بمشاركة 86 شخصا من 27 دولة حول العالم، أبحرت 3 إماراتيات إلى مدينة أوسلو بالنرويج، في رحلة استكشافية للتعرف على آثار الاحتباس الحراري وتأثيره على البيئة والكائنات الحية التي تعيش في هذا النطاق، والعمل على مشاريع تحد من هذه الظاهرة.
طبيعة النرويج
أميرة الهرنكي الحاصلة على بكالوريوس أمن المعلومات وطالبة ماجستير في الأمن السيبراني بجامعة زايد، الرحلة بالنسبة لها هي الثالثة مع العالم البيئي روبرت سوان، حيث شاركت في رحلتين إلى القارة القطبية الجنوبية التي تعرف بـ«أنتارتيكا» سابقاً عامي 2015 و2016، وعن ذلك تقول: «تتميز النرويج بجمال الطبيعة، والأماكن السياحية الساحرة التي توجد بها، والتي تحتاج إلى عدة رحلات للتعرف عليها، فهي مثال لمكان المثالي لكل شخص يعشق الطبيعة، حيث تشتهر بالسهول والجبال، والأماكن الرائعة التي تعمل على جذب السياح.
وتضيف الهرنكي: «خلال الرحلة تم التعرف على أعضاء فريق التنظيم والقائمين على هذه الرحلة، والأعضاء المشاركين، وهذه الرحلة منظمة من قبل أشخاص مختصين بمجال العلوم والبيئة منهم العالم البيئي الشهير روبرت سوان وابنه، وهما لديهما برنامج ينظمانه من فترة لأخرى تابع لمؤسسة روبرت سوان، الذي يحمل اسم «برنامج الريادة على الحافة 2041».
الاحتباس الحراري
تتابع الهرنكي، قائلة: إن الرحلة بدأت من مدينة أوسلو في النرويج، ومن ثم إلى جزيرة سفالبارد التي تبعد 3 ساعات تقريبا من مدينة أوسلو، وهي تتكون من مجموعة جزر متقاربة في دائرة المحيط المتجمد الشمالي، وتعد من أكبر الجزر تليها جزيرة نورداوستلاندت وإدغويا. وتضيف: «بدأت رحلتنا الاستكشافية من جزيرة سفالبارد متجهين إلى أبعد نقطة شمالا عبر المحيط المتجمد الشمالي، على متن سفينة ناشونال جيوغرافيك الاستكشافية»، موضحة أن الهدف من الرحلة، الدعوة إلى التسامح، باعتباره ليس مقصورا على شعوب أو ديانات بعينها، بل يشمل كل البشر، ومن هنا علينا التسامح مع البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة، فقررنا الذهاب إلى هذه الرحلة الاستكشافية للتعرف على آثار الاحتباس الحراري وتأثيره على البيئة والكائنات الحية التي تعيش في هذا النطاق، والعمل على مشاريع تحد من حدوث هذه الظاهرة، خاصة وأننا في «عام التسامح» الذي أطلقته الإمارات بداية 2019.
مخاطر البلاستيك
تشارك في الرحلة المغامرة شروق الشرهان، بكالوريوس علم اجتماع وخدمة اجتماعية جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، والتي تقول: «وصلنا إلى أبعد نقطة في المحيط المتجمد الشمالي، وشاهدنا تأثير الاحتباس الحراري على الأرض وذوبان الثلج بأم أعيننا حيث عدنا إلى أرض الوطن برسالة تحمل أهمية الحفاظ على كوكب الأرض وتقليل مصادر الانبعاثات الكربونية المؤدية إلى ارتفاع درجة الحرارة، التي تسرع عملية ذوبان الثلج وارتفاع منسوب المياه، إضافة إلى زيادة التوعية بين أفراد المجتمع وحثهم على تقليل استهلاك البلاستيك لأن هذه المادة تعد الأخطر، لأنها تحتاج لفترة طويلة كي تتحلل. كما أن لها دوراً كبيراً في إصدار كميات كبيرة من الغازات الدفيئة التي تزيد من درجة حرارة الأرض.وتوضح الشرهان: أردنا حمل رسالة إلى العالم نثبت فيها أن المرأة الإماراتية قادرة على تحدي الصعاب والوصول إلى أبعد نقطة في الكرة الأرضية وهو المحيط المتجمد الشمالي لرفع اسم وعلم الإمارات عالياً وتمثيل الدولة في هذه الرحلات الاستكشافية بكل فخر، مضيفة: «تعد الإمارات الأولى عربياً وخليجياً في تشجيع شبابها في خوض هذه التجارب الصعبة والعودة إلى الوطن بأفكار ومشاريع جديدة تسهم في حماية الأرض ونشر الوعي وتثقيف الناس بضرورة وأهمية قضية الاحتباس الحراري وتأثيره.
صعوبات الطقس
وتقول المغامرة ميثاء الزعابي، بكالوريوس علوم البيئة والاستدامة جامعة زايد، وماجستير إدارة التغيير والإبداع جامعة حمدان الذكية: «من الصعوبات التي واجهتنا في الرحلة التأقلم مع الطقس، حيث إن الشمس لا تغرب أبدا» في القطب المتجمد الشمالي لمدة 6 أشهر في فصل الصيف، وفي فصل الشتاء لا تشرق الشمس لمدة 6 شهور أيضا، لذا كنا نواجه صعوبة في ضبط أوقات النوم حيث إننا لا نرى الظلام طوال الوقت، ولا نعرف ليلنا من نهارنا، وفيما يتعلق بالوجبات كنا نأكل ثلاث وجبات في أوقات مختلفة، ولم نستطع التمييز بين الأمس أو اليوم أو الغد، بسبب وجود الشمس طوال الوقت، إضافة إلى شعورنا المستمر بدوار البحر، وخلال عودتنا إلى جزيرة سفالبارد على متن السفينة مررنا بعاصفة قوية أصابتنا بالرعب.
وعن المناظر الطبيعية التي لفتت الانتباه خلال الرحلة، وما زالت عالقة في الذاكرة، قالت الزعابي: منظر الجليد وسط المحيط والجبال الشامخة المغطاة بالثلج، إضافة إلى الحيوانات التي تعيش في هذه المنطقة وأهمها الدب القطبي، والفقمات بأحجامها المختلفة، والرنة، وأنواع أخرى من الحيتان والطيور.
ذوبان الجليد
المغامرات الثلاث، كن يتأملن ذلك المنظر المدهش لذوبان الجليد، وتنقل الدب القطبي من جزيرة لأخرى بحثاً عن الطعام، ووجود البلاستيك في شواطئ عدة كجزر سفالباردو وغيرها، مما جعلهن يتشاركن في تنظيف المكان حفاظاً على البيئة، وكان هذا دليلاً على وصول ملوثات البلاستيك في البحار إلى أعلى قمة في الأرض.
الاتحاد