لطالما كان صنع المعرفة ونشرها في صميم رسالة المدارس لتعزيز ثقافة الإبداع ونشرها في المجتمع، ورفدها بطاقات إبداعية خلاقة.. هذا ما دفع مدرسة محمد بن مبارك لإطلاق مشروع «لوفر مبارك» لرعاية الموهوبين، كمشروع متفرد أفرز نخبة من المبدعين الصغار الذين قدموا أعمالاً فنية مستوحاة من روائع المتحف، ولاقت استحسان زوار مدرسة محمد بن مبارك للتعليم الأساسي، التي احتضنت المتحف الذي أبدعته أنامل أكثر من 35 طالباً، وضم 72 عملاً فنياً.
تشجيع على الابتكار
جاء «لوفر مبارك: الرحلة البصرية»، الذي تم افتتاحه مؤخراً بحضور مدير متحف اللوفر أبوظبي، ونخبة من الفنانين والمهتمين، ليعكس أن التعليم أساس نهضة الدولة وسر تقدمها لمواكبة مستجدات العصر والعمل على تطوير التعليم بخلق بيئة تشجع على الابتكار، يتم فيها دمج التكنولوجيا مع التعلم التفاعلي في أجواء مدرسية تدعم إبداع الطلبة، وقد وفر المشروع الفرصة للطلبة الموهوبين لتغذية طاقاتهم الإبداعية وشجعهم على تطوير مهاراتهم التقنية بمعايير اللوفر العالمية الممزوجة بثقافة الدولة، بهدف رفع كفاءة الطلاب ثقافياً وابتكارياً. وتأتي فكرة المشروع المستوحاة من اللوفر أبوظبي لتواكب تطلعات الدولة وتجسد الروابط التاريخية والمعاصرة عبر تبادل المهارات والأفكار الجديدة، وخلق الفرص لرعاية كل طالب وفق معايير اللوفر، وإنتاج مخرجات فنية وثقافة مبتكرة بمستوى عالمي برعاية معلمات الفنون البصرية بالمدرسة.
جيل متذوق
مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر أبوظبي، أبدى إعجاباً كبيراً بمواهب الطلبة المشاركين في هذه الأيقونة الصغيرة، وقال إن هذا المشروع عملت عليه المدرسة لمدة عام كامل، وبذل فيه الطلبة الكثير من الجهد، مؤكداً أن اللوفر أبوظبي يبحث عن مثل هذه الشراكات التي تؤسس جيلاً متذوقاً ومنفتحاً على مختلف الفنون، لافتاً إلى أن المتحف يفتح أبوابه لاستقبال مثل هذه المبادرات الفنية الرائعة، وجاهز لاحتضان المواهب الفنية.
وأشار إلى أن هذه الشراكة أفرزت نخبة من الطلاب الموهوبين الذين ستكون لهم مكانة فنية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، موضحاً أن مثل هذه المشاريع تعزز حضور الطلبة في المجتمع وتقودهم إلى إظهار قدراتهم في المجالات الإبداعية المختلفة، حيث إن مثل هذه المعارض مهمة لتحفيزهم وتعزيز طموحهم للوصول إلى الأهداف المنشودة.
حركة فنية عالمية
وقالت أمل الزعابي، معلمة فنون بصرية بمدرسة مبارك بن محمد، إن المشروع يعكس إبداعات الطلاب الموهوبين وقد شارك به 35 طالباً أنجزوا 72 عملاً فنياً إبداعياً، موضحة أن فكرة المشروع بدأت منذ عام 2017 بالتزامن مع افتتاح اللوفر أبوظبي، ومن هنا بدأت الفكرة وبدأنا بتعريف الطلاب على لوحات اللوفر والمعلومات الخاصة بها وبأهمية اللوفر على المستوى العالمي، وبالتالي اختار الطلبة التحف الأقرب إلى ميولهم وحاكوها بأسلوبهم الخاص، كما قمنا بتوفير حصص إضافية ليتمكنوا من إنهاء الأعمال الخاصة بهم، ومنها رسم وتشكيل خزفي بالطين، إضافة إلى مشاركة أكاديمية الفنون الإبداعية بأعمال فنية بمتحف لوفر مبارك. وعبرت أمل عن فخرها بكل ما تقدمه دولة الإمارات من دعم للمواهب الناشئة في مختلف المجالات الفنية والإبداعية، لبناء جيل واثق من قدراته ومهاراته، يمتلك كل المقومات لإنتاج الفنون والإسهام في خلق حركة فنية عالمية.
الاتحاد