حملت دورة الألعاب الآسيوية ” جاكرتا 2018 ” أجمل الذكريات للرياضة الإماراتية في تاريخ مشاركاتها بدورة الألعاب الآسيوية التي انطلقت في منتصف القرن الماضي، وتحديدا في عام 1951 من مدينة نيودلهي الهندية.
فلم تحقق بعثة الإمارات أبدا على مدار النسخ السابقة ومنذ بداية المشاركات والإنجازات حصيلة الذهب والفضة والبرونز التي حققتها في “آسياد جاكرتا 2018 “، وهي 14 ميدالية ملونة بواقع 3 ميداليات ذهبية، و6 فضيات، بالإضافة إلى 5 ميداليات برونزية.
ويبدأ تاريخ الإمارات مع الإنجازات في دورة الألعاب الآسيوية في عام 1994 بـ 4 ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية بهيروشيما، بواقع ميدالية واحدة فضية، و3 ميداليات برونزية، وفي آسياد بانكوك عام 1998 حققت بعثة الإمارات ميداليتين إحداهما فضية، والثانية برونزية، وفي عام 2002 بآسياد بوسان حصدت بعثة الإمارات 3 ميداليات عبارة عن فضيتين وميدالية برونزية، وفي آسياد الدوحة 2006 حققت بعثة الإمارات تطورا ملحوظا في الانجازات حيث بلغت 10 ميداليات بواقع 3 ذهبيات، و4 فضيات، بالإضافة إلى 3 ميداليات برونزية.
وفي آسياد جوانزهو الصينية فقد تراجعت حصيلة بعثة الإمارات لـ 5 ميداليات فقط عبارة عن 4 فضيات، وميدالية برونزية واحدة، ثم واصلت التراجع في دورة أنشيون بكوريا الجنوبية لترصد الإنجازات 4 ميداليات فقط عبارة عن ميدالية ذهبية، و3 برونزية، حتى وصلنا إلى القفزة الملحوظة والتاريخية في آسياد جاكرتا 2018 والتي حصدت فيها بعثة الإمارات 14 ميدالية ملونة محققة أكبر حصيلة لها في تاريخ مشاركات الإمارات بتلك الدورة القارية.
وقد ساهمت هذه الدورة في تعزيز العلاقات الرياضية بين كل من الإمارات وإندونيسيا حيث دخلت الكثير من الاتحادات الإماراتية في شراكات مع نظيرتها في إندونيسيا التي تعتبر من الدول النامية بقوة في مجال الرياضة، وبرغم أن جاكرتا استضافت تلك الدورة في عام 1962، إلا أن نسخة 2018 كانت حجر الزاوية، ونقطة انطلاق قوية للعلاقات الرياضية بين الدولتين، حيث كانت بمثابة إطلالة مهمة لصناع القرار برياضة الإمارات على الرياضة في أندونيسيا، ولا سيما بعد النجاح الملحوظ الذي حققته مدينة جاكرتا في تنظيم واستضافة الحدث، بالإضافة إلى الإنجازات الكبرى وغير المسبوقة التي أحرزتها رياضة أندونيسيا في هذه الدورة، حيث نجحت في حصد 31 ميدالية ذهبية، و24 ميدالية فضية، بالإضافة إلى 25 برونزية، لتحتل المركز الرابع بين الكبار في آسيا، بعد الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وتشهد الفترة الحالية نموا واضحا في التعاون الرياضي بين الدولتين، خصوصا في ظل النجاح الكبير الذي حققته الإمارات بالعقد الأخير باستضافة العديد من مقرات الاتحادات الرياضية الآسيوية، ومنها الملاكمة والدراجات والجوجيتسو، والألعاب البارالمبية، وهناك زيارات متبادلة في هذا السياق لتعظيم فرص التعاون.
وعندما يزور اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إندونيسيا فإن كل قطاعات الدولة بالتأكيد سوف تستفيد من تلك الزيارة، بما فيها قطاع الرياضة .
وفي هذا السياق قال المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين الإماراتي والعربي للمبارزة عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية إن زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الإمارات على المستوى الخارجي، وإن دول آسيا من أهم الشركاء لنا في كافة المجالات باعتبارها القارة التي ننتمي إليها، مشيرا إلى أن تجربة الإمارات الرائدة في التطور والنمو بكل القطاعات تعتبر من التجارب الملهمة لكل دول العالم، وإن الدخول في شراكات مع دول عملاقة من حيث السكان مثل الصين والهند وأندونيسيا ينعكس بالضرورة على الشعوب في تلك الدول ” .
وأضاف ” أن الرياضة قطاع حيوي يملك الكثير من المقومات التي تعزز العلاقات بين الدول، وتحرص الرياضة الإماراتية دائما على التفاعل الإيجابي وتبادل التجارب والمبادرات الناجحة مع كل دول العالم بشكل عام، ودول القارة الآسيوية على وجه التحديد، مشيرا إلى أن آسياد جاكرتا كانت مناسبة مثالية للانطلاق منها إلى تحقيق تبادل وشراكة بيننا وبين إندونيسيا، ولا سيما أن هناك اتجاها حكوميا واضحا لدى الدولتين لتطوير الرياضة، ورغبة كبيرة في تعزيز التواصل بين الطرفين بما يعود بالصالح العام على الدولتين”.
وام