الفجيرة اليوم  /   تحتفل مصر في شهر مارس/آذار الجاري بالذكرى المئوية لثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، وهو نفس الشهر الذي تحل فيه ذكرى ميلاد “فنان الشعب” سيد درويش، الذي ارتبط اسمه بهذه الثورة الشعبية.

قدم سيد درويش الكثير من الأغاني الوطنية التي ألهبت حماس الأمة المصرية في ثورتها الشعبية في 1919، في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وألهبت أغاني “خالد الذكر” الفنان سيد درويش روح الوطنية لدى الشعب الثائر. وقد نهض درويش بدور تغذية روح المقاومة مستعينا بأغنيات وطنية استلهم منها الشعب حماسته لمواصلة الثورة، والمطالبة بعودة زعيمه سعد زغلول ورفاقه من المنفى.

لم تكن أغاني سيد درويش الوطنية مقتصرة على رسائل سياسية مباشرة فقط، ففي نفس العام عرض مع الكاتب بديع خيري مسرحية بعنوان “قولو له”، قدما من خلالها عددا من الأغنيات الوطنية من بينها أغنية “بنت مصر” التي قدمت على إثر استشهاد أول شهيدتين فى تلك الثورة، وهما “حميدة خليل” و “شفيقة محمد”.

ويشير مؤرخون إلى أن درويش تصدر الجماهير فى قلب المسيرات والمظاهرات، وبجواره بديع خيرى، وهو يهتف بصوته بحياة الوطن والشعب والاستقلال التام للبلاد، فجاءت أغنياته كهتافات سياسية أطلقها المواطنون في الشارع فور تلحينها، فلعبت دور الضمير الوطنى الذى يحرك الشارع المصري في ذلك الوقت.

ولد سيد درويش في 17 مارس/ آذار عام 1892، في حي كوم الدكة بمدينة الإسكندرية، والتحق بمعهد ديني لتحفيظ القرآن تابع لمسجد “المرسي أبو العباس”، كما درس لمدة عامين في الجامع الأزهر.

توفي سيد درويش في 10 سبتمبر/أيلول 1923 عن عمر ناهز 31 عاما، بعد أن كان أبرز رواد الأغنية الوطنية المصرية وقت الأزمات، وظلت ذكراه حيه في وجدان وذاكرة شعب لا ينساه، ويردد ألحانه في كل مناسبة وطنية أو احتفال بالانتصارات.

BBC