ترى العديد من الأسر أن تكاليف الزواج الباهظة تدفع الشباب للإحجام عن إكمال نصف دينهم، لذا يحرص العديد من هذه الأسر في مدينة العين على إطلاق مبادرات أصيلة من شأنها أن تجسد العرس الإماراتي الذي يعبق بروح الماضي الجميل بعيداً عن الحفلات الكبرى في الصالات ونبذ المبالغة والإسراف والولائم وغيرها من المظاهر.

وذلك تماشياً أيضاً مع التقاليد العريقة للمجتمع، والحرص في الوقت ذاته على نشر ثقافة تيسير أمور الزواج ونبذ العادات والثقافات السلبية لمواجهة زيادة تكاليف الزواج.

وفي هذا الإطار بادر المواطن مطر سهيل بو حسن العامري بإقامة حفل استقبال متواضع بمنزله بمدينة اليحر في العين بمناسبة زفاف نجله الدحبة العامري إلى كريمة طبازة الدودة علي العامري، وبحضور عدد من شيوخ العوامر ومنهم الشيخ عبدالله سالم بن ركاض العامري.

والشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري، والشيخ سالم حمد بن ركاض العامري، والشيخ حمد محمد بن ركاض العامري، والشيخ نهيان محمد بن ركاض العامري، وسهيل حمد بن مرزوق العامري، وعدداً من الأقارب والمعارف والأصدقاء.

خفض التكاليف

وتفصيلاً تم بالاتفاق بين أسرة العريس والعروس على إقامة حفل الزواج في المنزل بعيداً عن التكاليف ومظاهر البذخ، إضافة إلى تقديم مقدم صداق ومؤخر متواضعين. ويأتي ذلك استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة في خفض تكاليف الزواج وخاصة المهور، وتخفيف الأعباء المادية وعدم الإسراف في حفل الزفاف ومستلزماته.

حيث اقتصرت الدعوة في المنزل على المقربين من الأسرتين وأعيان قبيلة العوامر، دون وجود الكوشة والفستان والفِرق الفنية وغيرها من الأشياء الاحتفالية، وهي مبادرة تحد من العادات السلبية القائمة على المباهاة والتفاخر.

كما كانت ردة فعل الحضور من أسرة وذوي العروسين إيجابية رغم مقدرة الزوج واستطاعته المادية، كما بارك الضيوف لكل من والد العروس والعريس، وأشادوا بموقف والد العروس الذي يستحق الثناء والتقدير، لما يحمله من دلالات وقيم ومثل أصيلة، متفقين على أن تكاليف الزواج الباهظة اليوم أصبحت تشكل عبئاً مادياً وهمّاً معنوياً على كاهل الشباب، كما أن تكوين أسرة سعيدة حلم كل شاب وفتاة، ولكن المنغصات هي التي تعرقل وجود هذا الحلم عندما تكون بداية حياة الأسرة مثقلة بديون كبيرة.

توعية

من جهته، قال الشيخ الدكتور سالم بن ركاض العامري لـ «البيان»: «ينبغي التوعية الفعلية بالابتعاد عن الإسراف والتبذير وكل العادات الدخيلة على مجتمع الإمارات. فالأصل في المجتمع الإماراتي هو القناعة والرضا والاستغناء عن جميع مظاهر التفاخر».

منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هناك الكثير من المواقف للوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الاتحاد، طيب الله ثراه، بعدم الإسراف في تكاليف الزواج، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تكوين أسر جديدة متعافية اقتصادياً واجتماعياً منذ البداية».

مشيداً في الوقت ذاته بحرص الأسر في المجتمع الإماراتي على تزويج بناتها بلا تكاليف زواج باهظة، أو حتى من دون أن تكون هناك حفلة للزفاف بحيث تخصص قاعة للنساء وأخرى للرجال بهدف التيسير عليهم، وبدء حياة زوجية سعيدة بلا منغصات نفسية أو مادية. إلى جانب التخفيف من أعباء حفل الزفاف المادية على العريس.

بدوره، أوضح سالم الريس العامري، مدير هيئة الهلال الأحمر فرع العين، أن التيسير في متطلبات الزواج وخاصة من جانب العروس وأهلها له أثر كبير في تقدير الزوج للطرفين، خاصة إن كان المتقدم لطلب الزواج طيب الخلق، ويُشهد له بالاحترام، ويقدس رابط الزواج، وقادر على أن تحمل المسؤولية الزوجية.

كما أشار الفنان خلف الأحبابي إلى حرص بعض الأسر لاسيما في العين والمجتمع الإماراتي عموماً على طلب مهور رمزية من المتقدمين لخطبة بناتهم، كتقديم مصحف، أو حفظ سور من القرآن الكريم، وذلك بهدف التيسير عليهم، وبدء حياة زوجية سعيدة بلا منغصات مادية. منوهاً إلى ضرورة التوعية الفعلية بالابتعاد عن الإسراف والتبذير وكل العادات الدخيلة على مجتمع الإمارات.

البيان