تسود الضبابية أجواء الانتخابات الـ21 للكنيست الإسرائيلي التي ستجري اليوم الثلاثاء وسط انتشار أمني مكثف لآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود، وإغلاق كامل للضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية.
استطلاعات الرأي تباينت حول النتائج المرتقبة، وإنْ كانت توافقت على أن أياً من حزبي «ليكود» بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و«أزرق أبيض» بزعامة رئيس الأركان السابق بيني غانتس لن يحصل على الأغلبية المطلقة (61 مقعداً من أصل 120)، وبالتالي قد يحتاجان إلى تشكيل ائتلاف يبقى مائلاً باتجاه نتنياهو وقدرته على استمالة الأحزاب اليمينية الصغيرة المتحالفة معه.
وكان نتنياهو الذي يواجه اتهامات فساد، توجه بنداء للفوز بأصوات المتطرفين، عبر التعهد بضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بما يعني فعلياً تدمير حلّ الدولتين مع الفلسطينيين بشكل كامل. فيما سعى خصمه غانتس، إلى الترويج لفكرة «اتفاقية سلام مدعومة إقليمياً ودولياً، تظهر احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غور الأردن، والكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية».
أمام تطرف التيارين، يدرك الفلسطينيون أنهم أمام نهاية مأساوية لأي فرص للسلام في ظل سيناريوهات شعارها المستوطنات. فرئيس الوزراء المقبل أياً يكن لا تتصدر اهتماماته، مفاوضات السلام، فنتنياهو توقف منذ مدة طويلة عن تأكيد دعمه لـ«حلّ الدولتين» الذي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وغانتس يدعو إلى «انفصال» عن الفلسطينيين، من دون التطرق إلى مسألة حلّ الدولتين.
أما عن السيناريوهات المحتملة بعد إعلان النتائج فيمكن اختصارها بالتالي:
– ليكود يفوز بمعظم المقاعد: فوز حزب نتنياهو يمنحه القدرة على تشكيل الحكومة بمفاوضات مكثفة مع الأحزاب اليمينية الصغيرة المتحالفة معه.
– تحالف «أزرق أبيض» يفوز بمعظم المقاعد: غانتس قد لا يتمكن من تشكيل حكومة حتى في حال تقدمه بعدد بسيط على «ليكود»، وسيكون نتنياهو أوفر حظاً في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية أخرى. لكن إذا فاز تحالف غانتس بعدد كبير من المقاعد، فمن المحتمل أن يقوم بتشكيل الحكومة بدعم مجموعة من الأحزاب اليمينية واليسارية.
– حكومة وحدة وطنية: يستبعد غانتس علناً تشكيل مثل هذه الحكومة، لكن يبقى هذا الاحتمال وارداً. وقد يتمّ تطبيق هذا السيناريو إذا فشلت بعض الأحزاب اليمينية الأصغر التي يعتمد عليها نتنياهو في تشكيل الائتلاف بالحصول على نسبة 3,25% المطلوبة لدخول البرلمان، وإذا لم يتمكن غانتس من تشكيل حكومة بمفرده.
– حكومة أقلية: لا يستبعد بعض المحللين إمكانية تشكيل حكومة أقلية يقودها أي من المرشحين الرئيسين، لكنهم يعتقدون أن ذلك غير مرجح.
ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يؤدي إلى حكومة غير مستقرة.
الاتحاد