خطف فريق النجم الساحلي التونسي، لقب بطولة كأس زايد للأندية الأبطال العربية، بتغلبه على منافسه الهلال السعودي 2 -1 في المباراة النهائية المثيرة، والتي جمعتهما على استاد هزاع بن زايد في مدينة العين، في نهائي النسخة الأقوى بتاريخ بطولات الأندية العربية.
تقدم كريم عريبي للنجم الساحلي «30»، وأدرك جوميز التعادل للهلال من ركلة جزاء «64»، قبل أن يباغت البديل محمد المثناني الجميع، بهدف الفوز للنجم في الوقت المحتسب بدل ضائع.
ونجح النجم التونسي بإحراز أول ألقابه العربية، وإضافة اللقب السابع العربي للأندية التونسية، وحافظ على اللقب لمصلحة الأندية التونسية للعام الثاني على التوالي، بعدما سبقه فريق الترجي إلى التتويج بنفس اللقب العام الماضي.
وشهدت المباراة إثارة كبيرة على مدار شوطي اللقاء، وباغت النجم الهلال مرتين، الأولى في الهدف الأول رغم الاستحواذ والسيطرة من قبل «الزعيم»، والمرة الثانية بإحراز هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل ضائع رغم السيطرة شبه الكاملة للهلال واستعداد الفريقين للاحتكام إلى ركلات الترجيح.
واستهل النجم الساحلي المباراة مكشراً عن أنيابه ليبرهن أنه ليس بالمنافس السهل، وفي أول هجمة من الدقيقة الأولى أحرز مهاجمه الجزائري كريم عريبي هدفاً من تمريرة عرضية داخل منطقة جزاء الهلال، لكن الحكم الدولي محمد عبدالله أشار بالتسلل بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو «الفار».
حاول لاعبو النجم فرض تفوقهم مبكراً ومباغتة الهلال بالهجوم الضاغط، واستغلال مهارة لاعبيه في ألعاب الهواء، على مستوى المهاجمين والمدافعين، فسدد المدافع المالي كانوتيه رأسية فوق مرمى عبدالله معيوف حارس الهلال، وأعقبها رأسية أخرى من صدام بن عزيزة بجوار القائم الأيمن لمرمى معيوف.
عاد الهلال للأجواء بعد عشر دقائق لمع فيها النجم، وفرض لاعبوه سيطرتهم على منطقة المناورات، خاصة مع اعتماد الفريق التونسي على دفاع المنطقة، وهو ما أبطل تهديدات الهلال لمرمى وليد كريدان حارس النجم، في ظل صلابة مدافعيه وتصديهم لجميع الهجمات «الزرقاء»، مع اعتماد النجم على استغلال المساحات في دفاع الهلال، الذي واجهه ياسر الشهراني وعلي آل بلهي والبرتو ومحمد البريك بالالتزام بالواجبات الدفاعية.
من جديد عاد النجم لاستغلال الكرات العرضية وتهديد مرمى معيوف، لكن رأسية ياسين الشيخاوي لم تعرف طريقها نحو الشباك «الزرقاء»، ومع استمرار المحاولات التونسية كافأ كريم عريبي فريقه برأسية مرت داخل شباك معيوفمحرزا هدف التقدم للنجم في الدقيقة 30.
وفي الوقت الذي حاول الهلال لملمة أوراقه وتصحيح الأوضاع بحثاً عن التعادل، كاد عريبي أن يحرز الهدف الثاني من انفراد تام، بعدما تلقى تمريرة بين قلبي دفاع الهلال انفرد على اثرها، لكنه سددها ضعيفة بين يدي معيوف.
وقاد سالم الدوسري بهجمة «عنترية» للهلال وتوغل داخل منطقة جزاء النجم، مراوغا لاعبين، لكنه سدد في أقدام المدافعين في النهاية.
مع تزايد رغبة الهلال في تعديل النتيجة وارتفاع الروح القتالية للاعبي النجم حفاظاً على تفوقهم، ارتفعت وتيرة اللعب وزيادة معدل الجري بطول الملعب، وزادت الالتحامات القوية، كاد جوميز مهاجم الهلال أن يدرك هدف التعادل، بعدما اقتحم منطقة الجزاء ورواغ مدافعين، لكنه سدد ضعيفة في يد الحارس وليد كريدان.
ومع الثواني الأخيرة للشوط الأول، فاجأ النجم الساحلي الجميع بالحصول على ركلة جزاء من قبل محمد عبدالله حكم اللقاء، لكن تقنية الفيديو «الفار» كشفت وجود مخالفة سابقه على ياسين الشيخاوي لاعب النجم، قبل سقوطه داخل منطقة الجزاء ليلغي الحكم قراره السابق.
استهل الهلال الشوط الثاني بهجوم ضاغط، لتعديل النتيجة، وتراجع لاعبو النجم لامتصاص هذا الحماس ومحاولة الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وسنحت أول فرصة للهلال عبر تصويبة لسالم الدوسري هيأها له جوميز على حدود المنطقة، لكن الكرة طالت ووصلت إلى حارس النجم.
واصل «الزعيم» السعودي ضغطه منتصف ملعب «النجم»، وسط تراجع تام من لاعبي بطل تونس، وبمرور الوقت زادت الخشونة التي تعامل معها حكمنا الدولي محمد عبدالله بهدوء وحكمة.. وحصل سالم الدوسري على ركلة جزاء للهلال، بعد جملة فنية رائعة وتبادل خلالها الكرة مع نواف العابد داخل منطقة جزاء النجم، انتهت بعرقلة الدوسري احتسبها محمد عبدالله مباشرة ركلة جزاء وأيدتها تقنية «الفار»، سددها جوميز على يسار كريدان محرزاً هدف التعادل للهلال في الدقيقة 64.

