أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف تنحيه عن المنصب، وتعيين المفتش العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس الانتقالي في السودان.
وأكد بن عوف على ثقته برئيس المجلس الجديد، وقدرته على الوصول بالسودان إلى بر الأمان، مشيراً إلى “إعفاء الفريق كمال عبد المعروف بشير عن منصبه كنائب رئيس المجلس، بعد ما أصر على ذلك، فعجز منطقي عن اقناعه ببقاءه في الموقع”.
وتمنى بن عوف في ختام كلمته “التوصل إلى اتفاق وتفاهم عاجل بين القادة لما يمرّ به وطننا، من دون التمسك بالمصالح والمواقف عظيمها وحقيرها”، مضيفاً أنه “إن كان لي فخر فهذا الشعب الملهم وهذا الجيش الباسل العظيم، وإن كانت لي وصية هي تعجل التواصل والالتقاء والوصول العاجل للحلول، فسوداننا يسعّ الجميع”، راجياً أن “لا يجد هذا القرار من التأويل نصيب، واتمنى من الله أن يوفق كل اخوتي لما فيه خير البلاد والعباد”.
وتأتي هذه التطورات بعدما أعلن “تجمع المهنيين السودانيين” رفضه “الحاسم” لتسلم الجيش السلطة بعد عزل الرئيس السابق عُمر البشير، لافتاً إلى أن الرفض جاء “بناء على خبرة الشعب السوداني في التعامل مع كل أساليب الخداع، خصوصاً من النظام الحالي”، مؤكداً مقاومته “الطوارئ وحظر التجوال وكل الإجراءات التي أعلنها الانقلابيون، وسننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب”.
وأكد حساب التجمع على “تويتر”: “نعيد ونؤكّد رفضنا الحاسم للمؤتمر الصحفي للجنة النظام الأمنية، وهو رفض يستند على خبرة الشعب السوداني في التعامل مع كل أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية، خصوصاً من النظام الحالي الذي بدأ مشوار خداع الشعب والوطن كذبة كبيرة”.
وأكد مقاومته “الطوارئ وحظر التجوال وكل الإجراءات التي أعلنها الانقلابيون، وسننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب”.
وشدد على أن “عهدنا على السلمية باقٍ، ووعدنا وقسمنا بمواصلة الثورة لا كفارة له إلا إنجاز مطالب إعلان الحرية والتغيير كاملة، ونحن في نفس الوقت نرحب بأي بادرة تحقن دماء الشعب وتعيد الأمور لنصابها، وأملنا في الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود في قوات شعبنا المسلحة لم يفقد، فهم من صنعوا الفارق ورجّحوا كفة الشعب في مواجهة البطش، وهم من نعوّل عليهم في ضبط ساعة التغيير وربط أحزمة أمان الثورة، فقد كانوا في خط النار عندما توارى الجُبناء، وظلوا في خندق الحق لما تجاسر الباطل”.
وأتى رد التجمع بعدما أعلن رئيس اللجنة السياسية العسكرية السوداني، الفريق أول عمر زين العابدين، في وقت سابق من اليوم الجمعة في مؤتمر صحافي، أن “الجيش غير طامع بالحكم أو السلطة”، مشدداً على أن “الحكومة الجديدة في السودان ستكون مدنية”، وكاشفاً أن الرئيس السابق عُمر البشير سيقدم لمحاكمة، ولن يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وأضاف أن “فترة المجلس العسكري الانتقالي تمتد على عامين، ولكن إذا تمت إدارة الأمر خلال شهر من دون فوضى يُمكن أن ينتهي أمد المجلس”، مؤكداً أن “الحكومة ستكون حكومة مدنية تماماً، وأن المجلس سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية ولن يتدخل في عمل الحكومة”، مشدداً على أنه “سيُجري حواراً مع القوى السياسية اليوم الجمعة لتهيئة المناخ”.
وأكد أن “مهمة المجلس الأساسية تأمين الظروف لحوار حضاري وسلمي، ولن نملي أيّ حل على المواطنين، نحن مع مطالب الناس ونحن جزء منهم، ونريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية”، مشيراً إلى أن “الحلول السياسية يقدمها المعتصمون والأحزاب السياسية بالسودان” مشدداً على أن “مهمتنا الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد ولن نسمح بأي عبث”.
وبشأن حزب المؤتمر الوطني، لفت زين العابدين إلى أنه “سينافس منافسة عادلة” مثل بقية الأطراف، لافتاً إلى أن عُمر البشير “متحفّظ عليه، ولن يُسلّم إلى الخارج، وأن القضاء سيحاكم كل المتورطين في قتل المتظاهرين”.
وقال إن المجلس العسكري لا يملك الحلول الفورية للوضع الاقتصادي “ولكن سنعمل على ذلك”، بحسب تعبيره، مضيفاً: “نحن أبناء “سوار الذهب.. وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة”. وأضاف: “إذا طُلب منا رفع تعطيل الدستور سنفعل ذلك”، وأن إعلان حالة الطوارئ هي التي تسببت بتعطّيل الدستور.
وأكد رئيس اللجنة السياسية أن المجلس سيبدأ اتصالاته الخارجية بلقاء سفراء كافة الدول، مشيراً إلى أن المجلس سيتواصل خارجياً لفك الحصار عن السودان.
وشدد على أن مدير جهاز الأمن كان من قادة هذا التغيير، مؤكداً أن قوات الدعم السريع قوى منضبطة، مضيفاً: “الشعب المتظاهر داعم لنا ونستجيب له”.
ويأتي هذا المؤتمر الصحفي، بعدما واصل عشرات الآلاف من السودانيين اليوم الجمعة احتجاجهم للمطالبة بتشكيل حكومة مدنية، بعد يوم من عزل الجيش عمر البشير، وإعلانه استلام السلطة لمدة عامين.
وكان “تجمع المهنيين السودانيين” المعارض أعلن رفضه “للانقلاب”، ودعا إلى استمرار الاحتجاجات لحين تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية.
اقرأ أيضاً: مشهد ضبابي
وكان وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف، قد أعلن في بيان، أمس الخميس “اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن”.
وتضمن البيان تشكيل “مجلس عسكري انتقالي” يتولى إدارة الحكم لمدة عامين، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وفرض حظر للتجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحاً” وأغلاق المجال الجوي والحدود .
الاتحاد