تقدمت شركة هواوي الصينية العملاقة بدعوى لقاض اتحادي في ولاية تكساس الأميركية تطعن فيها على قرار حظر الوكالات الاتحادية الأميركية والمتعاقدين من شراء معداتها، باعتباره “ينتهك الدستور”.
ونقلت وكالة أنباء بلومبرج عن الشركة أن الحظر يعرقل عقودها الحالية، ويوصم هواوي وموظفيها باعتبارهم “أدوات” للحكومة الصينية.
وتابعت الشركة أن ذلك الحظر يهدد قدرتها على العمل في الولايات المتحدة.
وقال سونغ ليوبينغ أمام الصحافيين في مقرّ الشركة في شينزين في جنوب الصين أن “النظام القضائي هو الملجأ الأخير لتحقيق العدالة. هواوي لديها ثقة باستقلالية ونزاهة النظام القضائي الأميركي”.
وفي وقت سابق الأربعاء، نقل التلفزيون الحكومي “سي سي تي في” عن سونغ ليوبينغ تنديده بالإرادة الواضحة لإدارة ترامب “طرد هواوي من السوق الأميركية” والحظر “المتسلط” الذي يستهدف عمليات شراء معداتها من جانب الوكالات الفدرالية.
ويأتي هذا الإعلان الأربعاء في الوقت الذي تواجه فيه الشركة الصينية الرائدة عالمياً في تقنية شبكة اتصالات الجيل الخامس، سلسلة جديدة من الهجمات من جانب واشنطن.
وفي خضمّ الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، أدرجت إدارة ترامب هواوي على لائحة الشركات المشبوهة في خطوة تمنع الشركات الأميركية من بيع هواوي معدات تكنولوجية.
وهذا الإجراء يهدد استمرارية هواوي نفسها إذ إن الشركة الصينية المصنعة لمعدات اتصالات وهواتف ذكية وحواسيب محمولة، تعتمد بشكل كبير على قطع مصنّعة في الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلامية أن شركتي “كوالكوم” و”انتل” وهما من بين أهمّ الشركات المصنّعة للرقائق الإلكترونية، أعلنتا أنهما لن تتعاملا مع الشركة الصينية، بعد مهلة وقف التنفيذ لتسعين يوماً التي منحها البيت الأبيض.
ومنذ عام 2018 تستهدف واشنطن المجموعة الصينية. وتشتبه إدارة ترامب من دون إعطاء أدلة، بأن الشركة تسمح لأجهزة الاستخبارات الصينية باستخدام بياناتها بهدف التجسس على الاتصالات عبر الشبكات النقالة في العالم.
وتثبت المعركة التي بدأها العملاق الصيني أمام القضاء الأميركي أنه مستعدّ لاستخدام كل الوسائل المتاحة لعدم استبعاده من السباق في السوق الرئيسية لتقنية الجيل الخامس “5 جي”.
واتهم سونغ ليوبينغ الأربعاء إدارة ترامب بأنها “تستخدم كل الوسائل التي تملكها، الحكومة والإدارة والقنوات الدبلوماسية. يريدون أن نفلس”. وأضاف “هذا أمر غير طبيعي. يكاد ذلك أن يكون أمراً لم نر مثله في التاريخ”.
وكان ترامب أعلن “حالة طوارئ وطنية” تمكنه من معاقبة شركات يرى إنها تشكل “خطراً غير مقبول على الأمن القومي للولايات المتحدة”، وهي خطوة يرى محللون إنها تستهدف هواوي بشكل جلي.
وأعلنت وزارة التجارة الأميركية في الوقت نفسه حظراً على تعامل الشركات الأميركية مع هواوي ونقل التقنية إليها، ثم أرجأت تنفيذ القرار لمدة 90 يوماً.
الاتحاد