهيئة البنية الرياضية التي تتطابق مع أرقى المعايير العالمية، وتستقطب أبوظبي «22 رياضة» ودبي رياضتين.

اليوم تدق أجراس الفرح والسعادة لأولادنا وبناتنا من أصحاب الهمم «لذوي الإعاقة» الذهنية الذين جاؤوا من 200 دولة حول العالم، يتنافسون في 24 رياضة، جميعهم صف واحد، خلف شعار «شجعني فأنا موجود»، متحدين قلباً وقالباً، مع اختلاف أشكالهم وألوانهم وثقافاتهم، جاؤوا من عالم الملائكة، ليعبّروا عن أنفسهم، بالرياضة التي تعتبر ملاذهم الأخير، ويوجهون رسائلهم إلى الأسر التي تخجل من ظهور أولادهم في المجتمع وتخبئهم عن العالم الخارجي، بأن يحضروا ويشاهدوا بأنفسهم تأثير الرياضة الإيجابي، والمواهب التي تعبّر عن أنفسها في هذا المحفل الإنساني، أما السعادة والفرحة والأجواء المفحمة بالطاقة الإيجابية فجميعهم أكاليل زهور وعطر تتناثر في كل مبنى وصالة وزاوية، والناظر إلى أرض المعارض «أدنيك» التي تضم 11 لعبة رياضية من أصل 24، يرى ويشاهد الأجواء الإيجابية والسعيدة والأعداد الكبيرة من المتطوعين والأسر والإعلام، جميعاً جاؤوا لخدمة الأولمبياد الخاص.

ويشارك عدد من أبرز نجوم العرب والعالم في أداء النشيد الرسمي للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، وذلك خلال حفل الافتتاح الرسمي الذي يقام في استاد مدينة زايد الرياضية يوم 14 مارس، والذي يعلن انطلاق الحدث الإنساني والرياضي الأكبر في العالم لهذا العام.

ويؤدي النشيد أبرز نجوم الغناء المعروفين على المستويين العربي والعالمي، وذلك بحضور أكثر من 40 ألف متفرج، خلال حفل الافتتاح الرسمي للأولمبياد الخاص، حيث يشارك ثلاثة من نجوم الغناء في العالم العربي الفنان الإماراتي حسين الجسمي، السفير فوق العادة للنوايا الحسنة، ونجم مصر والوطن العربي تامر حسني، والفنانة أصالة نصري، إلى جانب الفنانة العالمية أفريل لافين، والمغني الشهير لويس فونزي.

كما يمثل النشيد الرسمي تعاوناً بين عدد من منتجي الموسيقى والنجوم العالميين، ومن ضمنهم جريج ويلز، المنتج الموسيقي الحائز جائزة جرامي عن الموسيقى التصويرية لفيلم «The Greatest Showman»، وكوينسي جونز، المنتج المنفذ الفخري الحائز 28 جائزة جرامي.

البيان