“ليس لدينا أهرامات” عنوان مثير فوق مقال جذب نظري فقرأته عدة مرات لأجد نفسي في حالة ابتهاج واطمئنان وأنا أردد في همس : نعم ليس لدينا أهرامات في الإمارات لكن البلاد نجحت – ومنذ سنوات – في استقطاب ملايين السياح وهو ما حفزني لكتابة هذه السطور التي سأعرض فيها تفسيرا مباشرا لما تحمله معاني السفارة في عنوان مقالتي.
كنت في ذلك الصباح اتنقل بين مواقع الصحف العربية فوقع نظري على ذلك المقال قبل أن تستوقفتني فيه عبارة على لسان اللواء محمد المرى مدير الإقامة وشؤون الأجانب في دبي أوردها الكاتب الصحفي والصديق العزيز محمود الحضري في مقال نشرته إحدى الصحف العربية قبل أيام تحت عنوان “ليس لدينا أهرامات” وهو عنوان حفزني على قراءة سطور المقالة عدة مرات تخللت كل قراءة منها عملية قياس لمدى دقة المقالة وأيضا العبارة في تجسيد الواقع في الإمارات عامة وفي إمارة الفجيرة بشكل خاص في قطاع اقتصادي حيوي هو السياحة والضيافة.
أما العبارة التي توقفت عندها طويلا فكانت قول اللواء المري: “لا نملك أهرامات، ولا برجا مائلا في دبي، لكننا نمتلك رؤية واضحة في تقديم خدمات مميزة، نستقطب من خلالها المستثمرين والأعمال”.
وجاء تعليق الكاتب عليها مؤكدا لنجاحات الإمارات – جميعها وبلا استثناء – في تطبيق ما تضمنته العبارة بسعة فكر وقوة عزم فقد قال كاتبنا وبالنص : “باختصار شديد تترجم تلك العبارة بروز اقتصاد جديد يسمى “اقتصاد الخدمات” والذي يعتمد في مكوناته على قطاعات بينها السياحة والإمداد والتموين، وتجارة الترانزيت، والخدمات اللوجستية، وهذا في مجمله ليس بحاجة إلا لإدارة جيدة، ورؤية واضحة تتسم بالجودة وجدول أعمال واقعي يخضع للحساب والثواب والعقاب.”
ويأخذني الكاتب إلى بعيد حين يستشهد بعبارة أخرى سمعها من المرحوم رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق حول سؤال طرحه عليه حول كيفية نجاح دولة في تحقيق طفرة اقتصادية، في ظل المتغيرات الاقتصادية والعولمة، إذ رد الحريري بقوله:”أن تبتكر لها وظيفة إما “سياسية” أو “ترانزيت ” أو “لوجستيه”، انطلاقا من المميزات النسبية لها”.
وفي نهاية قراءاتي للمقال وجدت نفسي في مواجهة مع واقع عايشته في إمارة الفجيرة على مدى عشر سنوات متواصلة عاصرت فيها حركة مذهلة لشغل موقع ودور على خارطة العالم وفعالياته أي بمعنى آخر تأسيس وظيفة بارزة ومهمة ومؤثرة في عالم العصر ومتغيراته.
وصحيح أنه ليس لدينا هنا أهرامات في الفجيرة لكن حكومة الإمارة استطاعت بحكمة وكفاءة ومهارة أن توجد منتجا سياحيا جاذبا وصلت به إلى شهرة كبيرة تحققت بها ماخططت له باقتدار في قطاع حديث في منطقة الخليج بشكل عام هو قطاع السياحة لتصبح إمارة الفجيرة وجهة رئيسية ومحطة دائمة على خارطة وأجندة السياحة العالمية رغم أنها لا تملك هرما واحدا لكنها تمتلك عناصر عدة وظفتها خير توظيف في جذب أنظار العالم بسياحه ومستثمريه إلى هذه البقعة المتميزة.
وأصل وإياكم إلى تفسير للعنوان وأعرف أن الكل هنا يعرف منطقة العقة ويدرك أنها من المواقع السياحية المهمة في إمارة الفجيرة لكنني أتصور أن كثيرين قد يستغربون توظيف “العقة” بدرجة سفير وهو ما سأوضحه في سطوري التالية.
مع تزايد أعداد السياح في الفجيرة حظيت فنادق ومنتجعات منطقة “العقة” بالنصيب الأوفر من زوار الإمارة الذي يقارب عددهم المليون سائح سنويا وهو ما يعني أن المنطقة هي الأكثر جذبا للقادمين إلى الإمارة سواء من خارج الدولة او داخلها لتصبح المنطقة هي الأشهر سياحيا على المستويين المحلي والعالمي.
ومن جانب آخر فإن “العقة” بمنتجعاتها وفنادقها كانت هي الموقع المختار لفعاليات وضيوف مهرجان فني عالمي هو مهرجان الفجيرة للمونودراما منذ بدايته عام 2003 حتى اليوم وهو أيضا مناسبة تلتقي فيها شخصيات فنية وثقافية وإعلامية من شتى بقاع العالم .
وعلاوة على هذا كله فإن اسم “العقة” الذي اقترن باسم فنادق تابعة لشركات عالمية كبرى أصبح حاضرا وبقوة في كل المعارض الدولية من خلال مشاركات هيئة الفجيرة للسياحة والآثار الحريصة دائما على أن تقدم لرواد المعارض في شرق العالم وغربه صورة النهضة السياحية التي تعيشها إمارة الفجيرة في إطار الازدهار العام في مختلف المجالات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع السياحي.
وعندما نجمع ما جاء في الفقرات الثلاث الأخيرة من هذا المقال والتي تحدثنا فيها عن “العقة” سنجد أنها بالفعل قد أصبحت سفيرة الفجيرة في كل المحافل الدولية فالسياح يعرفونها وينجذبون إليها ، والفنانون والمثقفون والإعلاميون يتذكرونها وهم يتحدثون عن استضافة فنادقها لهم ، كما أن رواد معارض السياحة العالمية ،من مستثمرين في مجال الضيافة أو عشاق للسفر والتجوال ، يضعونها ضمن خطط مشاريعهم وإجازاتهم.
وباختصار شديد فإن إمارة الفجيرة نجحت في توظيف “العقة” لتصبح هذه المنطقة على درجة “سفير” متجول رغم أن المنطقة ثابتة في مكانها في أحضان بحرها وجبالها وهنا علينا أن نعود للفقرات الأولى من هذا المقال ففيها الإفادة حول توظيف المكان وابتكار الفعاليات التي تجعله محط الاهتمام والأبصار.
– مدير عام فندق ميرديان العقة