شهدت أبوظبي، ، يوماً استثنائياً تاريخياً، تمثل في حفل افتتاح ألعاب الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية أبوظبي 2019 من داخل استاد مدينة زايد الرياضية، الذي تحول إلى لوحة فنية جميلة بعد التعديلات العديدة التي شهدها لتتناسب مع الحفل، الشيء الذي شكل مفاجأة رائعة للحضور الذين تفاجأوا بروعة الاستاد مع توزيع الإضاءة بطريقة ساحرة.

وتم تحويل الملعب الأخضر، الذي تقام عليه مباريات كرة القدم إلى مسرح كبير، تبارى عليه الفنانون والفرق المختلفة التي شاركت في الحفل الاستثنائي، حيث اختفى العشب الأخضر تماماً، وحل مكانه ألوان رمادية وسوداء داكنة منحته انعكاساً جميلاً مع الإضاءة، ليكون واحداً من أجمل وأروع المسارح التي شهدت افتتاح الأحداث العالمية، مما ساهم في إخراج الحفل بثوب قشيب.

وعلى الرغم من أن إعلان انطلاق الحفل كان عند الساعة السابعة مساء، لكن شغف الجمهور والأسر، جعلهم يتدافعون منذ وقت مبكر إلى المدينة التاريخية وقد ساعد ذلك في سهولة انسياب وحركة الجماهير التي قضت أوقاتاً جميلة داخل فناء مدينة زايد الرياضية.

ومبكراً بدأ الحفل بطريقة غير رسمية بمشاركات متنوعة بدأت عن طريق فرق إماراتية تراثية والتي قدمت رقصة «العيالة» التي عكست الثقافة الإماراتية في الفن الشعبي وسط تفاعل كبير من الحضور، لتنضم إليها بعد ذلك الفرقة الموسيقية لشرطة أبوظبي مع «الخيالة» .

التي قدمت العديد من الفواصل الموسيقية التي نالت أعجاب الجمهور الذي ملأ المدرجات وصفق لها بقوة عند المغادرة، وتلا ذلك عرض من طياري الاتحاد للطيران في مناورة جوية ظللت سماء استاد زايد بألوان قوس قزح وسرقت أنظار الجمهور نحوها، وكان عرضاً رائعاً أبدعت فيه «طيران الاتحاد» وأمتعت به الحضور من خلال عرض لا يتكرر كثيراً.

موسيقى وأغنيات

وتأكيداً على تنوع البرنامج والاهتمام بالجمهور، تم تقديم فرقة now united music التي تتكون من 14 فرداً من حول العالم يمثلون دول أمريكا، كندا، البرازيل، اليابان، وغيرها من الدول.

وقدمت الفرقة التي تتكون من عناصر شابة العديد من مقطوعات موسيقى البوب والأغاني الأجنبية التي لبت رغبة ضيوف الدولة، وحركت المدرجات بأدائها الفني الرفيع، ثم مشاركة فرقة unified choir المكونة من حوالي 100 طفل والتي قدمت أغاني ألهبت حماس الجمهور.

وانطلقت عند الساعة السابعة مساء فقرات الحفل الرسمية بدخول البعثات المشاركة في الأولمبياد الخاص والذي بلغ عددهم 7500 رياضي من 200 دولة.

دخول الوفود

ودخلت الوفود المشاركة بألوانها المختلفة وأعلام دولها وسط هتافات داوية لكل المشاركين، مع تقديم عرض من أحد الفرق يبرز قوة الرابطة الإنسانية وجمالية التنوع وثقافات شعوب العالم، عبر حركة دائرية ضمت مختلف الجنسيات المترابطة التي توحدت في أرض الإمارات وعكست صورة رائعة بعد أن اجتمعوا في أبوظبي للمشاركة في الحدث الرياضي الإنساني.

شعار الأولمبياد

واختارت دولة الإمارات أن تمثل كل الأولمبياد الخاص لحظة دخول فريقها إلى مسرح اللقاء في أرضية استاد مدينة زايد الرياضية، بأن حمل وفدها شعار الأولمبياد الخاص وسط ترحيب كبير جداً من كل الدول المشاركة، الشيء الذي عكس التقدير الكبير من قبل الضيوف لدولة الإمارات، وكان ذلك بمثابة تأكيد على نجاح التنظيم ودرجات الرضا العالية عند الجميع.

وعقب اكتمال عقد الوفود المشاركة ووصولها إلى المنصة الرئيسية، تم رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة وترديد النشيد الوطني والذي كان إعلاناً رسمياً للحفل والبطولة.

تتزامن النسخة الحالية من الأولمبياد الخاص التي تستضيفها الإمارات مع الذكرى 50 لانطلاقة أولى المنافسات في شيكاغو عام 1968 التي نظمتها يونيس كينيدي شرايفر، وشهدت النسخة الأولى تحديات عديدة، لفتت أنظار العالم إلى فئة أصحاب الهمم، بعد أن سلطت الضوء عليهم.

تم نقل وقائع حفل الافتتاح، أمس، إلى 166 دولة في العالم، حرصت على تلك اللحظات الجميلة، وتابعتها من كل القارات مع تفاعل كبير، وتم بثه مباشرة عبر شاشات استاد مدينة زايد الرياضية التي نقلت ردة فعل جماهير العالم ونبضهم وهم يشاهدون على البعد افتتاح الحدث المهم، مع تعليقات المشاهدين الذين أشادوا بالتنظيم وروعة منظر الاستاد.

تباينت أعداد البعثات المشاركة في الأولمبياد الخاص التي وصل عددها الإجمالي إلى 7500 فرد، إذ شاركت بعض الدول بوفود بلغ عددها 175 فرداً، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الوفود التي وصل عددها إلى 50 فرداً، وهناك دول اكتفت بالحضور والتمثيل بعدد أقل.

حسين الجسمي: دار العز تجمعنا

عبّر الفنان حسين الجسمي عن سعادته بثقة أصحاب الهمم والمقدرات التي يتمتعون بها. وقال الجسمي إن الجميع يتطلع إلى نجاح أصحاب الهمم خلال مشاركتهم في الأولمبياد الخاص. وقال مخاطباً أبطال الإرادة والتحدي: «محبتكم وثقتنا الكبيرة بقدراتكم تجمعنا في دار العز.. أبوظبي».

وكان حسين الجسمي قد شارك، أمس، في حفل الاحتفال، وكان حضوره رائعاً على جاري عادته في كل المناسبات والأحداث الرياضية، ومنح الجسمي الحدث العالمي اهتماماً متعاظماً بتأكيد تضامنه مع أصحاب الهمم، والوقوف خلفهم عبر تغريدات شخصية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

جيت كوبر: شيء لا يُصدَّق

لم يخفِ الإعلامي الأمريكي جيت كوبر، المختص في شؤون أصحاب الهمم، إعجابه الفائق بحفل افتتاح الأولمبياد الخاص، أمس، وقال إنه شيء لا يُصدَّق من روعته، مشيراً إلى أن الحفل جاء فخماً جداً، ولم يتوقع أبداً أن يكون بالمستوى الذي خرج به، مشيراً إلى إدراكه التام قدرات الإمارات في التنظيم، واهتمامها بأصحاب الهمم، لكن الحفل أدهشه.

وتوقع جيت كوبر، الذي تحدّث في محاضرة سابقة في جامعة نيويورك عن كيفية التعامل إعلامياً مع أصحاب الهمم، نجاحاً كبيراً للنسخة الحالية من الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص.

المصدر: وام