الفجيرة اليوم /
أثار حفل غنائي استعراضي للممثل محمد رمضان جدلا بين جمهور الغناء في مصر، وعلى وسائل إعلام محلية، ومواقع للتواصل الاجتماعي، بسبب ملابسه التي اعتبرها البعض تخالف تقاليد وعادات الفنانين المصريين، والتي كانت تظهر الجزء العلوي من جسده عاريا.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية بيانا يوم الثلاثاء جاء فيه: “بعد الهجوم الذي شنته العديد من وسائل الإعلام ومواقع السوشيال ميديا والبلاغات التي تلقتها نقابة المهن الموسيقية بشأن واحدة من الحفلات الغنائية الاستعراضية التي أقامها نجم سينمائي مؤخرا بالقاهرة، قررت النقابة أنها لن تمنح أي تصاريح لاحقا إلا من خلال لجنة فنية لتقييم المستوي الفني”.
وأشار بيان النقابة إلى أنها ستأخذ في الاعتبار “مدى الالتزام بالقيم الأخلاقية والمجتمعية المتعارف عليها، وعدم مخالفتها للنظام العام، وأنها سوف تلاحق من يخالف ذلك قانونيا”.
وقال طارق مرتضى، المتحدث الإعلامي باسم نقابة المهن الموسيقية، لبي بي سي إن هذا البيان جاء بعد شكاوى بشأن الحفل الذي أحياه الممثل محمد رمضان.
وأضاف مرتضى: “النقابة تعمل على محورين؛ الأول هو اللوائح والقوانين، والثاني هو نبض الجمهور. وعندما رصدنا رفض قطاع كبير من الجمهور لما حدث في ذلك الحفل، وتلقينا شكاوى، قررنا إصدار هذا البيان”.
وأكد المتحدث الإعلامي باسم النقابة أن هاني شاكر، رئيس النقابة والمطرب المعروف، عندما رأى أن هناك جدلا بين من أعجبهم الحفل ومن رفض المظهر العام والملابس التي ظهرت فيه، أمر بإصدار البيان الذي يؤكد على أهمية التصاريح التي سوف تصدر مستقبلا لأي حفل غنائي، بالإضافة إلى تقييم أداء من يحيون هذه الحفلات. وأنتج محمد رمضان في الفترة الأخيرة عددا من الأغنيات المصورة التي ظهر خلالها بملابس مشابهة لتلك التي ظهر بها في الحفل، الذي وصفه مرتضى بأنه “ليس حفلا غنائيا، لكنه حفل استعراضي أو ‘أميركان شو'”.
لكن هناك من يرى أن الحفل كان “عاديا” وأن رمضان لم يخرج عن الأعراف الاجتماعية في شيء، ولم يصدر منه ما يسيء لأحد.
وقال محمد عبد الرحمن، الناقد الفني ورئيس تحرير موقع “إعلام دوت أورج”، لبي بي سي: “لا يوجد فيما قام به الفنان محمد رمضان ما يتعارض مع الأعراف الاجتماعية، والدليل على ذلك أنه ظهر بنفس الشكل والملابس التي ظهر بها في أغنياته المصورة”.
وأضاف عبد الرحمن: “هناك حفلات تقام في الساحل الشمالي سنويا في فصل الصيف يرتدي فيها مطربون ملابس مشابهة، ولم يعلق أحد على ذلك”. ويرى عبد الرحمن أن نقابة المهن الموسيقية لا يجب أن يتوقف دورها عند إصدار التصاريح وتنفيذ قوانين النقابة، ويضيف: “على النقابة أن تضطلع بدورها في تنظيم العمل الغنائي في مصر عموما”.
وقال عبد الرحمن: “كان من الممكن لفت نظر الفنان بهدوء إلى ما صدر منه، أو تصنيف الحفل ليكون صالحا لسن معينة. وفي النهاية هو ممثل أنتج أغاني مصورة حققت نجاحا، وأداها على المسرح، لذا أعتقد أن المسألة كلها مرتبطة بالجدل الدائر حاليا حول الفنان محمد رمضان”.
لكن مرتضى، المتحدث باسم النقابة، أشار إلى أن نقابته تتعامل مع “نجوم كبار، وليس من المنطقي أن تحارب هؤلاء النجوم. وأن البداية تكون بالتقويم أولا، كما حدث مع المطربة شيرين عبد الوهاب”. لكن في حالة رمضان، الذي لا يحمل عضوية نقابة المهن الموسيقية، أشار المتحدث باسم النقابة إلى أنها لن تتخذ إجراء عقابيا ضده، لكنه شدد على تبني مبدأ تقييم الأداء السابق للفنانين قبل إصدار تصاريح لهم بإقامة حفلات غنائية.
ونقلت صحف محلية عن المحامي المصري سمير صبري أنه تقدم ببلاغ للنائب العام، وشكوى لكل من نقابة المهن التمثيلية ونقابة المهن الموسيقية ضد الفنان محمد رمضان بسبب ظهوره بتلك الملابس في ذلك الحفل الغنائي.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية في مارس/ آذار الماضي بيانا أعلنت فيه إيقاف المطربة شيرين عبدالوهاب، وإحالتها إلى التحقيق، بسبب تصريحات اعتبرت مسيئة للبلاد كانت قد صدرت من المطربة في حفل غنائي خارج البلاد.
BBC Arabic