باشرت شرطة دبي التحقيق في وفاة طفل آسيوي، يبلغ ست سنوات، نتيجة تركه في حافلة تابعة لمركز لتحفيظ القرآن، في منطقة القوز، بعد نزول الأطفال منها وإغلاق أبوابها. وامتدت الفترة التي نسي فيها الطفل المتوفى داخل الحافلة تسع ساعات تقريباً، منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً، ليُعثر عليه وقد فارق الحياة.
وقال مصدر من شرطة دبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الواقعة حدثت صباح أمس، عندما سمح المشرف الجديد للحافلة لطلبة المركز الموجودين فيها بالنزول منها، دون أن يتفقد مقاعدها للتأكد من خلوها. ولسوء الحظ، فقد كان الطفل نائماً – على الأرجح – على أحد المقاعد. أما السائق فتوجه إلى مسكنه، عقب نزول الطلاب مباشرة، وقادها مجدداً إلى مكان المركز، ليقل طلاب المركز إلى بيوتهم. وحينما دخل الطلبة إلى الحافلة، فوجئوا بزميلهم متوفى على المقعد.
وأضاف المصدر أن الدوريات المختصة من مركز شرطة بر دبي والطب الشرعي والبحث الجنائي انتقلت إلى موقع الحافلة، فور تلقي بلاغ بالواقعة، وبادرت بفحص جثمان الطفل.
وبسؤال الطبيب المختص عن سبب عدم محاولة الطفل فتح الزجاج، أو الاستغاثة، رجح احتمال تعرضه لحالة إعياء بالغة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وإصابته بإغماء، ومن ثم وفاته نتيجة ذلك.
وأكد المصدر أن هناك حالة إهمال واضحة من المشرف وسائق الحافلة، لافتاً إلى التحقيق معهما في الواقعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههما.
من جانبها، أكدت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، في بيان لها أمس، أن المسؤولية – إلى حين انتهاء التحقيقات – تقع على عاتق المركز، لافتة إلى أنها تشرف فنياً على مجموعة من المؤسسات الإسلامية، ومراكز التحفيظ.
وذكرت أنها تتابع الحادث، راجية الانتظار إلى حين انتهاء الجهات المختصة من التحقيق مع إدارة المركز للنظر في ملابسات الحادث.
وتكرر هذا النوع من الحوادث، خلال السنوات الأخيرة. فقد توفيت طالبة روضة أولى في مدرسة خاصة بأبوظبي، عام 2014، داخل حافلة مدرسية اختناقاً.
وذكرت إدارة المدرسة، حينها، أنها اكتشفت جثة الطالبة «نزيهة»، وهي هندية، داخل الحافلة، خلال مراجعة الغياب والحضور، وأوضحت أنها حصرت الحضور، وقارنت كشوف الفصول مع الكشوف الخاصة بمشرفات الحافلات، ووجدت أن الطالبة حاضرة في كشف الحافلة وغير موجودة في كشف الصف، فبدأت عملية البحث عنها، والتواصل مباشرة مع مسؤولي شركة النقل المدرسي.
ونجا طالب مواطن في مرحلة الروضة، يدرس في إحدى مدارس مدينة العين، من الموت بعد نسيانه داخل الحافلة التي أقلته من منزله إلى مدرسته، إذ أوصدت الأبواب فيما كان يغط في نوم عميق داخل الحافلة، وأصيب الطفل بحالة من الفزع عندما استيقظ من نومه ووجد نفسه وحيداً، فبدأ في البكاء والصراخ، ما أثار انتباه سائق خلال مروره قرب الحافلة، وقد سارع السائق لفتح باب الحافلة وإخراج الطالب منها، وهو مصاب بإعياء شديد.
وأكد مجلس أبوظبي للتعليم، آنذاك، أن إجراء عملية تفتيش سريعة من مشرفة أو مشرف الحافلة لن يستغرق أكثر من دقيقة، لكنه قد ينقذ حياة كاملة.
وأظهرت إحصاءات رسمية، حول الحوادث التي تعرض لها طلبة مدارس حكومية وخاصة خلال عام 2008 على مستوى الدولة، وفاة أربعة طلاب في حوادث متفرقة لحافلات مدرسية أثناء الدوام الدراسي. تضمنت وفاة طفل بالروضة داخل الحافلة المدرسية، حيث كان متمدداً على المقعد الخلفي ولم ينتبه إليه السائق بعد نزول الأطفال إلا بعد ثلاث ساعات من وقت الوصول، وبينت تحقيقات الشرطة أن الطفل توفي نتيجة الاختناق داخل الحافلة.
كما توفي طالب يبلغ ثلاث سنوات ونصف السنة في الروضة الأولى، في إحدى المدارس الخاصة بمدينة العين، بعد أن دهسته الحافلة المدرسية. وجاء في تفاصيل الحادث أن الطفل تعرقل أثناء نزوله من الحافلة، واستقر جسده أسفل العجل الخلفي، وأغلقت المشرفة باب الحافلة، وتحرك السائق دون أن ينتبها إلى الطفل، ما أدى إلى وفاته أمام باب منزل ذويه.
الامارات اليوم