هوت أسهم شركة “سامسونج” الكورية الجنوبية أمس وخسرت 12 مليار دولار، بعد أيام فقط من صدور حكم قضائي في الولايات المتحدة بتغريمها لاتهامها بالاستيلاء على مزايا اختراع لشركة “آبل”.

وفي مستهل أول جلسة ببورصة سيؤول منذ صدور الحكم القاضي بتغريم “سامسونج” أكثر من مليار دولار. انخفضت أسهم الشركة بنحو 7%، وقارب هذا الانخفاض خلال الجلسة 8%. ويعد انخفاض أسهم الشركة الكورية الجنوبية – وهي الأكبر في العالم من حيث الإيرادات في مجال التكنولوجيا- الأكبر في أربع سنوات.

وقال متعاملون في بورصة سيؤول إن سهم “سامسونج” شهد أمس تعاملات فاقت ضعف متوسط التعاملات الأسبوعية. وكانت محكمة في سان خوزيه بكاليفورنيا قضت يوم الجمعة الماضي بأن “سامسونج” نسخت ست براءات اختراع، في مجال الهاتف المحمول والحاسوب اللوحي لشركة “آبل”، وغرمتها 1,05 مليار دولار.

وتواجه الشركة الكورية الجنوبية مزيداً من الإجراءات العقابية التي قد تضر بمبيعاتها من الجيل الجديد من هاتفها المحمول “سامسونج” جالاكسي إس 3”. ويتوقع أن يصدر الحكم النهائي في النزاع بين “سامسونج” و”آبل” خلال أشهر، ويقول محللون إن القضاء الأميركي قد يزيد الغرامة الأولية على الشركة الكورية إلى ثلاثة أضعاف.

ولا يستبعد محللون أن يشمل الحكم النهائي المنتظر حظر بيع منتجات رئيسية للشركة الكورية الجنوبية وعلى رأسها “جالاكسي إس 3”، وهو ما قد يكبدها خسائر مالية مهمة.

وقال محللون ماليون إنه في حال فرض إجراءات عقابية إضافية على “سامسونج” فإن مداخيلها ستتعرض للتناقص بدءاً من الربع الأخير من هذا العام. وكان محللون قالوا عقب الحكم الصادر في الولايات المتحدة إن الغرامة الأولية التي فرضت على سامسونج لن تؤثر على توازناتها المالية.

ويتوقع أن تزيد شركتا “نوكيا” الفنلندية و”مايكروسوفت كورب” الأميركية مبيعاتهما من الهواتف الذكية في الولايات المتحدة في دفعة هما في أمس الحاجة إليها في ظل احتمال فرض حظر على بيع منتجات شركة “سامسونج إلكترونيكس” الكورية الجنوبية ووقوع شركات إنتاج الهواتف لضغوط للبحث عن بدائل لنظام التشغيل “أندرويد” الذي تنتجه شركة “جوجل”.

وتعد “سامسونج” الشركة المهيمنة في إنتاج الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل “أندرويد”. وكانت هيئة محلفين محكمة اتحادية بالولايات المتحدة وجدت يوم الجمعة الماضي أن “سامسونج” انتهكت ست براءات اختراع خاصة بالهاتف المحمول لشركة “آبل” وطالبت بتعويض الشركة الأميركية بمقدار 1٫05 مليار دولار. وفي جلسة الاستماع التي ستعقد خلال سبتمبر. سينظر القاضي في طلب “آبل” بفرض حظر على بيع بعض منتجات سامسونج مثل أجهزة الهاتف المحمول من طراز “جالاكسي” بعد أن وجدت هيئة المحلفين أن “سامسونج” قامت بنسخ تكنولوجيا تستخدمها أبل في أجهزتها “آي باد” و”آي فون”.

ونقلت وكالة أنباء “بلومبيرج” الاقتصادية عن كارولينا ميلانيسي لدى شركة جارتنر للأبحاث قولها إن بعض منتجي الأجهزة التي تعمل بنظام “أندرويد” قد يتحولون إلى استخدام منصات مثل “ويندوز 8”، الذي تنتجه “مايكروسوفت” تجنباً لرحلة مشابهة إلى ساحة القضاء. وأضافت “أنا متأكدة أن البائعين لأجهزة نظام أندرويد يتساءلون عن المدة التي ستكون متاحة قبل أن يصبحوا هدفاً لأبل. ذلك قد يدفع بعض البائعين للنظر في نظام التشغيل (ويندوز فون 8) كبديل”.

وقفز سهم شركة “نوكيا” بنسبة كبيرة بلغت 10% خلال تعاملات بورصة هلسنكي. كان السهم تراجع بنسبة 34% خلال هذا العام حتى يوم الجمعة الماضي. وصعد سهم مايكروسوفت بنسبة 0٫7% بما يعادل 30,67 دولار في التعاملات الألمانية. في حين، تراجع سهم شركة “سامسونج الكترونيكس” الكورية الجنوبية بنسبة كبيرة بلغت 7٫7% أمس بعد أن خسرت قضية انتهاك براءة الاختراع ضد “آبل” في الولايات المتحدة.

وتقول “بلومبيرج”، نقلاً عن هوراس ديديو المحلل السابق لدى “نوكيا” والذي يدير شركة “أسيمكو” لأبحاث سوق الهواتف المحمولة، إن شركة “ريسيرش إن موشن” منتجة هاتف “بلاكبيري” ستضيع عليها بشكل كبير فرصة الاستفادة من إمكانية حظر بيع منتجات “سامسونج” إذ أن أول أجهزتها العشرة من “بلاكبيري” الجديدة التي تعول عليها في اقتناص حصة من السوق لن تصل إلى الولايات المتحدة إلا خلال الربع الأول من العام المقبل.

وكانت المعركة القضائية بين “سامسونج” و”آبل” بدأت في سان جوسيه بولاية كاليفورنيا خلال أبريل 2011 عندما رفعت “ابل” دعوى على “سامسونج” لترد “سامسونج” بدعوات مضادة في صراع قضائي يمتد إلى بريطانيا واستراليا وكوريا الجنوبية. ويمكن أن يكون للحكم الصادر يوم الجمعة الماضي تأثيرات واسعة النطاق على تطور سوق الهواتف المحمولة. وقالت أكبر منتج للهاتف المحمول في العالم إنها ستسعى إلى إسقاط الحكم وإذا فشلت ستستأنف فيه. وذكرت “سامسونج” أنها أصيبت بخيبة أمل من الحكم و”سنبذل قصارى جهدنا إلى حين قبول حججنا”. وأضافت “سامسونج” أن “التاريخ أظهر أنه لا توجد حتى الآن شركة أسرت قلوب وعقول المستهلكين وحققت نمواً مستمراً عندما تكون أدواتها الأساسية للمنافسة هو الانتهاك الواضح لقانون البراءات وليس العمل على الابتكار”.

– الاتحاد