أنجزت الشاعرة والروائية والقاصة لطيفة سعيد الحاج (مواليد 1980 العين)، خلال عشر سنوات: أربع روايات، وثلاث مجموعات قصصية، وعشرة مجاميع شعرية، وقد تخرجت في جامعة الإمارات، وتحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية، وماجستير إدارة هندسية، وتحضر حالياً لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص علوم الحياة، وإلى جانب كل ذلك تعمل لطيفة الحاج موظفة في إحدى الدوائر الحكومية بمدينتها.
وفي حديث لـ«الاتحاد»، وهو الأول لها مع صحيفة محلية، فسرت لطيفة الحاج غيابها الإعلامي بالقول: «لم يسبق أن تم الاتصال بي من أي صحيفة محلية.. كما أنني غير ميالة للظهور في الأنشطة الأدبية، مثل توقيعات الكتب والندوات، وهناك انطباع حولي، خاصة لدى دور النشر، بأنني كثيرة الاعتذار، ربما لبعد مكان إقامتي أو لانشغالاتي المهنية والأدبية والأكاديمية والأسرية أو لطبيعتي النفسية»، وأضافت: «لكن احتفاظي بمسافة مع ما حولي مهم بالنسبة لي، جربتُ التواصل مع الوسط الأدبي والنتيجة لم تعجبني، سواء مع أبناء جيلي من الكتّاب أو من سبقوهم، تشعر بأن بعضهم ما أن ينشر رواية أو روايتين أو يفوز بجائزة ما حتى يكلمك من علٍ، من برجه العاجي، ويتحول إلى ناصح ومتدخل في شؤون الآخرين.. افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا.. لا أريد التعرض لاختبارات كهذه، لذلك أفضل أن أكون مستقلة في توجهاتي الأدبية». وتتابع: «بشكل عام، لا أتصور أنني في حاجة للوجود في المناسبات والأماكن حتى يعرفني الناس، فكتبي منشورة، ويمكن للمهتمين الحصول عليها في المكتبات داخل الدولة وخارجها.. لكنني أحرص على الوجود في معارض الكتب».
أول عمل صدر لها سنة 2009، بعنوان «فارس بحصان رمادي»، وهو مقالات ساخرة بالعامية، وأصدرت مجموعتها الشعرية الأولى «أحلام زرقاء» 2012، وفازت سنة 2004 بالجائزة التشجيعية في مسابقة غانم غباش للقصة القصيرة، كما أدرجت قصة من تأليفها، عنوانها «مصباح الحمام»، في منهاج اللغة العربية لطلاب الصف العاشر بالمدارس الإماراتية، ولها روايات: «واد في القلب»، و«أكتب لي شيء»، و«سين تريد ولداً»، وأخيراً رواية «نواقيس العزلة.. تباً للروايات».
وحول بداياتها، وما دفعها إلى الكتابة الإبداعيّة، قالت: «كنت أكتب منذ أيام دراستي في الثانوية، أحب التعبير الأدبي، كتبتُ الخواطر والأشعار والمقالات، لم يكن لدي خيارات أخرى غير الكتابة، لم أفكر في هوايات أخرى، وكنت أقرأ، لروائيين مثل نجيب محفوظ، وحنا مينا، وعبدالرحمن منيف وسواهم، كما أن والدتي كانت تكتب، وكذلك أبي لحد ما، وكانت الكتب متاحة أمامي في البيت، ربما كل ذلك أثر بي ووجهني هذه الوجهة، في وقت ما أطلقت مدونة إلكترونية، ورحت أنشر بها نصوصي، وصرت أتلقي انطباعات حول ما أكتبه، ولعل ذلك حفزني أكثر».
وعما جعلها تكتب، قالت: «ربما كنت أحاول تحقيق ذاتي، أو أسلي نفسي، ولعل الأمر كان مجرد تزجية للوقت، خاصة بعد التخرج في الجامعة، حين لم أكن أمارس أية مهنة». وفي إجابتها عن سؤال، حول سبب توزعها على هذه الأنواع الأدبية، قالت: «كلها طرق إبداعية، ولا أقيّد نفسي بشيء محدد، لكن الشعر يستحوذ على اهتمامي أكثر، كتابة الرواية تستلزم وقتاً طويلاً، لذلك لم أفلح في كتابة غير أربع روايات في عشر سنوات».
وعلى سؤال: هل تشعرين بأن هناك عدم اهتمام بالمنجز الإبداعي لجيلك؟ أجابت: «يحظى المبدع الإماراتي باهتمام مضاعف مقارنة بسواه، لا أشعر بأن هناك تقصيراً أو ظلماً، ولكن الأمر مع تجربتي يختلف، ولا أستطيع مقارنة نفسي بمن هم سواي في هذا الجانب». وعن جدوى الكتابة، أفادت: «أبسط شيء يمكن أن تمنحك إياه الكتابة هو التقدير الاجتماعي»، وأضافت موضحةً: «حين تلتقيني سيدة في معرض ما، وتقبل نحوي بحب، وتضمني، وتقول لي: من زمن أقرأ لك وأبحث عنك، وتطلب أن تتصور معي رفقة عائلتها.. هذا أمر لا شيء يعدل قيمته العالية لديّ». وتواصل: «أيضاً أزعم أن في كتابتي مقداراً كبيراً من التفاؤل والسعادة والأمل، فأنا أؤمن بالحب وأود مشاركة العالم بكل ذلك».
وعن نظرتها إلى الأعمال الإبداعية للأقلام المجايلة لها، ذكرت: «ليس لدي ملاحظات حول أعمالهم، لكن تجاربهم بشكل عام، فأغلبهم لا يأخذ أمر الكتابة بالجدية اللازمة، وتستلفتني الثقة المفرطة بالذات لدى بعضهم، قد لا يكون لطيفاً ذكر ذلك، ولكن هناك مشكلة في هذا الجانب.. من الجيد أن يفخر المرء بعمله لكن من دون مبالغة، ويشمل كلامي هذا جيلي والبعض من الأجيال السابقة».
تعمل لطيفة الحاج على رواية جديدة ذات طابع علمي، تستلهم من خلالها تجربتها العملية في مجال العلوم.
الاتحاد