عزز هدف التعادل من معنويات لاعبي الهلال، فواصلوا ضغطهم على مرمى النجم لحسم اللقاء، وحصل ماهر الحناشي لاعب النجم على بطاقة صفراء، نتيجة عرقلة سالم الدوسري أكثر اللاعبين تعرضاً للخشونة في اللقاء في الدقيقة 73. تراجع لاعبو النجم في الدقائق العشر الأخيرة إلى منتصف ملعبهم، خشية استقبال هدف جديد يبدد حلم اللقب العربي، مع الاعتماد على الهجمة المرتدة لتسجيل هدف الفوز، أو الوصول لركلات «المعاناة» الترجيحية على أسوأ تقدير.
وفي الوقت المحتسب بدل ضائع وبينما يستعد الجميع لركلات الترجيح، أحرز محمد المثناني لاعب النجم الهدف الثاني «الصادم»، من هجمة مرتدة وسط احتجاج لاعبي الهلال، في الوقت الذي أيدت تقنية «الفار» قرار حكم اللقاء، ليمنح النجم فوزاً بأغلى الألقاب.

العريبي: كأس زايد شرف لكل عربي
أكد كريم العويبي لاعب النجم الساحلي، أن الفرحة بكأس زايد للأندية الأبطال لا توصف على الإطلاق، مشدداً على أن شرف الظفر بالكأس الغالية كبير، مشيراً إلى أن الروح القتالية العالية السبب الأساسي وراء الفوز الذي يهديه إلى جماهير تونس، والنجم على وجه الخصوص.
وقال: المباراة جاءت صعبة للغاية وحافلة بالتحديات، إلا أن اللاعبين كانوا عند حسن الظن بهم على مدار شوطي اللقاء العصيب. ووجه العويبي التحية إلى الجماهير التي حضرت بمدرجات استاد هزاع بن زايد بالعين، مشيراً إلى أنهم ألهبوا حماس اللاعبين داخل «المستطيل الأخضر»، وكانوا السبب وراء الفوز التاريخي، خاصة أنهم أرادوا أن يرسموا البسمة على وجوههم، وأن يعودوا بانتصار عربي رائع.

الشيخاوي: يوم تاريخي
قال ياسين الشيخاوي، قائد فريق النجم الساحلي، إن المباراة كانت صعبة للغاية، مؤكداً أن الهلال السعودي فريق كبير وعريق، ولكن الأداء التكتيكي ساعد النجم في التفوق بشكل واضح خلال المباراة، ووجه التهنئة إلى الجماهير التونسية، مشيراً إلى أنها كانت المحرك الدائم للاعبين داخل المستطيل الأخضر.
وأكد أن الأمس يوم تاريخي في سجلي الكرة التونسي والنجم الساحلي، مؤكداً أن البطولة كانت هدف الفريق منذ اليوم الأول للمشاركة فيها.

كريم العواضي: الجائزة للجماهير
قال كريم العواضي، لاعب النجم الرياضي التونسي، إن فريقه اجتهد وحصد ثمار اجتهاده، من خلال التتويج بهذا اللقب الغالي، وشدد على أن اللاعبين تعاهدوا على تقديم اللقب هدية لجماهير النادي في مدينة سوسة، واعداً عشاق فريقه باحتفالية خاصة معهم هناك في سوسة معقل النجم. وشدد على أن التتويج بهذا اللقب الغالي على حساب فريق بحجم الهلال، يؤكد أن الفريق قوي وقادر على مواجهة كل التحديات وعبور كافة الصعوبات، مهما كان حجمها ومهما بلغت صعوبتها.

الاتحاد