القراءة زاد الروح، لحظة السفر إلى عوالم الفكر والتبحر في المعرفة، وفي هذا العصر تعددت أساليب القراءة، خاصة أنه في الماضي كان الكتاب الورقي هو الوسيلة المتاحة للقراءة، لكن مع القفزة التي يعيشها العالم اليوم في ظل التكنولوجيا ووسائل الاتصال، أصبح الكتاب الإلكتروني متاحاً أمام الكبار والصغار، يتصفحونه في البيت وفي أثناء التنقل بالسيارة وحين الجلوس على المقهى وفي رحلات السفر، ويعده البعض وسيلة سهلة للاطلاع عبر شاشات الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
حقق الكتاب الإلكتروني انتشاراً، خاصة في أوساط الشباب، رغم أن البعض منهم لا يزال يميل إلى القراءة عبر الكتاب الورقي، فضلاً عن أن عدداً كبيراً ممن تقترب أعمارهم من الخمسين وما فوق يفضلون الكتاب الورقي، وهو ما يطرح بعض الأسئلة مثل: ما الذي يجعل الشباب خاصة يقبلون على الكتاب الإلكتروني؟ وكيف ينظر إليه الجيل الماضي في ظل تعدد سبل القراءة والاطلاع؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى التي تشغل بال أفراد المجتمع.
راحة نفسية
يقول الشاعر محمد البريكي: «يشكل الكتاب الإلكتروني محوراً مهماً في أوساط الشباب، والعديد منهم يميلون إليه، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي رسخت للقراءة الإلكترونية بشكل عام، فقد اعتاد هذا الجيل أن يتابع حساباته على (السوشيال ميديا) ويدون عبر هذه الحسابات مواجده وما يود نشره، فضلاً عن الصعود المتواصل للعالم الرقمي واجتذابه لكل فئات المجتمع»، لافتاً إلى أن القراءة عبر الإنترنت سهلة بالنسبة للشباب، لكن المشكلة الحقيقية التي تترتب على هذا النوع من القراءة تتمثل في أنها تجعل المرء في عجلة من أمره، لذا فمن الممكن أن تكون القراءة في بعض الأحيان غير واعية، فضلاً عن عدم توافر الكثير من الكتب المهمة عبر الإنترنت، ويرى أن هناك أيضاً من يستمتع بالقراءة عبر الكتاب الرقمي لكنّ هناك قسطاً كبيراً من جمهور القراء لديهم ميل قوي للقراءة من خلال الكتاب الورقي، ورغم أننا ندرك أن عجلة الزمن لا تسير إلى الوراء، إلا أن للكتاب الورقي دوره الحقيقي في بناء المعرفة، كما أن إنتاجه يمثل إضافة حقيقية في هذا العصر، مشيراً إلى أن نظرة الجيل القديم للكتاب الورقي مختلفة لكون الكثير منهم متمسك به، على اعتبار أنه يمثل نوعاً من الراحة النفسية.
تزود معرفي
ويبين الروائي محمد الهاشمي، أنه يقرأ أحياناً من خلال المواقع التي تحتوي على كتب رقمية، لكنه لا يستمتع بها، خاصة أنه اعتاد القراءة عبر الكتاب الورقي الذي يأنس برائحته وكتلته التي يلمسها بيده، وأنه ليس ضد القراءة الإلكترونية، حيث إنها أصبحت وسيلة عصرية عبر (السوشيال ميديا)، لافتاً إلى أن الكتاب الرقمي حلّق في الآفاق وأصبح له دور في التزود المعرفي، إلا أن الكتاب الورقي يمثل له أهمية كبيرة، وهو يستمتع كثيراً بالتعاطي معه.
روح العصر
ويذكر إبراهيم حلمي (20 عاماً)، أنه يفضل القراءة عبر الكتاب الإلكتروني، الذي يحقق له المتعة والفائدة، حيث إنه يشعر بالراحة والتجانس معه، وأنه من كثرة تعوده على هذا النمط من القراءة لم يعد يستطع القراءة إلا بهذه الطريقة، ويرى أن شباب اليوم ارتبط بالكتاب الإلكتروني لكونه يفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت نقلة كبيرة في محيط المعلومات والتواصل الفكري والاجتماعي والإنساني، حيث إن التقنيات أصبحت هي روح العصر.
مكتبات إلكترونية
ولا تخفي عبير صلاح (27 عاماً)، أن القراءة عبر الكتاب الإلكتروني تحقق فائدة كبيرة، في ظل توافر هذا النوع من المعرفة عبر المواقع التي تحتوي على كتب قيمة لم تكن متوافرة من قبل، لافتة إلى أن عملية البحث عن كتاب أصبح أمراً سهلاً، وأنها اعتادت القراءة عبر الإنترنت، خصوصاً أن هناك العديد من الأجهزة اللوحية التي تتيح القراءة بشكل مبسط، حيث يجد المرء نفسه أمام مكتبات إلكترونية عريقة لا تتطلب أن يحملها المرء معه، بل يجدها جاهزة بمجرد ضغطة زر.
الاتحاد