شارك معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التحضيري للدورة الـ / 14/ للقمة الإسلامية العادية الذي عقد مساء أمس في قصر المؤتمرات بجدة.

وأكد معالي الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية رئيس الاجتماع – في كلمته الافتتاحية – إن عالمنا الإسلامي يمر بتحديات ومتغيرات بالغة الدقة والخطورة ومنها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية وازدياد أعداد اللاجئين والنازحين وانتشار آفة الإرهاب والتطرف والطائفية التي تتطلب منا وقفة جادة لدراسة أبعادها وتداعياتها من الجوانب كافة واتباع أفضل السبل الممكنة لمعالجتها ومواجهتها بحزم وقوة من خلال وحدة الموقف والجهود وتكثيفها.

كما أكد معاليه أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى .. مشيرا إلى أن المملكة تولي اهتماما كبيرا للاستقرار في اليمن وتأسف لاستمرار الانقلاب على الشرعية من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الذي يعد مثالا واضحا على استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها والمواثيق الدولية.

وأضاف أن تلك التدخلات أدت لتزايد معاناة الشعب اليمني مجددين التأكيد على تأييدنا لمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول لحل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ونتائج اجتماعات ستوكهولم.

وأكد وقوف المملكة مع جمهورية السودان ودعم المجلس العسكري الانتقالي والإجراءات التي اتخذها في مصلحة الشعب السوداني.. مضيفا أن المملكة تقف مع كل جهد مخلص يسعى لإيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا.. مشيرا لموقف المملكة الثابت في دعمها لسيادة ووحدة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي.

من جهته أعرب معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن تقديره وامتنانه لاستضافة المملكة العربية السعودية لأعمال هذه القمة واجتماعاتها التمهيدية .. منوها بالدعم الكبير والمتواصل الذي تقدمه المملكة للمنظمة وإسهاماتها السخية في خدمة القضايا الإسلامية.

وقال إن التطورات التي تشهدها بعض الدول الأعضاء يدعونا إلى تكثيف مشاوراتنا بمزيد من التنسيق وتكثيف الجهود لإرساء الأمن والسلام في منطقتنا حتى نضمن العدالة والعيش الكريم والتنمية والتطور للأجيال الحالية والقادمة .. مؤكدا أن هذه التطورات لا يجب في أي حال من الأحوال أن تبعدنا عن قضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية فيجب تنسيق الجهود وتضافرها من أجل صياغة موقف دولي ضاغط باتجاه تكريس إرادة السلام.

وأكد أن التطرف والإرهاب يظل من أكبر المخاطر التي تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط تحديدا والعالم عموما وتقوض تلك المخاطر تماسك المجتمعات وتعطل نمو الدول الأعضاء وتستنزف طاقاتها ومقدراتها فيجب تنسيق الجهود في مكافحة آفة التطرف والإرهاب والتصدي لكل أشكالها وفق إستراتيجية شاملة.

ودعا معاليه إلى المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمجتمع الدولي لبلورة معالجة شاملة تركز على محاربة أشكال التمييز والتطرف والفهم الخاطئ للدين والقضاء على مشاعر الإقصاء والغربة الفكرية والعمل على إشاعة قيم التسامح والاعتدال وتشجيع الحوار بين الثقافات والأديان.

وأضاف أن انعقاد القمة الإسلامية في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم وعلى هذه الأرض الطيبة المقدسة يعكس حرصاً واضحا من المملكة العربية السعودية بالتعاون والتنسيق مع بقية البلدان الإسلامية على النهوض بواقع عالمنا الإسلامي والارتقاء به.

وام