أكد سعادة السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أهمية الدور الذي تضطلع به كل الأطراف خاصة الحكومية منها في تعزيز قيم التسامح، مشيراً إلى التزام الإمارات بكل المعاهدات والمعايير الدولية الخاصة بالمساواة والحرية والاحترام وعدم التمييز.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها سعادة السفير الزعابي في الحلقة النقاشية التي شاركت بعثة الدولة بجنيف في تنظيمها مع مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي تحت عنوان “الاحتفاء بالتنوع.. التسامح وما في طياته من امتداد نحو التعاطف”، وذلك على هامش أعمال الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان وبمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري 2019.
واستهل سعادة السفير الزعابي كلمته بالإعراب باسم دولة الإمارات عن خالص التعازي لحكومة وشعب نيوزيلندا الصديق في ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين، متقدماً بكل مشاعر المواساة لأسر الضحايا، مشيراً إلى أن هذه الحلقة النقاشية الهامة هي إحدى الردود الفاعلة في مواجهة العنف والظلامية في جميع أنحاء العالم.
وقال “في الوقت الذي سعى فيه الإرهابيون إلى نشر الخوف والكراهية، نحن هنا اليوم لنوجه رسالة سلام وتسامح تدعو إلى الأخوة الإنسانية”.
وفي هذا الصدد، عبر السفير الزعابي عن فخره واعتزازه بإعلان دولة الإمارات عام 2019 “عام التسامح” من أجل تعزيز مبادئ التعايش والتناغم بين 200 جنسية وبين العديد من المجتمعات الدينية التي تعيش في أمن وسلام في دولة الإمارات، مستعرضاً الدعائم التي تقوم عليها رؤية الإمارات في مجال التسامح الديني المستوحاة من سماحة ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح ويرفض التعصب والتطرف والعنصرية، كما أن دستور الدولة ينص على المساواة والحرية والاحترام وعدم التمييز، مع الاستنارة بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي رسّخ التقاليد الأصيلة لدولة الإمارات وشعبها والقائمة على التسامح والسلام والتعددية الثقافية والانفتاح والتعايش، هذا فضلاً عن التزام دولة الإمارات بكل المعاهدات والمعايير الدولية ذات الصلة.
وتكريساً لهذا التوجه ولهذه الرؤية، أكد الزعابي أن الزيارة الأخيرة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات، وهي أول زيارة يقوم بها بابا إلى شبه الجزيرة العربية، تعتبر مثالاً ملموساً على هذه السياسة الحكيمة والمنفتحة، فيما يعد إعلان أبوظبي حول “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معاً” الذي وقعه قداسة البابا فرنسيس وسماحة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خطوة مهمة لمكافحة الإرهاب والتطرف وتشجيع علاقات أقوى بين البشر خاصة في هذه الأوقات.
وشدد سعادته على أن قيم التسامح ضرورية لكل مجتمع، وقال “لهذا الغرض، أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة برنامج التسامح الوطني الذي يهدف أساساً إلى تعزيز سياسة الحكومة كملاذ للتسامح، وإلى تشجيع التسامح بين الشباب وخاصة في التعليم المبكر وحمايتهم من التعصب والتطرف عبر إثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، فضلاً عن دعم الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز مساهمات دولة الإمارات في هذا المجال”.
وخلص سعادة السفير الزعابي في ختام كلمته إلى أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف هو عمل مشترك يجب أن تتضافر فيه جهود كل الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية بغية بناء مجتمعات مسالمة ومتناغمة.
وقد حققت هذه الفعالية أهدافها كونها تطرقت إلى المسائل الجوهرية المتعلقة باستعادة التسامح بين الشعوب من أجل إرساء مجتمعات ودول يسود فيها القبول الكامل والمتساوي للجميع، كما نادت بذلك وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
شارك في الفعالية كل من سماحة الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي السيد ألكسندر ميخيا، مدير قسم “الجمهور والاندماج الاجتماعي” بمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث، وسعادة السفيرة ماري تيريز بيكتيت-الثان، الممثلة الدائمة لمنظمة فرسان مالطا لدى الأمم المتحدة بجنيف والقس الدكتور بينيل راجكومار مدير برنامج الحوار والتعاون بين الأديان التابع لمجلس الكنائس العالمي.
المصدر: وام