أبرمت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» اتفاقية مع صندوق الثروة السيادية السنغافوري، يتملك بموجبها الصندوق 6% في «أدنوك لأنابيب النفط»، المملوكة لـ «أدنوك»، مقابل 600 مليون دولار.
ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية عقب إبرام أدنوك، في وقت سابق من هذا العام، لاتفاقيات مع كل من «بلاك روك» و«كي كي آر» وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي، لاستثمار 4.3 مليار دولار في البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط المملوكة لـ «أدنوك».
وبعد التوقيع على هذه الاتفاقية، ترتفع القيمة الإجمالية للاستثمارات القائمة على الإيجار لكل من «بلاك روك» و«كي كي آر» وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي إلى 4.9 مليار دولار.
وبموجب الاتفاقية، يحصل صندوق الاستثمار السيادي المملوك للحكومة السنغافورية على 6% في «أدنوك لأنابيب النفط ذ.م.م»، التي تم إنشاؤها حديثاً كشركة فردية ذات مسؤولية محدودة، فيما تمتلك «بلاك روك» و«كي كي آر» مجتمعتين حصة 40%، وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي حصة 3%، فيما تحتفظ أدنوك (الرئيسة) بحصة الأغلبية المتبقية والتي تبلغ 51%.
وحسب بيان أمس، تستأجر «أدنوك لأنابيب النفط» حصة أدنوك في 18 أنبوباً تنقل النفط الخام والمكثفات من امتيازات أدنوك البرية والبحرية لمدة 23 عاماً.
وتحصل «أدنوك لأنابيب النفط» على تعرفة تدفعها أدنوك مقابل حصتها من كميات النفط الخام والمكثفات التي يتم ضخها عبر الأنابيب، مع تحديد التزام بحدٍّ أدنى من هذه الكميات، وتحتفظ أدنوك بحق التحكم وإدارة عمليات الأنابيب. ويمثل هذا الهيكل الاستثماري التأجيري المبتكر، المرة الأولى التي يوظف فيها صندوق الاستثمار السيادي السنغافوري ومؤسسات استثمارية عالمية ومحلية رائدة، رؤوس أموال على المدى البعيد في أصول البنية التحتية الرئيسة لشركة أدنوك.
ويعد إبرام هذه الاتفاقية الاستراتيجية دليلاً واضحاً على ثقة مجتمع الاستثمار والتمويل العالمي في دولة الإمارات، كما يسلط الضوء على دور أدنوك كمحفز رئيس لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لدولة الإمارات.
وقال أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة المالية والاستثمار في أدنوك: «بموجب الاتفاقية ينضم الصندوق السنغافوري إلى «بلاك روك» و«كي كي آر» وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي، كشركاء في هذا الاستثمار الرائد في أنابيب نفط محددة تمتلكها أدنوك».
وأضاف: «مع النجاح الكبير في جذب استثمارات تقارب 5 مليارات دولار (18.5 مليار درهم) تمثل هذه الاتفاقية الاستراتيجية دليلاً واضحاً على ثقة مجتمع الاستثمار والتمويل العالمي في دولة الإمارات وأدنوك كوجهة جاذبة للاستثمارات طويلة الأمد، كما تسلط الضوء على جودة قاعدة أصول أنابيب نقل وتوزيع النفط التابعة لأدنوك».
من جانبه، قال أنغ إينغ سينغ، مدير مشاريع الاستثمار في البنية التحتية في «صندوق الثروة السيادية السنغافوري»: «نحن على ثقة من الجودة العالية التي تتمتع بها شبكة خطوط أنابيب النفط الكبيرة التابعة لشركة أدنوك، والتي تعد عنصراً أساسياً في منظومة الطاقة في أبوظبي. ونتطلع إلى دعم أدنوك في نمو أعمالها في مجال خطوط أنابيب النفط في المستقبل».
وقامت أدنوك على مدى العامين الماضيين، بتوسيع نموذج شراكاتها الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة، وخلق فرص استثمارية جديدة في مختلف مجالات وجوانب أعمالها في قطاع النفط والغاز، مع تعزيز الإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول ورأس المال.
وتعد الاتفاقية الجديدة امتداداً لهذه الاستراتيجية، وتأتي عقب إطلاق الشركة عدداً من مبادرات خلق القيمة مؤخراً، بما في ذلك بدء تعامل أدنوك مع أسواق المال، وإصدار سندات شركة «خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام» (أدكوب)، والاكتتاب العام على أسهم «أدنوك للتوزيع»، والشراكة الاستراتيجية التجارية بين أدنوك للحفر و«بيكرهيوز»، وبين «أدنوك للتكرير» و«إيني» و«أو إم في» وأدنوك للأسمدة و«أو سي آي».

استكمال الاتفاقية الربع الأخير
من المتوقع استكمال الاتفاقية في الربع الأخير من عام 2019، ويخضع ذلك لاستيفاء الشروط والأحكام المتعارف عليها والحصول على موافقات جميع الهيئات التنظيمية المعنية.
وتقوم شركة «أدنوك لأنابيب النفط» باستئجار 18 خطاً لأنابيب النفط بطول إجمالي يزيد على 750 كيلومتراً، وبسعة إجمالية تبلغ نحو 13 مليون برميل يومياً.
وتمثل هذه الأصول بنية تحتية رئيسة للنقل والتوزيع لمنظومة الطاقة في أبوظبي، حيث تتيح نقل معظم إنتاج النفط الخام من أصول الحقول البرية والبحرية في أبوظبي إلى منافذ ومحطات التسليم الرئيسة في الإمارة لتحويله إلى منتجات أخرى عالية القيمة، أو تصديره إلى أسواق الطاقة العالمية.
ويرتكز خط الأنابيب على التزامات طويلة الأمد بضخ حد أدنى من النفط والمكثفات، مدعوماً بإنتاج مستقر من النفط الخام من أدنوك البرية وأدنوك البحرية اللتين لديهما شراكات مع شركات نفط دولية ويبلغ متوسط المدة المتبقية من امتيازات شركتي أدنوك البرية والبحرية أكثر من 35 عاماً.

الاتحاد