خسر حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً في الإعادة لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، أمام مرشح المعارضة رغم تحريض أردوغان على مدى الأسابيع الماضية ومحاولة شق صفوف الأكراد.

واعتبر مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، أمس، أن فوزه في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول يشكل «بداية جديدة بالنسبة إلى تركيا».

وصرح إمام أوغلو للصحافيين بعدما وجه صفعة قوية إلى أردوغان عبر الفوز على مرشحه بن علي يلدريم أن «هذه الانتخابات تعني فتح صفحة جديدة.. إنها تشكل بداية جديدة».

وقال: «ليست مجموعة أو حزباً واحداً، لكن كل اسطنبول وتركيا فازت في هذه الانتخابات».

وأظهرت النتائج الأولية التي نشرتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء حصول مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على نسبة 53,69% من الأصوات مقابل 45,4% ليلدريم، بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، وحقق بذلك تقدماً بأكثر من 775 ألف صوت بزيادة كبيرة مقارنة مع آذار، عندما فاز بفارق 13 ألفاً فقط.

وتابع إمام أوغلو مخاطباً أردوغان «سيدي الرئيس، أنا مستعد للعمل معك في تنسيق تام. أطلب من هنا مقابلتك في أقرب وقت». وأضاف: «سأعمل بجد من دون تمييز ضد أي كان». وختم مردداً شعار حملته «كل شيء سيكون على ما يرام». ويعتبر محللون أن إسطنبول هي بمنزلة القلب بالنسبة لأدوغان، حيث ولد ونشأ وترعرع، كما كان رئيساً لبلديتها.

إقرار بالهزيمة

من جانبه، أقر مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم بهزيمته، وهنأ منافسه مرشح المعارضة إمام أوغلو، وعبر عن أمله في أن يخدم المدينة جيداً.

وكانت جولة الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول انتهت وسط إقبال كبير من ناخبي المدينة على التصويت للمرشحين الرئيسيين بن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض. وبدأت عمليات فرز الأصوات فور انتهاء التصويت على أن تصدر النتائج النهائية لاحقاً.

وبحسب الهيئة العليا للانتخابات، فقد تجاوز عدد الذين يحق لهم التصويت 10 ملايين ونصف المليون ناخب، أدلوا بأصواتهم في 31 ألف مركز انتخابي، ضمن 39 قضاء في ولاية اسطنبول.

وكانت الهيئة العليا للانتخابات أبطلت فوز إمام أوغلو في انتخابات 31 مارس الماضية بعد طعون تقدم بها الحزب الحاكم بدعوى وجود مخالفات شابت الانتخابات، وهو ما نفته المعارضة ووصفت قرار إعادة الانتخابات بالانقلاب على الديمقراطية.

ولا يشكل اقتراع اسطنبول مجرد انتخابات بلدية بل أيضاً امتحاناً لشعبية أردوغان وحزبه في وقت تواجه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة. ولم يتردد أردوغان بالقول «من يفز في اسطنبول يفز بتركيا».

وكان الرهان بالنسبة إليه هو الاحتفاظ بالعاصمة الاقتصادية لتركيا البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة ويسيطر عليها حزبه منذ 25 عاماً. أما المعارضة، فترى في هذه الانتخابات فرصة لتكبيد أردوغان أول هزيمة كبيرة يمنى بها منذ 2003.

البيان