فضيلة المعيني

بكل المقاييس تستحق قمة الرياض أن تحمل لقب القمة الاستثنائية، قمة غلب فيها العقل والمنطق والحرص على المصالح المشتركة، وأعلن حكماء المنطقة إنهاء الخلاف مع دولة قطر وعودة السفراء الثلاثة إلى الدوحة، والمياه إلى مجاريها، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية، التي تبقى على الرغم من أي شيء وكل شيء هي الأكثر قوة وثباتاً.
اتفاق الرياض التكميلي، لا شك أنه اتفاق يحقق المصلحة المشتركة، واجتماع القادة في الدوحة الشهر المقبل سيزيل آثار ما تبقى من الأزمة الخليجية، التي أراد لها المغرضون أن تعصف بعلاقات قوية وروابط متينة، هي أقوى من كل المحاولات التي فشلت ولن تتمكن من المساس بما يربط بين أبناء المنطقة.
الخليج بفضل قادة حكماء حبا الله بهم المنطقة، عملوا وأسسوا وأكملوا رحلة طويلة في مسيرة لا تقبل التعطيل، لن يتوقف ولن يضعف أمام عواصف تهب عليه من هنا وهناك، وسيبقى الأساس على الدوام قوياً راسخاً، يتحمل رياحاً هوجاء.
نثمن جميعا مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، ودعوته إلى اجتماع قمة الرياض لتقويم وتعزيز مسيرة التعاون والتكامل الخليجي، وحرصه على وحدة الصف، وستبقى جهود الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وحرصه على البيت الخليجي، محل تقدير دول وشعوب المنطقة.
وسيحفظ لهما التاريخ أدواراً قاموا بها منعت اتساع الصدع في منطقة لا تحتمل غير الوحدة. وسنبقى دوما في الإمارات نفخر بالحكمة التي تتحلى بها قيادتنا، التي تجاوزت الصغائر ووضعت المصلحة العامة فوق كل شيء، ورأت في أمن المنطقة واستقرارها خير شعوبها ورخائها.
ما حدث قد حدث، والحمد لله على عودة العلاقات التي يجب أن تكون نصب الأعين، ويتفق الجميع على أن قدر هذه الدول بحكوماتها وشعوبها أن تتفق، ولا شيء أمامها غير الوحدة، وأن الخلاف بين الأشقاء وارد بلا شك، شرط ألا يطول ولا تكون حدته على ح ساب ثوابت تاريخية لا بد أن يكون الحرص عليها كبيراً.
وليمُت غيظاً وكمداً من أراد بخليجنا الشر وبوحدتنا التفرقة، ويدرك أن البيت الخليجي متحد، وأن السفينة ماضية إلى بر الأمان بحكمة وحنكة ربانها.