نشرت دار «فايكنج» البريطانية، قبل أيام، أحدث رواية للكاتبة التركية إليف شافاق (مواليد فرنسا 1971) بعنوان «10 دقائق 38 ثانية في هذا العالم الغريب».
وتعتبر شافاق اليوم، وبعد سلسلة روايات أهمها رائعتها «قواعد العشق الأربعون» التي أصدرتها عام 2009 في الولايات المتحدة الأميركية، وترجمت إلى العربية عام 2012، من أهم الروائيات في العالم، وأكثرهم إثارة للاهتمام على المستوى الجماهيري والنّقدي، علماً بأن معظم أعمالها حظيت بترجمات إلى عدة لغات وصلت إلى نحو 45 لغة.
وقد صف الكاتب والناقد البريطاني الشهير فيليب ساندز، رواية إليف الجديدة «10 دقائق 38 ثانية في هذا العالم الغريب» بأنها «عمل أدبي رفيع ورائع، على درجة عالية من القوة والجرأة والجمال والشفافية، يتمحور حول جوهر الحياة».
وقالت البرلمانية والكاتبة البريطانية هيلينا كيندي: «هذه الرواية تعدّ كرنفالاً حيّاً عن الحياة والموت والقسوة والعطف والحب والسياسة والإنسانية العميقة». فيما وصف المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان مدير مركز الدراسات البيزنطية في جامعة أكسفورد الرواية بأنها «خاطفة ومؤثرة، تمت كتابتها بعناية وتركيز شديدين، وتدور حول مجموعة من الشخصيات التي تعكس تنوّع المجتمع التّركي في الوقت الرّاهن».
في مسيرة شافاق نحو 18 كتاباً، من بينها روايات جاءت أكثر مبيعاً في بورصة الكتب العالمية مثل: «لقيطة إسطنبول»، «بنات حواء الثلاث»، «حليب أسود»، «قصر الحلوى»، «الصوفي»، «الفتى المتيم والمعلم»، «أنا وسيدي».
وبحسب ما جاء في تعليقات النقّاد البريطانيين الذين اطلعوا على الرواية قبل صدورها، فإن هذا الرواية، تعتبر من أنضج أعمال شافاق، لأنها قدمتها بطريقة السهل الممتنع من خلال سرد جميل وصادق وبشكل لم نعرفه من قبل. وفي التقدير العام أن كل من سيقرأ هذا العمل الأدبي الرفيع المكتوب بالإنجليزية، سيشعر وكأنه يجلس أمام أكثر كاتبة تركية جرأة وشفافية وصراحة وصدقاً، وكأنه أيضاً يستمع لحديثها الحميمي، ويشعر به، لما يحتويه من متعة وإثارة ومفردات مزدوجة المعنى وتنوع الدلالات ما بين إنساني وسياسي واجتماعي، وما هو متمرد على متناقضات عصر العولمة.
إليف شافاق التي تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، حائزة على بكالوريوس في العلاقات العامة من جامعة الشرق الأوسط التقنية، وماجستير في دراسات خاصة بحقوق المرأة من الجامعة ذاتها، ودرجة الدكتوراه في العلوم والفلسفة السياسية، ودرَّست في جامعات عديدة، في تركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية. وهي الآن تشغل منصب أستاذة في الأدب الأوروبي المقارن في جامعة أكسفورد.
وفي مقالة لها نشرت في صحيفة «تيليغراف» البريطانية، قدّمت شافاق 12 نصيحة ذهبية في الكتابة، أهمها في تقديرها: أن الكتابة هي تكريس للعزلة، اختيار للانطواء على الانبساط، أن تفضّل الخلوة لساعات وأيام وشهور وربما لسنوات على المرح والسعادة والحياة الاجتماعية، الكتّاب ربما يحبّون الثرثرة والقيل والقال، كونها تشكّل مادة خام لهم للكتابة، لكن فعل الكتابة النّقية والاتصال مع الذات يحتاج لعزلة خاصة. تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تؤخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقاً.
الاتحاد